حزام الصمت.. لغز منطقة محرمة على البشر تسقط فيها النيازك
تشتهر بكونها مكانًا لا تعمل فيه أجهزة الراديو والتلفزيون وتنتشر حولها العديد من الحكايات الغامضة
كوكب الأرض مكان كبير ويحتوي على العديد من الأسرار والألغاز التي لم ولن يتمكن الإنسان من اكتشافها كلها. وطوال الوقت يفاجئنا هذا الكوكب بالكثير من الأماكن الغريبة والعجائب، مثل الأماكن التي يمكن أن تصل فيها درجة الحرارة إلى -50 درجة مئوية، أو الأماكن التي في ترتفع فيها درجات الحرارة إلى معايير قصوى لا تحتمل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومن بين الأماكن الغريبة على سطح كوكبنا، يمكن أن تأتي منطقة مابيمي الصامتة في المقدمة. تلك المنطقة الملقبة بالحزام الصامت والتي تحمل الكثير من الألغاز التي دفعت البشر لترديد أساطير وشائعات كثيرة حولها. فما سر هذه المنطقة؟ وما هي الخرافات المنتشرة حولها؟ هذا ما نحاول أن نستعرضه معكم في التقرير التالي.
ما هو الحزام الصامت؟
تعرف منطقة حزام الصمت أو Mapimí Silent Zone أيضًا باسم "La Zona del Silencio" وهي منطقة صحراوية تقع في دورانجو، المكسيك. وتشتهر بكونها مكانًا لا تعمل فيه أجهزة الراديو والتلفزيون، مما يجعلها موضعًا للعديد من الأساطير والحكايات الغامضة.
بدأت أسطورة منطقة حزام الصمت في عام 1970، عندما سقط صاروخ أمريكي أطلق من قاعدة أثينا من جرين ريفر بولاية يوتا، وخرج عن مساره وهبط في وسط المحمية، على بعد 400 ميل (644 كيلومترًا) جنوب هدفه المقصود. وقتها، استعانت القوات الجوية الأمريكية بمجموعة من السكان المحليين للبحث عن الصاروخ، مع الحفاظ على سرية موقعه وتفاصيله.
كان الصاروخ يحمل حاويتين صغيرتين من الكوبالت 57، وهو نظير يستخدم في "القنابل المملحة" لتلويث مساحات كبيرة من الأرض عمدًا. ولذلك، قامت القوات بعمليات تنظيف واسعة حيث تمت إزالة مئات الأطنان من التربة من موقع الارتطام.
منذ ذلك الحين، بدأ السكان في ربط العديد من الأمور الغريبة التي تحدث بهذه الواقعة، ورددوا على مدار سنين شائعات وأساطير مختلفة نتيجة هذا التلوث والارتطام. خاصة أن المنطقة تعاني من شذوذات مغناطيسية غريبة تمنع الإرسال اللاسلكي.
ما الذي يجعل حزام الصمت غامضًا؟
يردد كثيرون أن حزام الصمت المنطقة الأكثر غموضاً في العالم ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب التي نستعرضها ف يالسطور التالية:
عدم عمل أجهزة الراديو والتلفزيون
يعتقد أن ظاهرة عدم عمل أجهزة الراديو والتلفزيون في منطقة الصمت ناتجة عن تكوينها الجيولوجي الفريد. حيث تقع المنطقة في حوض مغلق محاط بجبال عالية، مما قد يعيق انتشار الإشارات اللاسلكية.
نيازك ضربت المنطقة
ضربت نيازك مختلفة المنطقة في القرن العشرين. واحد من هذه النيازك كان في عام 1938. كما ضربها نيزك آخر في عام 1954، حيث سقط بشكل مثير للدهشة في نفس المزرعة التي ضربها النيزك السابق. وأخيرا ضربها نيزك ثالث في عام 1969.
سقوط صاروخ بالخطأ
في عام 1970، عندما سقط صاروخ أمريكي أطلق من قاعدة أثينا من جرين ريفر بولاية يوتا، وخرج عن مساره وهبط في وسط المحمية. والغريب أن لا أحد يعرف على وجه الدقة ما الذي حدث ليجعل الصاروخ يخرج عن مساره بعيدًا، لكنه أحدث ضجة إعلامية كبيرة جعلت الشائعات تحوم أكثر حول هذه المنطقة الصامتة.
وجود حيوانات متحولة
يشاع أن منطقة الصمت موطن لحيوانات متحولة غريبة. على الرغم من عدم وجود دليل علمي يدعم هذا الادعاء، إلا أنه أثار خيال الكثيرين.
ظواهر غامضة أخرى
يقال إن بعض الأشخاص الذين زاروا منطقة الصمت قد شعروا بوخز غريب في أجسامهم، أو شاهدوا أضواء غريبة في السماء وزخات شهب. كذلك رأى بعض الناس ألسنة اللهب تتدحرج على جوانب الجبال مثل الأعشاب المشتعلة.
التفسير العلمي لمنطقة حزام الصمت
على الرغم من أن العديد من الناس يعتقدون أن منطقة الصمت مكان غامض، إلا أن هناك تفسيرات علمية محتملة للظواهر التي تحدث هناك.
عدم عمل أجهزة الراديو والتلفزيون
يمكن تفسير عدم عمل أجهزة الراديو والتلفزيون في منطقة الصمت من خلال تكوينها الجيولوجي الفريد، كما ذكرنا سابقًا.
كذلك، أشار عدد من الباحثين من بينهم أندريا كاوس، أنها لم تواجه أي مشكلة مع أجهزة الراديو أو البوصلات الخاصة بها أثناء العمل في المحمية.
وجود حيوانات متحولة
قد تكون الحيوانات "المتحولة" التي شوهدت في منطقة الصمت مجرد حيوانات عادية تعاني من تشوهات جينية ناتجة عن التلوث أو العوامل البيئية الأخرى.
ظواهر غامضة أخرى
يمكن تفسير بعض الظواهر الغامضة التي تحدث في منطقة الصمت، مثل الشعور بوخز غريب في الجسم، من خلال تأثير المجال المغناطيسي للأرض.
معلومات عن حزام الصمت
. هي رقعة صحراوية لا يتجاوز عرضها 50 كيلومترًا (31 ميلًا).
. يطلق عليها اسم محمية مابيمي. وتقع بالقرب من بولسون دي مابيمي في دورانجو المكسيك.
. ضرب ما لا يقل عن ثلاثة نيازك مختلفة المنطقة خلال القرن العشرين. بالتحديد من عام 1938 حتى عام 1969.
. في يوليو عام 1970، أرسلت القوات الجوية الأمريكية صاروخ أثينا من جرين ريفر بولاية يوتا، إلى الغلاف الجوي العلوي للكوكب. وكان من المفترض أن ينزل هذا الصاروخ في نيو مكسيكو. وبدلاً من ذلك، هبطت مباشرة في منطقة حزام الصمت.
. انتشرت العديد من الأساطير حول المنطقة أبرزها أنها مليئة بموجات مغناطيسية غريبة وفريدة من نوعها تجعل من الصعب نقل البث الإذاعي وإشارات الاتصال.
. حصلت المنطقة على لقب حزام الصمت عام 1966، عندما أرسلت شركة النفط الوطنية بيميكس، رحلة استكشافية إلى المنطقة.
في النهاية، لا تزال منطقة الصمت موضع بحث ودراسة من قبل العلماء والباحثين. بينما لا يوجد دليل قاطع على وجود ظواهر خارقة للطبيعة في المنطقة، إلا أن أسرارها لا تزال تثير فضول الكثيرين.
وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن مغامرة فريدة ومثيرة، فإن منطقة الصمت تستحق زيارة خاطفة، مع مناظرها الطبيعية الخلابة والمزرعة المهجورة منذ أكثر من قرن من الزمان، خلال اضطرابات الثورة المكسيكية، والينابيع الحرارية الموجودة هناك. إلى جانب غموضها المحير، كل ذلك سيشعرك وكأنك قد دخلت إلى عالم آخر.