حفرة عملاقة في سيبيريا تتوسع بسرعة وتثير قلق العلماء
يسعى الباحثون الآن إلى دراسة هذه الحفرة الضخمة، لأنها يمكن أن تساعد في فك رموز مستقبل كوكب الأرض
كشفت صور من الفضاء التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، تسبب حفرة ضخمة في الأرض، تحديدا في سيبيريا، في انفتاح الأرض. كما يظهر من خلال الصور أنها تبدو على شكل سمكة راي، أو سرطان حدوة الحصان، وفي صور أخرى تشبه ضفدع شبل عملاق. والمقلق أنها تنمو بسرعة.
بدأت هذه الحفرة وفقا للبيانات كشريحة صغيرة، بالكاد تبدو مرئية في صور الأقمار الصناعية منذ الستينيات. لكن الآن أصبحت هاوية ذات منحدرات شديدة الانحدار. كما أصبحت مرئية بوضوح من الفضاء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بين عامي 1991 و2018، أي حوالي 27 عاما، تضاعف حجم الحفرة تقريبًا ثلاث مرات، وفقًا للمسح الجيولوجي الأمريكي. وأطلق الباحثون عليها اسم فوهة باتاجاي، على اسم بلدة باتاجاي القريبة. كما تسمى أحيانًا باتاجايكا أو "بوابة الجحيم". وتشير التقارير إلى إنها تمثل الآن مشكلة أكبر بكثير مما تبدو عليه، وربما تؤثر على الكوكب بأكمله.
ما هذه الحفرة؟
يشهد القطب الشمالي ارتفاعا في درجة حرارة بشكل أسرع من بقية الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى ذوبان سريع للصقيع الدائم، والذي كان عبارة عن طبقة سميكة مجمدة من التربة بشكل دائم. ولكن ما علاقة فوهة باتاجاي؟
يشير الباحثون إلى إن هذه الفوهة ليست بركانية كما كان متوقعا على الإطلاق. إنها أكبر انهيار أرضي تذويبي رجعي في العالم. بمعنى أنها حفرة تشكلت نتيجة ذوبان الصقيع الدائم، مما أدى إلى انهيار الأرض. ومن المعروف أن هناك آلاف الانهيارات الأرضية؛ بسبب الذوبان في جميع أنحاء القطب الشمالي. لكن حجم هذه الفوهة يجعلها الانهيار الأرضي الضخم.
وفقا لموقع بيزنس إنسايدر، يقول عالم الجيوفيزياء في جامعة واشنطن في سانت لويس، روجر ميخائيليدس: "عادة لا نمنح الصقيع الدائم اهتماما كبيرا، إلا إذا تم اكتشاف آثاره بطريقة ما، كما هو الحال في هذه الفوهة التي تمثل انهيارا أرضيا ضخما". ويضيف أن هذه الظاهرة تشير إلى شيء ما كبير يخبئه المستقبل.
لذلك، يسعى الباحثون الآن إلى دراسة فوهة باتاجاي الضخمة، لأنها يمكن أن تساعد في فك رموز مستقبل كوكب الأرض.
نتائج ذوبان الصقيع الدائم
يتسبب ذوبان الصقيع الدائم، وفقا للباحثين، في تحلل جميع النباتات والحيوانات الميتة المجمدة بداخل الجليد منذ قرون. وبالتالي يطلق ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي، والذي يؤدي بدوره إلى احتباس الحرارة، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة العالمية أكثر، وذوبان الجليد أسرع.
يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى آثار وخيمة، حيث يغطي الصقيع الدائم 15% من الأرض في نصف الكرة الشمالي. وبالتالي، يمكن أن يتسبب هذا الذوبان في التأثير على الغلاف الجوي، وإمكانية حدوث تغيرات كبيرة للغاية في نظام المناخ خلال فترات زمنية جيولوجية سريعة للغاية.
باختصار، قد يؤدي ذوبان التربة الصقيعية بسرعة إلى تفاقم أزمة المناخ. لكنه لا يزال بالنسبة للباحثين حتى الآن عملية غامضة تحتاج إلى مزيد من الأبحاث والتعمق. ويمكن أن تساهم فوهة باتاجاي في تسريع عملية البحث والدراسة.
مؤشرات أولية لحجم الكارثة
في مجلةGeomorphology ، نشرت دراسة يونيو الماضي، جميع فيها الباحثون بيانات من الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد لهذه الفوهة الضخمة، من أجل حساب مقدار توسعها بمرور الوقت.
وتوصل الباحثون إلى إن ما يعادل حوالي 14 هرمًا من أهرامات الجيزة قد ذابت من الجليد والتربة الصقيعية في باتاجاي. أي أن حجم الفوهة يزداد بمقدار مليون متر مكعب كل عام تقريبا، وهذا يظهر مدى سرعة تدهور التربة الصقيعية.
كما أن -وفقا للباحثين- هذا المنحدر الضخم يطلق حوالي 4000 إلى 5000 طن من الكربون سنويًا. وهذا يعادل تقريبًا انبعاثات الطاقة السنوية من 1700 إلى 2100 منزل أمريكي.