حفرة عميقة تكشف أسرارا علمية جديدة.. تعود إلى العصر الجليدي

  • تاريخ النشر: الخميس، 21 نوفمبر 2024

يبلغ عمقها 150 قدما تحت مستوى سطح البحر، ولا يزال الجزء الأكبر من هذا الكنز العلمي مدفونا في أعماقها المائية

مقالات ذات صلة
بالصور : محاولة لاستكشاف الحفر العميقة التي حيرت العالم
مي عمر تكشف صفات وأسراراً عن محمد سامي
فيفي عبده تكشف أسراراً لا يعرفها أحد عن تحية كاريوكا

في أعماق جزر البهاما، تحديدا في جزيرة غراند أباكو، توجد حفرة زرقاء عميقة تدعى Sawmill Sink، وهي مليئة بالعديد من الحفريات المحفوظة بشكل جيد. تكشف هذه الحفريات عن التغيرات الكبيرة التي شهدتها الجزيرة منذ العصر الجليدي الأخير.

منذ عام 2005 ولأكثر من عقد من الزمان، غاص الباحثون في أعماق هذه الحفرة لاستخراج كنز علمي ثمين. يتمثل هذا الكنز في جمع الآلاف من الحفريات. ومع ذلك، لا يزال الجزء الأكبر من هذا الكنز العلمي مدفونا في أعماقها المائية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تاريخ الحفرة العميقة

تقع جزيرة غرينت أباكو على بعد حوالي 190 ميلا شرق مدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا. وقبل آلاف السنين، كانت مساحة أباكو أكبر بعشرة أضعاف مما هي عليه اليوم. ومع ذلك، مع ارتفاع مستويات سطح البحر بعد العصر الجليدي الأخير، غمرت المياه الجزيرة، مما أدى إلى تقلص شواطئها.

تتكون جزيرة أباكو من الحجر الجيري. وعندما تغمرها المياه، يتدفق الماء الجوفي عبر الصخور المسامية، مما يؤدي إلى انهيار الكهوف، وتشكل حفر تملؤها المياه فيما بعد، لتكون ما يعرف بالثقوب الزرقاء. ومن أشهرها حفرة Sawmill Sink.

مواصفات الحفرة

يبلغ عمق حفرة Sawmill Sink 150 قدما تحت مستوى سطح البحر. وتمتلك شبكة واسعة من الممرات تحت الأرض تمتد لعدة أميال. وفي عام 2005، نزل الغواص برايان كاكوك إلى بعض هذه الممرات، حيث اكتشف ثروة من العظام التي فتحت الباب لفهم الماضي القديم للجزيرة.

لفتت أصداف السلاحف وجماجم التماسيح انتباه غواص الكهوف. كما أن بعض العظام التي تم العثور عليها تعود إلى حيوانات منقرضة في جزيرة أباكو. هذه العظام القديمة تقدم لنا نظرة ثاقبة إلى الماضي البعيد، حيث كانت الجزيرة موطنا لهذه الكائنات.

داخل الكهف، توجد أيضا تشكيلات صخرية مذهلة، التي تشهد على تاريخه الجيولوجي. كما يوجد طبقة من المياه العذبة تليها طبقة سامة من كبريتيد الهيدروجين والمياه العذبة.

تحت هذه الطبقات، توجد مياه مالحة خالية من الأكسجين وأشعة الشمس، وهي الظروف المثالية لحفظ الأحافير. هذا الاكتشاف العلمي الثمين يوفر لنا فرصة فريدة لدراسة التنوع البيولوجي القديم للجزيرة.

أهم الاكتشافات داخل الحفرة

من بين الاكتشافات المذهلة، عثروا على حفريات سلحفاة تنتمي إلى نوع جديد ومميز، لم يسبق له مثيل، أطلق عليه اسم Chelonoidis alburyorum، وهو الآن منقرض.

كما تم العثور على حفريات تمساح يعود عمرها إلى ما بين ألف وخمسة آلاف عام، أي بعد غمر الحفرة بالمياه. وتحت طبقات هذه الحفريات، اكتشفوا المزيد من العظام التي تشهد على التنوع البيولوجي الغني الذي كانت تتمتع به جزيرة أباكو قبل غرقها تحت سطح البحر.

تؤكد هذه الاكتشافات الهامة على الثروة البيولوجية التي كانت تزخر بها الجزيرة في الماضي، مما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري.