حلم السقوط من مكان مرتفع : ما أسبابه وكيف نتجنبه؟
من منا لم يحلم بسقوطه من مكان مرتفع بسرعة كبيرة في الهواء الطلق. لنستيقظ قبل الارتطام بالأرض تماماً، بتأثير انتفاضة أو ارتعاشة الساقين؟ ما هذا الحلم الغريب!
يعتبر حلم السقوط من أشيع الأحلام التي يتعرض لها الناس، ومن أكثر التجارب المزعجة التي تترك أثراً نفسياً على الحالِم. يستيقظ الحالم وهو يشعر بالخوف والقلق مع ازدياد معدل نبضات قلبه. ليسأل نفسه عن السبب وراء هذا الحلم وما دلالته، ويبدأ البحث عن طريقة تجنِّبه خوض هذه التجربة مرة أخرى.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الأسباب العلمية لحلم السقوط |
عندما يدخل الجسم في حالة الاسترخاء العميق استعداداً للنوم. قد يفسر دماغنا هذا الأمر على أنه خطر سقوط الجسم وتهديد ارتطامه. هنا تتدخل انتفاضة الساقين أو ما يسمى أيضاً “اهتزاز النوم”، هذا الاهتزاز ناتج عن حركة عضلية لا إرادية يقوم بها الجسم كغريزة للبقاء وإنقاذ النفس، لتعيد الإنسان إلى وعيه الكامل، وهي لحظة ارتطام الحالم بالأرض تماماً.
تعزي بعض الدراسات هذا الأمر إلى شيء ورثناه فطرياً عن أسلافنا وأجدادنا، حين كانوا ينامون على الأشجار ليلاً. حيث كانت تنتفض أجسادهم عند سقوطهم على شكل نداء استغاثة، كغريزة للبقاء. يمكن اعتبار هذه الآلية الدفاعية سمة مميزة ليتم نقلها للأجيال المستقبلية. برغم من أن النوم على الأشجار انتهى منذ عقود، لكن ما زالت عقولنا تعتمد هذه الآلية على شكل أحلام.
إذا تعمقنا أكثر في تشريح الدماغ البشري سنكتشف أن الأمر مرتبط بإغلاق النظام الحسي أثناء مرورنا بمراحل النوم. عندما نكون مستيقظين نكون واعين بتأثير الجاذبية (ضغط الكرسي على جسدي، ضغط الهاتف على يدي، رؤية العين وتوازن الأذن الداخلية) لكن أثناء النوم، يصبح المهاد مثبطاً – وهو محطة توصيل حسية حيوية عميقة في الدماغ-. هذا يعني أن دماغنا لا يتلقى معلومات حول الجاذبية والرؤية والتوازن، وهذا ما يفسره دماغنا على أنه انعدام توازن أو بالأحرى سقوط حر.
الأسباب النفسية لحلم السقوط |
فسّر فرويد -وهو من أهم مؤسسي علم النفس- السقوط على أنه مظهر للقلق أو للرغبات الإنسانية، كما لو أنها صرخة عقولنا لنا لنستجيب إليها.
من أهم الأسباب النفسية التي قد تسبب حلم السقوط لنا:
• عدم الأمان أو عدم الاستقرار
• الإرهاق واضطرابات النوم
• اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
• القلق
• الشعور بعدم الدعم
• عدم الكفاية أو الشعور بالدونية
• فقدان السيطرة
كيفية التعامل مع حلم السقوط |
للأسف، لا يمكننا التحكم بأحلامنا، لكن يمكننا التحكم بعادات النوم الخاصة بنا لتقودنا إلى نوم مريح وهادئ قد يبعدنا عن هذه الأحلام المزعجة مثل:
• تجنب الكافيين، خاصة قبل النوم.
• النوم في غرفة هادئة ومظلمة عند درجة حرارة مريحة.
• التأكد من أن سريرك والوسائد مريحة.
• إزالة الأجهزة الإلكترونية من غرفة النوم.
• التأمل أو كتابة اليوميات أو ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء قبل النوم.
• النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم وتجنب القيلولة أثناء النهار.
• تجنب الأنشطة العاطفية المجهدة أو البدنية الشاقة خلال الساعة التي تسبق النوم.
خاتمة |
حلم السقوط هو تجربة شائعة تحمل معاني ودلالات متعددة. سواء كان تعبيراً عن القلق وفقدان السيطرة أو رمزاً للتحرر من القيود، فإن فهم هذا الحلم يمكن أن يساعدنا في التعامل مع مشاعرنا وتجاربنا الحياتية بشكل أفضل. لكن من الضروري أن نتعامل مع هذه الأحلام بشكل فردي، لأننا جميعاً مختلفون، فسّر أحلامك بناءً على ما تعنيه لك شخصياً. أما إذا كنت تعاني من تكرار هذا الحلم، فلا تتردد في استكشاف جوانبه المختلفة والعمل على تحسين صحتك النفسية من خلال اللجوء إلى طبيب أو معالج مختص ليساعدك.
-
المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.
هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!
انضموا إلينا على منصتنا، فهي تمنح كل الخبراء من كافة المجالات المتنوعة الفرصة لنشر محتواهم . سيتم نشر مقالاتكم حيث ستصل لملايين القراء المهتمين بهذا المحتوى وستكون مرتبطة بحساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي!
انضموا إلينا مجاناً!