خسائر زلزال تركيا وسوريا الاقتصادية تتجاوز الـ4 مليارات دولار
كشفت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، في تقرير صادر عنها اليوم الخميس، حجم الخسائر التي لحقت بسوريا وتركيا جراء الزلزال الذي ضربهما الاثنين.
وكان زلزالاً، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب مناطق عدة في تركيا وسوريا، صباح الاثنين، ما أدى إلى مقتل الآلاف، وأسفر عن عشرات الآلاف من المفقودين والمصابين، وتدمير مئات المنازل والمرافق والبنى التحتية.
وقالت الوكالة، إن حجم الخسائر التي لحقت بسوريا وتركيا تقدر بما بين ملياري دولار و4 مليارات أو أكثر، وذلك بشكل مبدئي، مضيفة أنه من الصعب تقدير الخسائر الاقتصادية بصورة دقيقة.
وأردفت "فيتش"، أن خسائر الممتلكات المؤمن عليها ستكون أقل بكثير، وقد تصل إلى حوالي مليار دولار، بسبب التغطية التأمينية المنخفضة في المناطق المتضررة، فيما سيتم تغطية الغالبية العظمى من هذه الخسائر عن طريق إعادة التأمين.
وأشارت، أن على الرغم من وجود مجمع تأمين تركي ضد الكوارث، فإنه لا يغطي الخسائر البشرية.
ورجحت الوكالة أن تكون تغطية التأمين في الأجزاء المتضررة من سوريا منخفضة كذلك، لا سيما بالنظر إلى الآثار الاقتصادية للتوترات العسكرية.
يشار إلى أنه تم إنشاء مجمع التأمين التركي ضد الكوارث (TCIP) بعد زلزال إزميت عام 1999 لتغطية أضرار الزلزال التي لحقت بالمباني السكنية في المناطق الحضرية.
ويعتبر غطاء التأمين ضد الزلازل إلزاميًا من الناحية الفنية في تركيا، لكن لا يتم تطبيقه في كثير من الأحيان في الممارسة العملية، ونتيجة لذلك، فإن العديد من العقارات السكنية غير مؤمن عليها، لا سيما في العديد من المناطق المتضررة.
يذكر أن عدد القتلى من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، ارتفع إلى نحو 17 ألفاً و176 شخصاً، وذلك بحسب آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن السلطات في البلدين.
وقالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، اليوم الخميس، إن حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي تعرضت له البلاد، ارتفع إلى 14 ألفاً و14 شخصاً.
وأضافت الهيئة، أن حصيلة المصابين بلغت 63 ألفاً و794 شخصا على الأقل، كما تم إنقاذ أكثر من 9 آلاف شخص.
وفي سوريا، وصل عدد الضحايا الذين لقوا مصرعهم تحت الأنقاض من جراء الزلزال المدمر إلى نحو 3162 شخصاً على الأقل، بحسب آخر إحصاء رسمي.
في حين تبقى كل هذه الأرقام غير نهائية، في ظل مواصلة البحث عن جثامين أو أحياء محتملين تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال، علماً بأن ظروفاً مناخية قاسية ونقصاً حاداً في المعدات تعرقل جهود البحث والإنقاذ في تركيا وسوريا على الترتيب
وتسارع فرق الإنقاذ في كل من تركيا وسوريا، لمواصلة عملها، في ظل الظلام والبرد القارس والهزات الارتدادية، للبحث عن ناجين، أو انتشال جثث مفقودين من تحت أنقاض المباني المدمرة من جراء الزلزال.
وبالرغم انتشار بصيص من الأمل، في أعقاب النجاحات المتتالية لفرق الإنقاذ، بعد انتشال العشرات من تحت أنقاض المباني المهدمة، غير أن ذلك لا ينفي مخاوف ازدياد عدد القتلى، والذي يرجح مسؤولو منظمة الصحة العالمية بأنه سيرتفع بلا هوادة خلال الساعات القادمة.
ويلعب الوقت لصالح عداد الموت، فكلما تأخر عمال الإنقاذ في الوصول إلى العالقين تضاءلت فرص نجاتهم، لاسيما في ظل هذا الطقس البارد، إذ بعد 3 أيام عادة من أي كارثة، تقل فرص الأمل في العثور على ناجين تحت الركام، لاسيما إذا كانوا كما هي الحال في كوارث الزلازل عامة، بلا ماء أو طعام، أو ربما في أماكن يتراجع فيها معدل الأوكسيجين.