خطأ غير مقصود.. مهندس تقني هو السبب في شل الطيران فوق أمريكا
كشفت تحقيقات أمريكية أن خطأ بشريا ارتكبه موظف تقني بشكل غير مقصود هو السبب وراء العطل الذي حدث بنظام (NOTAM)، الذي يعمل على تحذير الطيارين من المخاطر المحتملة طوال مسار الرحلة، ما أفرز ارتباكا واسعا بحركة الطيران وخسائر بملايين الدولارات.
وقالت شبكة "إي بي سي نيوز" إن الخلل الفني كان ناجما عن خطأ غير مقصود وقع أثناء عملية صيانة مقررة سلفا.
ونقلت الشبكة عن مسؤول مطلع على الأمر: "هناك مهندس عمل على استبدال ملف بآخر"، مشيرا إلى أن هذا المهندس لم يكن يدرك أن الأمر ينطوي على خطأ كبير.
ومع ذلك، أكد المسؤول أن "الخطأ لم يكن مقصودا وقد كلّف البلاد ملايين الدولارات".
وفي السياق نفسه، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الملف الذي عطّل الحركة الجوية كان يتضمن قاعدة بيانات تالفة (داخل نظام NOTAM)".
وفي النهاية، يبدو أن الخلل الفني الذي ضرب حركة الطيران كان خطأ بشريا في الأساس.
ونتيجة لهذا الخطأ بدأ النظام في إظهار المشكلات قبل أن يتعطل بالكامل، وقد كشف تحقيق لاحق أن استبدال الملف هو الذي أدى لكل ما حدث.
وساد اعتقاد في البداية أن الأمر ناجم عن هجوم سيبراني، حتى إن مسؤولا عسكريا أميركيا كبيرا قال إن لو ثبت أن العطل في نظام الطيران هجوم، فإنه سيعد "عملا حربيا".
وزير النقل الأمريكي
وكان وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج قال، أمس الأربعاء، إن خللاً في نظام الرسائل الموجهة للطيارين أدى إلى قرار إدارة الطيران الفيدرالية إصدار قرار بوقف جميع الرحلات الجوية في الولايات المتحدة، الذي استمر 90 دقيقة.
وأضاف بوتيجيج بأن الخلل عكس مشكلةً أكبر في النظام، ولا تزال هناك مشكلات في التحقق من أن الرسائل يتم توجيهها إلى الطيارين بالفعل، وفقًا لـCNN..
وأوضح أن قرار الإدارة الفيدرالية للطيران منع إقلاع جميع الرحلات كان القرار الصحيح. ولا دليل مباشرًا ولا يوجد مؤشر على أنه كان هناك هجوم سيبراني.
الأربعاء الأسود
ووصفت وسائل إعلام أمريكية ما حدث بـ"الأربعاء الأسود"، قائلة إنه أحد أسوأ المحطات ي مسيرة طويلة من التعثرات التي طالت قطاع الطيران الأمريكي، حيث ألغيت عشرات آلاف الرحلات الجوية، هذا الشتاء.
لكن هذه المرة، كان الثمن باهظا، فرقم الرحلات التي تأجلت وألغيت كان بالمئات (تحديدًا 700 رحلة)، ثم ارتفع العدد إلى ألف، وظلت البيانات تتغير وترتفع إلى أن وصلت الطائرات المتأثرة إلى 21400 رحلة، بحسب بيانات شركة "CIRIUM" للتحليل الجوي.
وبحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، كانت هذه الطائرات ستقل على الأقل 2.5 مليون مسافر في الولايات المتحدة عبر رحلات داخلية أو منها أو إليها.
ولا تتوفر في الوقت الحالي تقديرات نهائية للخسائر التي مُنِيَت بها الولايات المتحدة، لكن مسؤولًا أمريكيًا كبيرًا قدّرها بالملايين.