خليها تعفن.. حملة لمقاطعة الأسماك بمصر لمواجهة غلاء الأسعار
شهدت مدينة بورسعيد الساحلية المصرية خلال الأيام الماضية، حملة مقاطعة واسعة لشراء الأسماك تحت شعار "خليها تعفن"، وذلك احتجاجاً على موجة الغلاء في الأسعار التي تجتاح الأسواق المحلية.
حملة "خليها تعفن"
بدأت الحملة بمبادرة من مواطن يدعى "سعيد الصباغ" على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما لاقت تفاعلاً كبيراً من أهالي بورسعيد الذين امتنعوا عن شراء الأسماك خلال الأيام الماضية، حيث أظهرت مقاطع متداولة الأسواق وهي تكتظ بالبضائع وتخلو من المشترين.
ورصدت وسائل إعلام محلية، أثار المقاطعة على تجار الأسماك في بورسعيد، والذين تكبدوا خسائر فادحة نتيجة تلف كميات كبيرة من الأسماك التي لم تجد من يشتريها.
- اقرأ أيضاً
أطعمة قد تُعاقب بالسجن عند تناولها في هذه الدول!
وفي محاولة لصد آثار المقاطعة بعد يومين فقط من سريانها، اضطرت العديد من محال الأسماك في بورسعيد إلى خفض أسعارها بشكل كبير، حيث انخفض سعر سمك البلطي على سبيل المثال من 100 إلى 30 جنيها، كما انخفض سعر سمك السردين إلى 150 جنيها والجمبري من 100 إلى 30 جنيه.
وبالرغم من التخفيضات الهائلة التي أعلن عنها تجار الأسماك، إلا أن شعب "بورسعيد الباسلة" لم تخدعه تلك التخفيضات المؤقتة في الأسعار، وأعلن الاستمرار في حملة المقاطعة إلى نهاية مدتها والمقرر لها سلفاً أن تكون لمدة 7 أيام متتالية.
محافظات أخرى تنضم لحملة مقاطعة الأسماك
ومع نجاح حملة "خليها تعفن" في بورسعيد، امتدت إلى العديد من المحافظات المصرية الأخرى، مثل الإسكندرية والسويس والإسماعيلية والشرقية وبني سويف والغربية، والذي أعلن مواطنوها عن حملات مماثلة في مقاطعة الأسماك لمواجهة ما وصفوه بـ"جشع التجار" بعدما وصلت الأسعار لمستويات قياسية لأول مرة في التاريخ.
دعم رسمي للمقاطعة
وحظيت حملة "خليها تعفن" بدعم رسمي من قبل اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، الذي أعلن عن انحيازه للمواطنين، مؤكدًا على ضرورة تخفيض الأسعار، كما أكد امتناعه عن شراء الأسماك لحين أن تحقق الحملة أهدافها كاملة.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد سمير فرج، رئيس جهاز حماية المستهلك السابق، على أهمية المقاطعة كوسيلة دفاعية للمستهلك، مشيرًا إلى أنها تُعد من الأسلحة القوية في مواجهة الجشع والتلاعب بالأسعار.
سلع أخرى على الطريق
بدوره، أعرب سعيد الصباغ، مؤسس الحملة، عن سعادته بالتزام المواطنين ومقاطعتهم للأسماك، مؤكداً أن الحملة أدت إلى انخفاض أسعار السمك بشكل كبير.
وأضاف أن الأسماك عنصر غذائي مهم لتوفير البروتين للمصريين وكانت أسعارها في متناول الجميع لتعويض ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم وبعد دخولها هي الأخرى قائمة السلع مرتفعة السعر، بات واجباً مقاطعتها لحين التزام التجار ووصولها للسعر الذي يناسب الجميع.
وأشار إلى أن سبب اختيار الأسماك لمقاطعتها بعد ارتفاع سعرها هو أنها سريعة التلف ولو استمرت خارج المياه لمدة يومين تفسد وتتلف، مطالبًا بمقاطعة أي سلعة ترتفع أسعارها بشكل غير منطقي.
- اقرأ أيضاً