كيف طورت القطط لغتها للتواصل مع البشر؟.. دراسة تكشف
لطالما حيرنا سلوك القطط وتواصلها معنا، فما سرّ تموءها علينا؟. هذا ما كشفته دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، أزاحت نتائجها النقاب عن أنّ القطط طوّرت مهاراتها التواصلية مع البشر على مرّ السنين، مستغلة غرائزنا الفطرية لضمان احتياجاتها.
خطوة إلى الوراء
تشير الدراسة، إلى أن في الماضي، كانت القطط مخلوقات منعزلة، تفضل العيش والصيد بمفردها، ونادراً ما كانت تموء على بعضها البعض، ومنها على سبيل المثال محاولة الصغار لفت انتباه أمهات القطط.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتضيف أن مع بدء تعايش القطط مع البشر، تغيّر سلوكها بشكل جذري. فمع مرور الوقت، أدركت القطط أنّ البشر مصدرٌ غنيٌّ بالغذاء والأمان، فبدأت في التواصل معنا بطرقٍ أكثر تعقيداً، مستخدمةً أصواتها لجذب انتباهنا وتحقيق رغباتها.
وتردف أنه عندما تموء القطة الآن، يبدو الأمر وكأنها تعتبرنا مقدمي الرعاية مثل أمهاتها. وهذا التغيير في السلوك كان موضوع الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، والتي تناولت كيفية تطور لغة القطط بمرور الزمن.
متى وكيف انتقلت القطط للعيش مع البشر؟
وأوضحت الدراسة إلى أن القطط قد واجهت البشر لأول مرة منذ نحو 10,000 عام، في فترة بدأت فيها المجتمعات الإنسانية بإنشاء مستوطنات دائمة.
ولفتت إلى أن هذه المستوطنات جذبت القوارض، التي بدورها اجتذبت القطط الباحثة عن فريسة، ومع مرور الزمن ازدهرت القطط التي كانت أقل خوفاً وأكثر تكيفاً مع البيئة الجديدة، مما أتاح لها الاستفادة من إمدادات غذائية ثابتة من البشر، وتطوير علاقات أوثق معهم، وترتب عليه تطوير الأصوات التي تصدرها.
خرخرة ذكية لإثارة مشاعرنا
واستندت الدراسة إلى عدد من الأبحاث قد أظهرت أن التربية الانتقائية للحيوانات من أجل الترويض يمكن أن تؤدي إلى تغييرات سلوكية وجسدية كبيرة في غضون عقود قليلة، مقارنة بما كان يستغرق آلاف السنين عادة.
- اقرأ أيضاً
لماذا تهبط القطط بسلام عند السقوط من أماكن مرتفعة؟
وكذلك اعتمدت على دراسة أجرتها الدكتورة كارين ماكومب عام 2009 الضوء على أنّ القطط طوّرت نوعين من الخرخرة: خرخرة التماس وخرخرة عدم التماس، ويمكن إيجازها فيما يلي:
- خرخرة التماس: تُصدرها القطط عندما تبحث عن الطعام، وتتميز بنبرة عالية تشبه البكاء. تستغلّ هذه الصرخة الخفية حساسيتنا الفطرية لأصوات الاستغاثة، مما يجعل من الصعب تجاهلها.
- خرخرة عدم التماس: تُصدرها القطط في مواقف أخرى، مثل عندما تُداعب أو تُظهر علامات المودة.
وكشف التحليل الصوتي عن وجود مكون عالي الطبقة في خرخرة التماس هذه، تشبه البكاء، وتستغل هذه الصرخة الخفية حساسيتنا الفطرية لأصوات الاستغاثة، مما يجعل من المستحيل تقريبًا أن نتجاهلها.
لغة التواصل بين القطط والبشر
وتأسيساً على ما سبق، أثبتت الدراسة أن القطط طورت بمرور الوقت لاستخدام الإشارات الصوتية التي تتوافق مع غرائزنا التغذوية، مقترناً باستخدامنا للكلام الموجه للحيوانات الأليفة.
وعلى الجانب الآخر، لم تكن القطط وحدها التي عدلت أصواتها، فقد تكيفنا نحن أيضاً. أصبحنا نتفاعل معها بأصوات تتميز بنبرة صوت أعلى ونغمات مبالغ فيها ولغة مبسطة.
ويُسلط هذا التفاعل الضوء على العلاقة الفريدة التي ربطت البشر بالقطط. فقد طوّرت القطط مهاراتها التواصلية لتتوافق مع غرائزنا، بينما طوّرنا نحن لغةً خاصةً للتواصل معه
يذكر أن دراسة كانت قد أجرتها الباحثة شارلوت دي موزون عام 2022، أثبتت أنّ القطط تستطيع التمييز بين الكلام الموجه إليها والكلام الموجه للبشر البالغين.
- اقرأ أيضاً