رحلة الزرافة المصرية سفيرة النوايا الحسنة إلى فرنسا
تطرقت آية عبدالعاطي، يوم الأحد، عبر برنامج “شغل كايرو”، للحديث عن كيفية استغلال مصر لطبيعتها وموقعها في أفريقيا للتسويق لنفسها كبلد متفردة في هذه المنطقة.
وقالت آية: “سنتحدث عن تحد يجمع بين خفة الدم والذكاء وأن أي دولة تقدر تستغل أي حدث لتسويقه واستثماره، وقارة أفريقيا تتميز بـطبيعة متميزة متميز في نباتات أو حيوانات، ولما تكون في رقعة مميزة غير متواجدة عند غيرك فيجب استثمارها، وربنا وهبنا تفاصيل عن الحياة البرية في أفريقيا، مثلا الزرافة هي بدايتنا اليوم وقيل عنها سفيرة لمصر وذهبت لفرنسا وبها تفاصيل درامية رائعة”.
وأضافت آية: “في العام 1826 كان لفرنسا في مصر قنصل عام في عهد محمد علي باشا يدعي برناردينو دروفيتي، وعرف أن هناك شخصا من أعيان السودان والتي كانت قطر من أقطار الدولة المصرية اسمه موكر بيه، أرسل لمحمد علي باشا زرافتين صغيرتين، فاقترح القنصل الفرنسي على الباشا أنه يبعث بزرافة منهم هدية لملك فرنسا شارل العاشر لأن فرنسا لا يوجد بها، فأصبحت الزرافة المصرية هي أول زرافة رأتها باريس وذلك لتلطيف الأجواء بعد بعض الخلافات بين مصر وفرنسا في نفس الوقت طلب قنصل بريطانيا نفس الطلب”.
وتابعت: “وتساءلت فرنسا عن الهدية فرد عليهم محمد علي بأنها زرافة وهو خبرا كبيرا وهي كانت الزرافة الأولى التي يراها المواطن الفرنسي، وتم انتقاء زرافة وتكون طفلة لكي تتكيف مع مجتمعها الجديد، وكان معها على المركب بقرة لكي تتناول اللبن باستمرار، وراعييها حسن وعطير واللي كانوا مسؤولين عن رعايتها حتى تصل لفرنسا، وكان عليها 12 بحارا واللي كانوا يقفون دائما عند كل جزيرة تقابلهم لكي تنزل وتلعب وتأكل”.
وأردفت آية: “حُضّر للسفر ومراحله بعناية فائفة، تضمنت القافلة الزرافة والبقرات والسودانيين وأضيفت عنزتان وحلاّب للبقر ومترجم وعربة تحمل الحبوب والأغذية المتنوعة وما تطلبه الرحلة، كما تم تفصيل معطف واق من المطر من المشمع المطرز بشريط أسود على كل الأطراف، وأحذية طويلة خوفا من تآكل حوافرها خلال الرحلة التي تبلغ خمسمائة وخمسين ميلا وقاموا بتبطين الفتحة بالقش لحمايتها من أي إصابة عند اضطراب البحر.. وقد استدعيت تعزيزات أمنية لحراسة القافلة.. وتوفير إسطبلات بأسقف يصل ارتفاعها إلى 13 قدما في القرى التي يحتمل أن تتوقف فيها الزرافة”.
واستطردت: “وصلت الزرافة بالفعل ميناء مرسيليا بفرنسا يوم 31 أكتوبر عام1826، حيث كان عمدة فرنسا، ووفقاً للإجراءات المتبعة، وضعت حمولة السفينة البشرية والحيوانية في الحجر الصحي الواقع في طرف المرفأ لمدة 10 أيام”.
وأشارت آية: “مع تحسن الطقس بدأت رحلتها إلى باريس، للقاء الملك شارل العاشر فتم تفصيل معطف واق من المطر من المشمع المطرز بشريط أسود على كل الأطراف، وأحذية طويلة خوفا من تآكل حوافرها خلال الرحلة التي تبلغ خمسمائة وخمسين ميلا، واستدعيت تعزيزات أمنية لحراسة القافلة، واستغرقت الرحلة إلى باريس أكثر من عامين أطلق خلالها اسم الزرافة على الشوارع والميادين، وتحولت إلى مادة للأغاني والاستعراضات”.
وتابعت: “ومع دخول الزرافة حديقة النباتات في 1827، زارها 600 ألف شخص، وهو ما ساهم في تحقيق عائد اقتصادي ضخم”.
وفي عام 1845، ماتت عن 21 عامًا، وتم تحنيطها واحتلت مكانًا مرموقًا في قسم الطبيعيات من متحف الحديقة، وبين الحربين العالميتين نجح محافظ المتحف الطبيعي بـ«لاروشيل»، بغرب فرنسا، في الاستئثار بها لمتحفه.
التدوينة رحلة «الآنسة زرافة» سفيرة النوايا الحسنة بين مصر وفرنسا.. أهداها محمد علي للملك شارل العاشر ظهرت أولاً على نجوم إف إم.