رحيل العملاق النائم: أُسدل الستار على مأساة جان بيير آدامز
أعلن باريس سان جيرمان وفاة مدافع منتخب فرنسا السابق جان بيير آدامز عن عمر يناهز 73 عامًا، بعد نحو 40 عامًا من دخوله في غيبوبة بسبب خطأ طبي فادح أثناء عملية جراحية بسيطة في الركبة.
رحيل العملاق النائم
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في عام 1982، أُعطي جان بيير آدمز جرعة تخدير شبه قاتلة أثناء عملية جراحية بسيطة في الركبة، مما تسبب في تلف في الدماغ وإبقائه في غيبوبة لعقود، كانت قد أطلقت عليه الصحافة الفرنسية لقب "العملاق النائم".
لعب آدامز وهو من مواليد داكار عاصمة السنغال، 22 مباراة دولية مع منتخب فرنسا في السبعينيات وشكل ثنائيًا مع ماريوس تريزور يعرف باسم "الحارس الأسود" ولعب آدامز مع فريق نيم خلال الفترة من عام 1970 إلى عام 1973 وكمدافع في نادي باريس سان جيرمان خلال الفترة من عام 1977 إلى عام 1979.
في عام 1977، وقَّع آدامز وهو يبلغ من العمر 29 عامًا، عقدًا كبيرًا مع نادي باريس سان جيرمان، مثّله في عامين في 42 مباراة وسجل خلالها هدفين ورسخ اسمه كأحد أهم اللاعبين في العقد الأول للنادي الباريسي وأشاد زملاؤه الدوليون بقدرات آدامز بمن فيهم لاعب خط الوسط الشهير هنري ميشيل، الذي وصفه بأنه "قوة عازمة من الطبيعة".
أنهى آدامز مسيرته الكروية عن عمر يناهز 33 عامًا مع المهاجم البولندي جوزيف كلوزه، والد الأسطورة الألمانية ميروسلاف، حيث لعبا معًا في أحد فرق الدرجة الثانية، بسبب إصابة في أربطة الركبة، حيث دخل مستشفى إدوارد هيريوت في ليون في 1982 لإجراء عملية جراحية روتينية كان متوقعًا أن يغادر المستشفى بعد أيام قليلة من إجراء الجراحة.
خطأ طبي فادح تسبب في غيبوبة جان بيير آدامز
لكن الأمور سارت بشكل مأساوي عندما ارتكب طبيب التخدير خطأ طبي شبه مميت وأعطى آدمز جرعة خاطئة قبل العملية، لذلك عانى الرياضي الأسطورة من تشنج قصبي، مما أدى إلى نقص الأكسجين في الوصول إلى رأسه، ليدخل في غيبوبة دائمة ونهاية مآساوية للاعب قوي ومميز.
في التسعينيات، حكمت محكمة فرنسية على طبيب التخدير بالسجن لمدة شهر مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى غرامة كبيرة وعلى الرغم من مرور ما يقرب من أربعة عقود منذ دخوله في غيبوبة، لم تتخل زوجته برناديت عن رعايته واهتمامها به وباحتياجاته في منزلهم بالقرب من مدينة نيم، جنوب فرنسا.
لم يستطع آدمزطوال فترة الغيبوبة التواصل مع أي شخص أو حتى التعبير عن مشاعره، لكنه كان لا يزال قادرًا على التنفس والسعال دون مساعدة من المعدات الطبية، لكنه احتاج إلى رعاية مستمرة من الممرضات ونام على سرير طبي خاص لحالته.
بعد 39 عامًا في غيبوبة، تأكد وفاة جان بيير آدامز صباح يوم 6 سبتمبر من العام الحالي، حيث أن من مارس 1982 إلى وفاته في عام 2021، كان آدامز في غيبوبة بعد العملية الجراحية التي انتهت بخطأ شنيع.
وقالت برناديت، زوجة العملاق النائم التي اعتنت به طوال فترة غيبوبته، في تصريحات لشبكة CNN في وقت سابق عن العملية الجراحية: "كان يشرف على جان بيير متدربا كان يعيد العام واعترف لاحقا في المحكمة أنه لم يكن على مستوى المهمة التي أوكلت إليه".
وتابعت قائلة: "بالنظر إلى أنها لم تكن عملية معقدة أو عاجلة ولأن المستشفى كان به حالة إضراب وكان يفتقد للأطباء، كان ينبغي على شخص ما أن يتصل بي ليخبرني أنهم سيؤجلون العملية، ولكنهم لم يفعلوا ذلك أبدا وارتُكبت العديد من الأخطاء".
وكان تركيب الأنابيب لآدامز سيئا حيث سد أنبوب الطريق المؤدي إلى رئتيه بدلاً من تهويتهما، مما يعني تعرضه لعدم وصول الأكسجين وأدى ذلك إلى إصابته بسكتة قلبية.
كما صرحت برناديت: "يقول بعض الناس على فيسبوك إنه يجب فصله عن الأجهزة، لكنه غير متصل بالأجهزة الطبية، ليس لدي الشجاعة للتوقف عن إطعامه" مؤكدة أنها ضد القتل الرحيم وترفض التخلي عن زوجها.
لكن موقف زوجته لا يتفق مع رأي زميله في الدفاع عن المنتخب الفرنسي السابق تريزور الذي يرفض زيارته منذ دخوله في غيبوبة، حيث قال تريزور: "حتى لو استيقظ جان بيير، فلن يتعرف على أي شخص، هل يستحق أن يعيش هكذا؟ إذا حدث لي شيء مشابه، طلبت من زوجتي ألا تحتفظ بي على قيد الحياة". [1]