رحيل الكاتب والسيناريست الفلسطيني السوري حسن سامي يوسف
سيظل حسن سامي يوسف حاضرًا بأعماله وكتاباته التي تكشف عن مسيرة كبيرة في خدمة الفن والثقافة والقضية الفلسطينية
رحل في دمشق الكاتب والسيناريست الفلسطيني السوري، حسن سامي يوسف، عن عمر ناهز 79 عامًا، إذ أعلن ابن أخيه الخبر دون توضيح أسباب الوفاة، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ولد يوسف في قرية لوبية الفلسطينية عام 1945، وبدأ حياته في ظروف صعبة، حيث كان شاهدًا على مأساة النكبة عام 1948، التي اقتلعت جذوره وهو لا يزال طفلا صغيرًا. وانتقل بعدها إلى لبنان ثم منها إلى سوريا، وبعدها رحل والده وهو في مقتبل العمر، تحديدًا في السابعة من عمره. ورغم الظروف الصعبة، تمكن من إكمال دراسته.
كانت السينما ملاذ حسن سامي يوسف، ففيها وجد متنفسًا للتعبير عن آلامه وأحلامه. لذلك، التحق بالمعهد العالي للسينما في موسكو عام 1973، وعاد إلى دمشق حاملاً معه شهادة الماجستير ورؤية فنية ثرية، حيث أسهم في تأسيس فرقة المسرح الوطني الفلسطيني، وكان عضوًا في هيئة تحرير مجلة الحياة السينمائية، مما جعله أحد أبرز الشخصيات الثقافية في دمشق.
مسيرة حافلة
شهدت مسيرة يوسف الفنية حبًا كبيرًا للأرض والقضية الفلسطينية، إذ جسد في أعماله معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته. كما ترك بصمة واضحة في الدراما السورية، حيث قدم العديد من الأعمال التي حفرت في ذاكرة المشاهد العربي. كتب سيناريو العديد من الأفلام التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية، مثل فيلم "بقايا صور" و"غابة الذئاب". كما كتب سيناريو العديد من المسلسلات التي حققت نجاحًا كبيرًا، مثل "نساء صغيرات" و"زمن العار".
كذلك، كتب يوسف العديد من الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية من زوايا مختلفة، مستعرضًا معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو الحرية، حيث أصدر عام 1987 روايته الأولى التي تحمل اسم "فلسطيني". ومن أشهر أعماله الشهيرة روايته التي أصدرها عام 2021 بعنوان "على رصيف العمر".
إنجازات وجوائز
حصد يوسف العديد من الجوائز طوال مسيرته الأدبية والفنية، والتي كللت إرثه الفني الغني، ليصبح أكثر من مجرد كاتب وسيناريست، بل رمز للفنان المثقف الذي يستخدم فنه أداة للتعبير عن هموم وطنه وشعبه. من بينها جائزة مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، عام 1999، عن "أفضل سيناريو" لمسلسل "نساء صغيرات".
في النهاية، رغم رحيل حسن سامي يوسف، إلا إنه سيظل حاضرًا بأعماله وكتاباته التي تكشف عن مسيرة كبيرة في خدمة الفن والثقافة والقضية الفلسطينية، حيث يؤكد دائمًا إنه سوري، لكن في الوقت نفسه لم ينف أبدًا أصوله الفلسطينية وانتماءه للقضية. ومن هنا، كان له دور كبير في إثراء المكتبة العربية بالأعمال الدرامية ذات القيمة الفنية والأخلاقية.