رهاب الأماكن المغلقة.. الأسباب والأعراض وطرق التغلب عليه
خوف شديد وغير عقلاني من الأماكن المغلقة أو المساحات الضيقة قد يدفع الأشخاص إلى نوبات هلع
هل تعاني من خوف شديد تجاه بعض الأشياء أو السلوكيات؟ الخوف على سبيل المثال من الأماكن المرتفعة أو الضيقة أو المغلقة وغيرها. كل هذا يندرج علميًا تحت مسمى الفوبيا أو الرهاب، والذي أصبح واحد من أشهر الاضطرابات التي يعاني منها البعض. لكن النبأ السار إنه يمكن علاجها والسيطرة عليها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن فوبيا الأماكن المغلقة وأسبابها وكيفية التعامل معها وطرق علاجها.
ما هي فوبيا الأماكن المغلقة؟
رهاب الأماكن المغلقة، أو الخوف من الاحتجاز، هو اضطراب قلق يتميز بخوف شديد وغير منطقي من الأماكن المغلقة أو المساحات الضيقة. قد يعاني الأشخاص المصابون برهاب الأماكن المغلقة من نوبات هلع عندما يكونون في أماكن مثل المصاعد أو الغرف الصغيرة أو الأنفاق أو حتى السيارات المغلقة.
ظهر مصطلح "رهاب الاحتجاز" لأول مرة في القرن التاسع عشر، مع تطور علم النفس. وبدأ الأطباء في ربط هذا الخوف بظاهرة نفسية أكثر تعقيدًا، بدلاً من مجرد غريزة بقاء.
ما سبب فوبيا الأماكن المغلقة؟
لا يوجد سبب واحد محدد لرهاب الأماكن المغلقة. ولكن يمكننا تحديد مجموعة من العوامل المؤثرة التي تعتبر من أهم أسباب فوبيا الأماكن المغلقة كما يلي:
العوامل الوراثية
تلعب الجينات دورًا هامًا في تطور رهاب الأماكن المغلقة. فإذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من هذا الرهاب، فذلك يزيد من احتمال إصابة أفراد آخرين من العائلة به.
التجارب الشخصية
قد تلعب التجارب الشخصية المؤلمة دورًا في تطوير رهاب الأماكن المغلقة. على سبيل المثال، قد يعاني الشخص من رهاب الأماكن المغلقة بعد أن يكون قد حُبس في مكان مغلق لفترة طويلة من الوقت، أو بعد أن يكون قد تعرض لحادث في مكان ضيق.
العوامل النفسية
يمكن أن تلعب العوامل النفسية دورًا في تطوير رهاب الأماكن المغلقة، مثل القلق أو الاكتئاب.
العوامل البيئية
يمكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا في تفاقم أعراض رهاب الأماكن المغلقة، مثل قلة التهوية أو الإضاءة الخافتة.
أعراض فوبيا الأماكن المغلقة
تختلف أعراض رهاب الأماكن المغلقة من شخص لآخر، ولكن تشمل الأعراض الشائعة بين الجسدية والنفسية والسلوكية ما يلي:
. الشعور بالخوف الشديد والقلق عند التواجد في أماكن مغلقة أو ضيقة.
. تسارع ضربات القلب والتعرق والارتعاش.
. ضيق في التنفس.
. الدوخة أو الشعور بالإغماء.
. الشعور بالخوف من الموت أو فقدان السيطرة.
. رغبة جامحة في الهروب من المكان المغلق.
. تجنب الأماكن المغلقة مثل المصاعد، والأنفاق، والغرف الصغيرة، والمناطق المزدحمة.
. البحث عن مخرج في أي مكان مغلق
. التمسك بشخص أو شيء
. القيام بسلوكيات قهرية مثل العد أو تكرار الكلمات أو العبارات.
اختبار فوبيا الأماكن المغلقة
لا يوجد اختبار واحد محدد لتشخيص رهاب الأماكن المغلقة. يقوم الطبيب عادة بإجراء تقييم شامل يشمل:
المقابلة
سيسألك الطبيب عن أعراضك وتاريخك الطبي والعوامل التي تثير الخوف لديك.
الفحص البدني
قد يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي لاستبعاد أي أسباب طبية أخرى لأعراضك.
الأدوات
قد يستخدم الطبيب أدوات تقييمية مثل مقياس القلق أو اختبارات الشخصية لتقييم شدة أعراضك.
كذلك يمكنك اختبار فوبيا الأماكن المغلقة عبر الإنترنت، إذ يوجد هناك العديد من اختبارات رهاب الأماكن المغلقة المتاحة عبر الإنترنت. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه الاختبارات ليست بديلاً عن التقييم المهني من قبل الطبيب. يمكن أن توفر لك هذه الاختبارات فكرة عامة عن شدة خوفك، ولكن لا يمكنها تشخيص رهاب الأماكن الضيقة بشكل دقيق.
لذلك، إذا كنت تعتقد أنك قد تعاني من رهاب الأماكن الضيقة، فمن المهم أن تطلب المساعدة من طبيب مختص. يمكن للعلاج أن يساعدك على التحكم في أعراضك وتحسين نوعية حياتك.
علاج فوبيا الأماكن المغلقة
يمكن علاج رهاب الأماكن المغلقة بفعالية باستخدام العلاج النفسي، بما في ذلك:
العلاج المعرفي السلوكي
يساعد هذا النوع من العلاج الشخص على تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة برهاب الأماكن المغلقة.
تقنيات الاسترخاء
يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، في تقليل أعراض القلق.
الأدوية
قد يتم وصف مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة في السيطرة على الأعراض.
مجموعات الدعم
يمكن أن توفر مجموعات الدعم فرصة للتواصل مع أشخاص آخرين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة ومشاركة الخبرات والحصول على الدعم.
نصائح للتغلب على رهاب الأماكن المغلقة
مع العلاج والتعرض التدريجي، يمكنك التغلب على فوبيا الأماكن المغلقة وعيش حياة طبيعية ومرضية. وفي السطور التالية نستعرض معكم أهم نصائح للتغلب على فوبيا الأماكن الضيقة.
طلب المساعدة المهنية
العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي، هو أكثر الطرق فعالية لعلاج فوبيا الأماكن المغلقة.
تقنيات الاسترخاء
يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، في تقليل أعراض القلق.
العلاج بالتعرض
يتضمن العلاج بالتعرض التعرض تدريجيًا لمواقف مغلقة بطريقة آمنة ومسيطر عليها.
تغيير نمط الحياة
يمكن أن يساعد اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة بانتظام وتناول نظام غذائي صحي، في تقليل أعراض القلق.
تعرف على رهابك
كلما فهمت رهابك بشكل أفضل، زاد تحكمك فيه.
ابدأ تدريجيًا
تعرض تدريجيًا للأماكن المغلقة التي تسبب لك القلق، بدءًا من المواقف الأقل إثارة للخوف.
بالطبع هذه النصائح هي معلومات فقط ولا ينبغي اعتبارها بديلاً عن المشورة الطبية المهنية. إذا كنت تعاني من فوبيا الأماكن المغلقة، فمن المهم طلب المساعدة من أخصائي صحة نفسية مؤهل. وتذكر أن رهاب الأماكن المغلقة حالة شائعة وقابلة للعلاج. ومع العلاج المناسب، يمكنك التغلب على خوفك وعيش حياة طبيعية كاملة.
في النهاية، لا يزال رهاب الأماكن المغلقة يشكل تحديًا كبيرًا للعديد من الأشخاص. مع ازدياد وتيرة الحياة، وازدحام المدن، وتزايد الاعتماد على المصاعد والمباني الشاهقة، قد يواجه الأشخاص المصابون بهذا الرهاب صعوبات متزايدة في حياتهم اليومية.