ريا وسكينة: جثة سيدة مجهولة كانت بداية القصة
القِصَّةُ اَلتي رَوَّعَتْ مَدينَةَ الإسكندريةِ المِصْريَّةِ، عَامَ 1920، فاختفاءُ سبعةَ عشرَ 17 سيدةً في ظُروفٍ غامِضَةٍ، بِدُونِ أَيِّ أَثَرٍ أو أيِّ اتِّهاماتٍ ليس بالأمرِ الطبيعيّ، شاهِدوا معنا القصةَ الحقيقيةَ لجريمةٍ، استوحى منها صُناعُ السينما ثلاثةَ أفلامٍ ومسرحيتَيْن ومسلسلًا، في حدثَ بالفعل.
القصة الواقعية للسفاحتين المصريتين 1920
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بدأتِ القصةُ مَعَ انْتِشَارِ تلك الأَخْبارِ المُروِّعةِ، عن الاختفاءِ وخَطْفِ النساء، فكُلِّفَ رَئيسُ مَباحِثِ قِسْمِ اللَّبّان بِكَشْفِ غُموضِ اخْتِفائِهِنَّ.
شقيقتان تستدرجان النساء
وَعَقِبَ البَحْثِ والتَّحَرّي، اكْتَشَفَ الشرطة المصرية مَجْموعَةً مِنْ الجُثَثِ بِمَنْزِلٍ بِجِوَارِ مِنْطَقَتَيْ اللَّبّان وَكَرُموز الشعبيتَيْنِ، بِاسْتِكْمَالِ التَّحَرِّيَاتِ تَمَّ اكْتِشافُ عِصابَةٍ أَسَّسَتْهَا شَقِيقْتَانِ هُمَا: ريا وسكينة
واشْتُهِرت العصابةُ بِاسْتِدْرَاجِ النِّساءِ وَقُتِلِهِنَّ بِهَدَفِ الْاسْتِيلَاءِ، عَلَى مَصوغاتِهِنَّ الذَّهَبيَّةِ وتمتِ الجرائمُ بِالِاشْتِرَاكِ مَعَ زَوْجيهِما، عَبْد الْعَال وحسب الله واَثْنَينِ آخَرَينِ.
وَتَمَّ إِلْقاءُ القَبْضِ عَلَيْهِمْ، وَتَوْجيهُ تُهْمَةِ اَلْقَتْلِ اَلْعَمْدِ لسبعةَ عشرَ17 سَيِّدَةً، لعِبَ الحظُّ دورًا كبيرًا في اكتشافِ تلكَ الجثثِ.
عندما تلقَّى نائبُ مأمور قسم اللبان، إشارةً تليفونيةً، بالعثور على جثة امرأة بالطريق العام لكنها كانت مجهولةً، ليأتيَ بعدَ ذلك رجلٌ ويتقدَّمَ ببلاغِ عن اكتشافه عظامًا آدميةً،
وذلكَ أثناءَ قيامِه بالحفر داخلَ حُجرتِه لإدخال المياهِ والقيامِ ببعضِ أعمالِ السباكةِ، عندما أكملَ الحفرَ عثرَ على بقيةِ الجثةِ.
لتُثبتَ التحرياتً بعدَ ذلكَ أنَّ تلك الغرفةَ، كانت مُستأجَرةً من الباطن لسكينة التي حاولتْ مِرارًا وتَكرارًا، إعادةَ استأجراها إلا أن مالكها رفضَ الأمرَ، وكان هذا الإلحاحُ سببَ إثارةِ الشكوكِ نحوَها.
جثة سيدة مجهولة الهوية كانت بداية القصة
بسببِ أخبارِ الاختفاءِ وحالةِ الفزعِ، كانَ يتمُّ تعيينُ مُخبرِينَ سِريينَ في أنحاءِ المدينة، هنا لاحظَ أحدُ المُخبرِينَ انبعاثَ رائحةِ بخورٍ كثيفةٍ، من غرفةِ ريا بالدَّورِ الأرضيِّ أكثرَ مِن مرةٍ، فقرَّر أن يدخلَ الحُجرةَ، ليسألَها عن سرِّ هذا البخورِ الكثيف.
فلاحظَ ارتباكَها وتلقَّى إجابةَ غيرَ مُقنعةٍ منها، بتتبُّع ريا واستجوابها، تمَّ إلقاءُ القبضِ على كل المشتركينَ في الجرائمِ، جثة أخرى داخل حجرة مُؤجَّرة، عندَ استجوابِ بديعة ابنةِ ريا، اعترفتْ بمُشاهدَتِها جرائمَ القتلِ.
لينتهيَ بهمُ الأمرُ إلى اعترافِهم بارتكابِ كُلِّ الجرائمِ، َتَمَّ إِعْدامُهُمْ فِي الحادِي والعشرينَ والثاني مِن عشرينَ من ديسمبر في ْعَامِ 1921.
وأمَّا مصيرُ بديعة فقدْ أُودعتْ في ملجأٍ للأيتامِ، عُومِلَتْ معاملةً بشعةً جدًّا، نظرًا إلى أنها ابنةُ ريا السفاحةِ، لتموتَ بعدَ ثلاثةِ أعوامٍ إثرَ اندلاعِ حريقٍ كبيرٍ في المَلجَأ
تِلْكَ هِيَ القِصَّةُ الحَقيقيةُ لريا وسكينة، التي نَجَحَ كاتِبُنا الكَبيرُ نجيب محفوظ، الْمُخْرِجُ المُبْدِعُ صلاح أبو سيف، فِي نَسْجِ سيناريو خَياليٍّ لِسَرْدِ أحداثِ قِصَّتهم، َكَيْفيَّةِ اسْتِدْرَاجِهِمْ ضَحاياهم، وَكَيْفَ أَوْقَعَ بِهِمُ الشرطة المِصْريُّة بِمُساعَدَةِ أَهْلِ المِنطقة.
وَامْتَدَّتِ القِصَّةُ لِقُرابَةِ ساعَتِين إِلَّا الرُّبُعَ، وَخَرَجَتْ لَنَا عَلَى الشّاشَةِ الكَبيرَةِ فِي عَامِ 1953، أبدع الكاتب نجيب محفوظ في تعديل القصة، إلى نص درامي مُحكمَ وبقِيَتْ أُسْطورَةُ ريا وسكينة فِي السينما المِصْريَّةِ.
فَتَمَّ تَصْويرُ عَمَلٍ فَنّيٍّ آخَرَ عَنْهُما، لَكِنْ بِشَكْلٍ كوميديٍّ، فَكَانَ بُطولَةَ الكوميديان التاريخيِّ، إسماعيل يس وَكَانَ بِعُنْوَانِ إسماعيلْ يس يُقابل ريا وسكينة.
وتتوالى الأعمال الفنية من مسرحياتٍ ومسلسلاتٍ، وأفلامٍ لترويَ لنا هذه القصةَ بأشكالٍ مختلفةٍ، فتمَّ عملُ مسرحيتَيْنِ ومسلسلٍ آخرَ، تَمَّ تَأْليفُ كِتابٍ أيضًا عَنْ القِصَّةِ الحَقيقيَّةِ بِعُنْوَانِ رجال ريا وسكينة لِلْكَاتِبِ صَلاحِ عِيسَى.
ريا وسكينة في السينما المصرية
- 3 أفلام
- ومسرحيتان
- ومسلسل
- وكتاب