سر غريب.. لماذا يرتبط يوم 20 أبريل بأهم الأحداث في اليابان؟
تعرف على سر يوم 20 أبريل في تاريخ اليابان ولماذا يعتبر هذا اليوم واحد من أهم الأيام في الدولة؟
اليابان، أو كما تلقب حول العالم بـ"بلاد الشمس المشرقة"، حيث تقع في شرق آسيا، وتعرف بأنها وجهة ساحرة تجذب أنظار السياح والمؤرخين على حد سواء. كما يزخر تاريخها العريق بالأحداث المهمة التي شكلت ثقافتها المميزة وحضارتها المتقدمة، تاركة إرثًا غنيًا يمكن استكشافه من خلال معابدها القديمة ومدنها العصرية وتقاليدها المتميزة.
لكن ما سر يوم 20 أبريل في تاريخ اليابان؟ ولماذا يعتبر هذا اليوم واحد من أهم الأيام في اليابان؟ ربما يرجع ذلك للعديد من الأحداث التاريخية المهمة التي شهدتها الدولة المتقدمة على مدار تاريخها في هذا اليوم، حيث شهد تغيير عاصمتها وميلاد أول جامعة نسائية وبداية عقد الانتخابات البرلمانية، وغيرها من الأحداث التي نستعرض تفاصيلها في السطور التالية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تغيير عاصمة اليابان - 1868
تعد حكاية انتقال عاصمة اليابان من كيوتو إلى إيدو، والتي حدثت في 20 أبريل عام 1868، قصة مفصلية وفريدة من نوعها، تلقي الضوء على حقبة هامة من تاريخ هذا البلد العريق.
ظلت كيوتو، التي تعرف أيضًا باسم "هييان-كيو"، عاصمة لليابان لأكثر من ألف عام، بدءًا من عام 794 ميلاديًا. وتميزت بثرائها الثقافي والحضاري، حيث احتضنت قصور الإمبراطور، وازدهرت فيها الفنون والآداب، وشكلت مركزًا هامًا للنشاط الديني.
على الجانب الآخر، كانت إيدو، التي تعرف اليوم باسم طوكيو، مدينة ساحلية ناشئة تقع على الساحل الشرقي لجزيرة هونشو. وبرزت كمركز تجاري هام، وازداد نفوذها السياسي والعسكري بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
لم يكن قرار نقل العاصمة من كيوتو إلى إيدو قرارًا عشوائيًا، بل جاء نتيجة لمجموعة من العوامل، أهمها موقع إيدو الاستراتيجي، وتراجع نفوذ الإمبراطور بشكل كبير، بينما ازدادت قوة الشوغون، حاكم إيدو. الأمر الذي نتج عنه اندلاع ثورة مييجي في عام 1868، لإعادة السلطة إلى الإمبراطور وإسقاط حكم الشوغون، حيث تم نقل العاصمة رسميًا من كيوتو إلى إيدو.
الخدمات البريدية في اليابان - 1871
في عام 1871، شهدت اليابان ثورة هائلة في مجال التواصل مع افتتاح مكاتب البريد في مدن طوكيو وكيوتو وأوساكا. لم تكن هذه مجرد مكاتب عادية لفرز الرسائل وتوصيلها، بل كانت علامة فارقة على دخول البلاد إلى حقبة جديدة من التحديث والتواصل.
قبل ذلك التاريخ، اعتمدت اليابان على نظام بريد تقليدي يعرف باسم "التسوكي-شو" لخدمة الطبقات العليا فقط. بينما عانى عامة الشعب من صعوبة التواصل، حيث اعتمدوا على طرق بدائية مثل إيصال الرسائل باليد أو عبر سعاة خاصين.
أدرك القادة اليابانيون، خلال فترة الإصلاحات المعروفة باسم "استعادة ميجي"، أهمية إنشاء نظام بريد حديث لربط مختلف أجزاء البلاد وتعزيز الوحدة الوطنية. ففي عام 1870، تم تأسيس "قسم البريد" تحت إشراف وزارة النقل.
وبحلول عام 1871، افتتحت مكاتب البريد الثلاثة الأولى في طوكيو وكيوتو وأوساكا، لتبدأ رحلة جديدة من التواصل عبر البريد. تم تصميم هذه المكاتب وفقًا لأحدث المعايير الدولية، مع توظيف موظفين مدربين على التعامل مع البريد بكفاءة وسرعة.
أول جامعة نسائية في اليابان - 1901
في 20 أبريل عام 1901، سطرت اليابان تاريخًا جديدًا بافتتاحها أول جامعة نسائية في العاصمة طوكيو، تحت اسم "جامعة طوكيو النسائية".
لم تكن هذه الجامعة مجرد مؤسسة تعليمية عادية، بل كانت رمزًا ثوريًا لتمكين المرأة اليابانية في مجتمع تقليدي يهيمن عليه الرجال.
بدأت فكرة إنشاء جامعة نسائية في اليابان في أواخر القرن التاسع عشر، تزامنًا مع عصر ميجي الذي شهد إصلاحات اجتماعية وسياسية واسعة، حيث برزت شخصيات نسائية رائدة، داعيات لتعليم المرأة، مؤمنات بأهمية دورها في نهضة البلاد.
واجهت هذه الأفكار مقاومة من بعض الفئات المحافظة، التي اعتقدت أن تعليم المرأة قد يهدد النظام الاجتماعي المُستقر. ومع ذلك، ثابرت الحركة النسائية على جهودها، وتمكنت من إقناع الحكومة بأهمية توفير فرص تعليمية متساوية للنساء.
وبالفعل، فتحت جامعة طوكيو النسائية أبوابها لـ 200 طالبة في عام 1901، مقدمة برامج أكاديمية في مجالات مختلفة، شملت العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والفنون والاقتصاد المنزلي.
البريد الجوي في اليابان - 1925
في 20 أبريل عام 1925، حلقت طائرة ثنائية المحركات من طراز "بريستول فير برايس" فوق سماء اليابان، حاملة رسالة تاريخية تمثل أول رحلة بريد جوي ناجحة بين طوكيو وأوساكا وفوكوكا، إيذانًا بفجر حقبة جديدة من التواصل السريع في البلاد.
لم تكن هذه الرحلة مجرد نزهة جوية عادية، بل كانت نتاج جهود كبيرة وتخطيط دقيق من قبل حكومة اليابان، التي سعت جاهدة لتحديث بنيتها التحتية وتطوير خدماتها البريدية. ورغم أنها واجهت العديد من التحديات، بدءًا من صعوبة تأمين طائرات مناسبة ووصولاً إلى مخاطر الطقس المتقلب، إلا إنها نجحت في مهمتها.
الانتخابات البرلمانية في اليابان - 1947
بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، تم إقرار دستور جديد عام 1947. أعاد هذا الدستور تشكيل البرلمان، ومنحه صلاحيات واسعة، بما في ذلك سلطة انتخاب رئيس الوزراء والموافقة على القوانين والميزانية.
وفي 20 أبريل من نفس العام، عقدت أول انتخابات برلمانية في اليابان. ومنذ ذلك الحين، لعب البرلمان الياباني دورًا هامًا في تشكيل مسار البلاد الديمقراطي. شهد البرلمان العديد من التغييرات والتطورات على مر السنين، لكنه ظل دائمًا رمزًا لسيادة الشعب الياباني.
ولا يزال البرلمان الياباني مؤسسة ديمقراطية قوية تلعب دورًا حيويًا في حياة البلاد. يواجه البرلمان تحديات جديدة في القرن الحادي والعشرين، مثل التفاوت الاقتصادي والسكاني المتقدم، لكنه يظل ملتزمًا بضمان استمرار اليابان كدولة ديمقراطية مزدهرة.
ويمثل البرلمان الياباني قصة مثيرة للاهتمام عن تطور الديمقراطية في البلاد. من خلال رحلته عبر الزمن، شهد البرلمان العديد من التغييرات، لكنه ظل دائمًا رمزًا لسيادة الشعب الياباني والتزامه بالحكم الذاتي.
في النهاية، هذه لمحة سريعة عن أهم الأحداث التاريخية في اليابان، مما يتيح لنا فهم ثقافتها المميزة وحضارتها العريقة، ويحفزنا على استكشاف المزيد عن هذا البلد المذهل، وكذلك التفكير في زيارته والتمتع بجولة داخل مدنها وشوارعها للتعرف على سر لقب "بلاد الشمس المشرقة" الذي تحظى به.