سراديب الموتى.. تاريخ مرعب تحت الأرض في باريس
استغرق الأمر أكثر من 12 عامًا لنقل رفات 6 ملايين جثة إلى مثواها الأخير في هذه السراديب
تعتبر سراديب باريس، المعروفة أيضًا باسم Catacombes de Paris، وجهة سياحية فريدة من نوعها تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث تقع هذه الشبكة المترامية الأطراف من الأنفاق تحت الأرض على عمق 20 مترًا تحت سطح مدينة باريس، وتضم رفات ما يقرب من 6 ملايين شخص.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة سراديب الموتى في باريس وتاريخ هذا المكان الغريب، والذي تحول إلى وجهة سياحية شهيرة يتردد عليها هواة الإثارة والمغامرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تاريخ سراديب الموتى في باريس
في أواخر القرن الثامن عشر، واجهت مدينة باريس أزمة صحية كبيرة بسبب نقص أماكن الدفن. كانت مقابر المدينة مكتظة، مما أدى إلى انتشار الأمراض. ولحل هذه المشكلة، قررت السلطات نقل رفات الموتى من المقابر إلى شبكة من الأنفاق القديمة التي كانت تستخدم كمناجم الحجر الجيري خلال العصر الروماني، والمعروفة باسم Tombe-Issoire.
في عام 1785، بدأت عمليات إخلاء القبور الموجودة في باريس، وتم نقل العظام إلى الأنفاق. وفي 7 أبريل 1786، تم البدء في نقل تلك الرفات إلى موقعها الجديد الموجود تحت الأرض، والذي منح اسم "مخزن عظام الموتى التابع لبلدية باريس". وبعد فنرة وجيزة، عرف المكان باسم "سراديب الموتى"، في إشارة إلى شكل مواقع الدفن تحت الأرض ذات الممرات التي بناها الرومان القدماء.
جولة داخل سراديب الموتى
يبلغ طول مسار الجولة في سراديب باريس 1.5 كيلومتر، ويمر عبر مجموعة متنوعة من الغرف والممرات المزينة بعظام الموتى. على طول الطريق، سترى جدرانًا مكسوة بعظام مرتبة بدقة في أنماط معقدة، بالإضافة إلى لوحات تذكارية وشواهد القبور.
تم دفن الموتى على عمق كبير تحت الأرض، حيث يصل عمق الأنفاق إلى ارتفاع مبنى مكون من خمسة طوابق تقريبًا. لذلك، يتعين عليك المشي 131 درجة نزولاً إلى الأنفاق وتسلق 112 درجة للخروج.
عند المدخل، سترى تحذير مفاده: "توقف! هذه إمبراطورية الموتى". وبخلاف بقايا الموتى، ستلاحظ على الجدران أعمالا فنية ومنحوتات رائعة تم إنشاؤها تحت الأرض على مر السنين. أحد الفنانين الذين ساهموا بمنحوتات رائعة كان فرانسوا ديكيور، والذي قام بنحت تصميمات معقدة لمبان ومشاهد على جدران الحجر الجيري.
كذلك، ستلاحظ العديد من المنحوتات والفسيفساء الأخرى الموجودة في الأنفاق، والتي صنعها طلاب النحت الذين استخدموا الصخور الناعمة لممارسة حرفتهم.
من غير المسموح الوصول إلى أجزاء معينة من سراديب الموتى بخلاف الموقع المفتوح للزوار منذ عام 1809، حيث تمتد السراديب على مسافة تزيد عن 150 ميلاً أسفل باريس، بينما لا يمكن للزوار الوصول إلا إلى حوالي ميل واحد من الأنفاق. وعادةً من خلال الجولات المصحوبة بمرشدين في سراديب الموتى في باريس.
نصائح لزيارة سراديب باريس
يقع مدخل سراديب الموتى في باريس في 1 شارع دو كولونيل هنري رول تانجوي، المعروف بـ"ساحة دينفر روشيرو"، بالقرب من مونبارناس.
وللوصول إلى هنا، يمكنك ركوب المترو إلى محطة Denfert-Rochereau، ثم يمكنك الوصول إلى المدخل بالسير على الأقدام لمسافة قصيرة، حيث تقع السراديب تحت الأرض.
الموقع مفتوح من الثلاثاء إلى الأحد من الساعة 9:45 صباحًا حتى 8:30 مساءً. وتغلق شبابيك التذاكر الساعة 7:30 مساءً. ويقتصر عدد الزوار على 200 شخص فقط. ولتجنب الوقوف في طابور طويل، قم بشراء تذكرة دخول محددة بوقت من الموقع الإلكتروني مقدمًا، أو قم بالوصول مباشرة في وقت الافتتاح أو بعد الساعة 6 مساء.
يتوفر في المكان دليل صوتي للإيجار لمساعدتك أثناء جولتك بمفردك. وللحصول على المزيد من المعلومات، يمكنك الانضمام إلى جولة خاصة في سراديب الموتى مع مرشد متخصص، لمساعدتك في الوصول إلى كل المناطق.
ستحتاج إلى المشي لمسافة 1.5 كيلومتر على طول مسار الجولة، لذا تأكد من ارتداء ملابس وأحذية مريحة. كذلك، تذكر أن سراديب باريس هي مقبرة، لذا كن محترمًا للبقايا البشرية الموجودة هناك، ولا تلمس أي عظام أو أشياء أخرى موجودة في سراديب باريس.
معلومات عن سراديب الموتى في باريس
تعتبر سراديب الموتى في باريس أحد الأماكن التي تستحق الزيارة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حقائق عن سراديب باريس منذ بدأ تاريخها في القرن الثامن عشر.
. بدأ تاريخ سراديب الموتى في القرن الثامن عشر عندما كانت باريس تعاني من مشاكل صحية عامة كبيرة، وكانت المقابر تمتلئ بسرعة.
. كان على سلطات باريس تخفيف الازدحام وتحسين ظروف الصحة العامة في المدينة. وبالفعل وجدوا حلاً سريعًا في سراديب الموتى.
. في عام 1785، بدأت عمليات إخلاء القبور حول باريس وتم نقل العظام إلى الأنفاق.
. في 7 أبريل 1786، تم منح الموقع اسم "مخزن عظام الموتى التابع لبلدية باريس". وبعدها أطلق على الموقع اسم "سراديب الموتى".
. استغرق الأمر أكثر من 12 عامًا طويلة لنقل رفات 6 ملايين جثة إلى مثواها الأخير في سراديب الموتى.
. تمتد على مسافة تزيد عن 150 ميلاً أسفل باريس. لكن لا يمكن للزوار الوصول إلا إلى حوالي ميل واحد فقط.
. يعادل عمق الأنفاق ارتفاع مبنى مكون من خمسة طوابق تقريبًا.
. الموقع مفتوح للزيارة من الثلاثاء إلى الأحد من الساعة 9:45 صباحًا حتى 8:30 مساءً. وتغلق شبابيك التذاكر الساعة 7:30 مساءً.
. يقتصر عدد الزوار يوميا على 200 شخص فقط.
. عند زيارة المكان، أحضر سترة خفيفة لأن درجة الحرارة تحت الأرض تبلغ حوالي 57 درجة فهرنهايت.
. لا ينصح بزيارة الموقع للأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة، أو أمراض الجهاز التنفسي أو القلب، أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
. يجب أن يكون الأطفال أقل من 14 عامًا برفقة شخص بالغ.
. يمكنك التقاط صور باستخدام الفلاش، ولكن احرص على عدم إزعاج الزوار الآخرين.
. تذكر عدم لمس الأعمال والعظام والمناطق المحيطة بها.
. سيتم فحص الحقائب عند الخروج، لذا لا تأخذ أي شيء خارج الموقع.
في النهاية، تعد زيارة سراديب باريس تجربة فريدة من نوعها قد لا تناسب الجميع. لكن إذا كنت مهتمًا بالتاريخ والثقافة والموت، فهذه بالتأكيد وجهة تستحق الزيارة.