"سكادا" يراقب مياه الحجاج في السعودية.. ما القصة؟
يتزامن موسم الحج هذا العام مع ارتفاعات كبيرة لدرجات الحرارة، وهو ما يزيد من أهمية المياه لضيوف الرحمن خلال تأدية الفريضة.
ومن هذا المنطلق، استعدت شركة المياه الوطنية السعودية لهذه الساعات، حيث تحرص على استخدام التقنيات الذكية في إدارة منظومات المياه بالمشاعر المقدسة.
ومن خلال مركز المتابعة والتحكم (سكادا) يتم متابعة الخزانات ومراقبة منسوب المياه ومعدلات التدفق ومراقبة ضغوط المياه في الشبكات لضمان وصولها لنقاط الاستهلاك ومعرفة كافة مستويات الضغوط من خلال الحساسات الإلكترونية الموزعة في الشبكات والتحكم فيها وإدارتها عن بعد، والتي تمكن من رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى أجهزة مراقبة جودة المياه التي ترسل النتائج بشكل آلي إلى نظام المختبرات.
إمدادات مستمرة، وأوضاع تشغيلية مستقرة؛ خلفها كوادر وطنية مؤهلة، تدير منظومة الخدمات عبر أنظمةٍ متقدِّمة.#بسلام_آمنين pic.twitter.com/aetoRKkFJr
— شركة المياه الوطنية (@nwc_media) July 7, 2022
وترتبط جميع هذه الأنظمة بغرفة المراقبة والتحكم لخدمات المياه بالمشاعر المقدسة، والتي تعمل على مدار الساعة على مراقبة وإدارة الوضع التشغيلي من خلال البيانات اللحظية في منظومة التحكم ولوحات مؤشرات الأداء، ويعمل على إدارة هذه المنظومة التقنية كوادر وطنية مدربة لخدمة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وكانت الشركة قد أطلقت خطتها التشغيلية والفنية لحج هذا العام 1443هـ، منذ وقت مبكر بما يتواكب مع توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن؛ وبشكل استباقي من خلال تنفيذ أعمال الصيانة وتطهير الشبكات وبرامج الصيانة الوقائية وتجارب الشبكات، وتعبئة الخزانات التشغيلية والاستراتيجية، ومعايرة شبكات الحريق والتكييف، مبنياً أن الشركة سخرت وحشدت كافة الإمكانات الفنية والبشرية لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وعلى ذكر ارتفاع درجات الحرارة، كانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نشرت، قبل يومين، تقريرا عن جهودها في تشغيل وصيانة المنظومات الإلكتروميكانيكية بالمسجد الحرام، والتي تمد المسجد الحرام بالهواء البارد مع تنقية الهواء من الجراثيم بنسبة 100%، لاسيما مع اشتداد حرارة الجو في هذه الأيام.
وتستهلك منظومة التبريد طاقة تصل إلى (159) ألف طن تبريد، وتصنف ضمن أكبر منظومات التبريد في العالم، وتضخ طاقتها عبر محطتين رئيسيتين هما الأكبر عالمياً وهي: محطة كدي، ومحطة الشامية، وتقدر الطاقة التي تنتجها محطة الشامية بـ(120) ألف طن تبريد، وتبعد عن المسجد الحرام مسافة (900) متر، أما محطة أجياد فتصل قدرتها الإنتاجية إلى (39) ألف طن تبريد، وتبعد (500) متر.
وتقوم مبردات المحطتين بتبريد المياه ما بين (4) إلى (5) درجات مئوية، وتضخها عبر الأنابيب للمسجد الحرام، ثم إلى وحدات مناولة الهواء بالغرف الميكانيكية؛ ليتم فيها عملية التبادل الحراري، ثم يدفع الهواء النقي المبرد لكافة أرجاء المسجد الحرام.
وقد قامت الوكالة بتجديد وتطوير وحدات مناولة الهواء، واستبدال جميع المبادلات الحرارية بمبادلات جديدة، بالإضافة إلى تغيير جميع الفلاتر الخاصة بتنقية الهواء بشكل دوري.
ويُنقى الهواء عبر وحدات مناولة الهواء بعد سحب الهواء الطبيعي من سطح المسجد الحرام، ويتم ذلك على عدة مراحل، عن طريق فلاتر تعمل بكفاءة وتقنية ترشيح عالية، تمنع مرور جزيئات الغبار والجسيمات الصغيرة إلى بيئة التكييف، ثم يتم تعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية التي تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم، ليصل الهواء إلى المصليات بالمسجد الحرام خاليًا من الجراثيم والفيروسات.
وتشرف الرئاسة العامة على تشغيل وصيانة هذه الأنظمة، حيث يقوم عدد كبير من المهندسين والفنيين السعوديين من ذوي الخبرة والكفاءة العالية في الإدارة العامة للتشغيل والصيانة بالتحكم بدرجات الحرارة، والحفاظ على نسب الرطوبة المطلوبة، ومتابعة الحالة التشغيلية على مدار الساعة.