سمكة تستطيع العيش بدون ماء والمشي على الأرض.. قدرات مذهلة

مقالات ذات صلة

المشي على بحيرة متجمدة مع وضوح الماء

بالفيديو: نمر يقفز في الماء من أجل سمكة

ابتكار سمكة روبوتية للبحث عن حياة خارج الأرض.. مهمة جريئة

هل سمعت يومًا عن سمكة يمكنها أن تتنفس خارج الماء؟ أو سمكة يمكنها أن تسير لمسافات خارج الماء؟ هناك بالفعل سمكة تجمع بين الصفتين، تتنفس خارج الماء، ويمكنها أيضاً أن تتحمل الظروف خارجها، كما يمكنها أن تسير لمسافات على اليابسة.

توجد هذه السمكة في المناطق الساحلية في منطقة المحيط الهندي والهادئ، حيث يمتد محيط تواجدها من الساحل الشرقي لأفريقيا إلى جزر المحيط الهادئ، بين المد والجزر. ففي هذه المناطق يزداد معدل المد والجزر المتقلب، وتنتشر الشواطئ الطينية، مما يوفر موطنًا صعبًا للحياة البحرية. ومع ذلك، استطاعت هذه السمكة أن تتكيف مع هذه الظروف، بل طورت أيضًا قدرتها على الحركة على الأرض.

ما هي السمكة؟

تعرف السمكة باسم سمكة الطين، وهي عضو في عائلة الجوبيون. تنتشر على الشواطئ الطينية، وتمتلك القدرة للتعامل بشكل خاص أثناء الجزر المنخفض عندما ينحسر الماء، تاركًا مساحات شاسعة من الطين.

وتعتبر أسماك الطين برمائية، ويمكنها التنفس من خلال جلدها وبطانة فمها وحلقها، وهي عملية تعرف بالتنفس الجلدي. ويسمح هذا التكيف الذي تتمتع به هذه السمكة، ببقائها خارج الماء لفترات طويلة. كما أنها مجهزة بزعانف صدرية قوية تمكنها من المشي على الأرض، مما يجعلها واحدة من الأسماك القليلة القادرة على الحركة في الحياة البرية.

خصائصها وسلوكياتها

تشتهر أسماك الطين بسلوكها وخصائصها الفيزيائية المميزة. وغالبًا ما يمكن رؤيتها وهي تقفز أو تتخطى عبر الطين، ومن هنا منحها الباحثون اسمها، لأنها تظهر بشكل خاص على الشواطئ الطينية. كما توفر لها عيونها المنتفخة، التي يمكنها الحركة بشكل مستقل، مجالا واسعا للرؤية، وهو أمر مهم لرصد الحيوانات المفترسة والفريسة التي تبحث عنها.

تمتلك عيونها قدرات أخرى خاصة، إذ استطاعت التكيف أيضا مع الرؤية داخل وخارج الماء، مما يمنح أسماك الطين ميزة كبيرة في الحصول على موائلها، وكذلك حماية نفسها من الافتراس.

ويتنوع نظام غذائي أسماك الطين، إذ تتغذى على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية، بما في ذلك الأسماك الصغيرة والقشريات والحشرات. كما تمتلك قدرة عالية على الصيد في الماء وعلى الأرض، والتي تساعدها بشكل كبير على مقاومة أي ظروف مهما كانت، والحفاظ على حياتها.

كما تشتهر أسماك الطين بسلوكها أثناء عملية التزاوج، حيث يشارك الذكور في عروض خاصة لجذب الإناث وطرد المنافسين، بما في ذلك رفع زعانفها الظهرية وأداء قفزات بهلوانية تلفت أنظار الإناث إليها.

أبحاث ودراسات

تدفع سلوكيات وخصائص هذه السمكة الفريدة العديد من الباحثين والعلماء إلى الاهتمام بدارستها، حيث كانت أسماك الطين موضوع العديد من الدراسات بسبب تكيفاتها الفريدة. ودرس الباحثون آليات التنفس والحركة والسلوك لفهم كيف تطورت هذه الأسماك لتصبح متكيفة بهذا الشكل في مثل هذه البيئات الصعبة.

وأظهرت بعض الدراسات أن أسماك الطين يمكنها البقاء خارج الماء لمدة تصل إلى يومين، بشرط أن يظل جلدها رطبًا. ويعد هذا التحمل المذهل هو تأكيد على مدى قدرة الخالق وروعة الطبيعة.

في النهاية، يؤكد وجود مثل هذه الأسماك في أجزاء مختلفة من العالم، مدى التنوع المذهل للحياة على سطح كوكبنا. من غابات المانغروف في جنوب شرق آسيا إلى المناطق الساحلية في إفريقيا، حيث صنعت هذه الأسماك لنفسها مكانًا في بعض أكثر النظم البيئية صعوبة وتنوعًا.