شرب الماء الدافئ أم البارد.. مقارنة تكشف عن الأفضل لنا
يحتوي جسم الشخص البالغ على ما يتراوح بين 50% و60% من المياه، حيث يبقى هذا السائل من وسائل الحياة الأساسية، التي تدفعنا أحيانا للبحث عن الأفضل لنا، فما بين مقارنة بين شرب الماء الدافئ والماء البارد، نكشف الآن عن الأفضل للجسم بينهما.
شرب الماء البارد
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ربما يبدو شرب الماء البارد الذي تتراوح درجة حرارته بين 7 و21 درجة مئوية أو الماء المثلج حتى منعشا، وخاصة في الأيام الحارة طقسا، إلا أن هذا الأمر يمد الجسم ببعض الأعراض الجانبية المزعجة أيضا، حيث تعمل المياه الباردة على الإضرار بعملية الهضم، كونها تساهم في تقليص الأوعية الدموية، لتؤدي إلى تقلبات في المعدة وآلام في البطن علاوة على الإمساك.
كذلك يبدو شرب الماء البارد قرارا غير مفيد لمن يرغب في التمتع بالطاقة طوال الوقت، حيث يتطلب وصول الجسم لدرجات الحرارة الطبيعية عند شرب المياه الباردة، قيامه بمجهود إضافي، ما يقلل من النشاط بصورة تلقائية، لذا ينصح بعدم شرب الماء البارد إلا في الحالات القصوى التي يشعر خلالها الإنسان بأنه غير قادر على إتمام المهام بدونها.
لا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل يتبين أن شرب الماء البارد يؤثر أيضا على القلب، عندما يؤدي إلى إبطاء معدل نبضاته، عقب تحفيزه للعصب الحائر أو المبهم والذي يشكل أحد مكونات الجهاز العصبي، كذلك يؤدي الماء البارد إلى زيادة فرص تكوين المخاط في الجسم، حينها تتدهور حالة الجهاز المناعي ليصبح الجسم صيدا سهلا لأزمات الأنف السائلة وغيرها من مشكلات البرد.
شرب الماء الساخن
يرى الخبراء أن شرب الماء الدافئ أو الفاتر، والذي تتراوح درجات حرارته بين 26 و41 درجة مئوية، هو الخيار الأفضل للصحة، حيث يعمل عند الحصول عليه في الصباح الباكر على طرد السموم من الجسم بنجاح، وخاصة إن أضيفت إليه شريحة من الليمون، لتمد الجسم بفيتامين سي القادر على إعادة القوة لخلاياه.
تكشف الدراسات العلمية عن قدرة المياه الدافئة على مقاومة الآلام التي تنتج عن الصداع أو الدورة الشهرية، حيث تعمل تلك المياه على تحسين الدورة الدموية لتزيد من تدفق الدم، ما يشير إلى إمكانية الاعتماد على الماء الدافئ أيضا عند المعاناة من التشنجات، إذ تهدأ عضلات الجسم فور وصول المياه الدافئة إليها.
هناك بعض الفوائد النفسية التي تنتج عن شرب الماء الدافئ، فبينما يؤدي الاستحمام بالمياه الساخنة إلى زيادة الاسترخاء، فإن شرب الماء الدافئ كذلك له دور في تحسين حالة الجهاز العصبي، وخاصة وأن الكورتيزول المعروف باسم هرمون التوتر يتحفز عند حرمان الجسم من المياه والإحساس بالجفاف.
يشير الباحثون إلى أن شرب الماء باستمرار يساهم في فقدان الوزن الزائد، إلا أن الماء الدافئ تحديدا له دور كبير في تحسين عملية التمثيل الغذائي، حيث يبدأ الجسم في حرق السعرات الحرارية مع قيامه بمجهود إضافي لتعويض درجات الحرارة المرتفعة التي وصل إليها عند شرب المياه الساخنة أو الدافئة، أيضا يبدو الماء الدافئ مفيدا في توسعة أوعية الدم، لتنطلق الدماء بحرية في الجسم وتقل مخاطر المعاناة من أمراض الضغط والقلب.
لا يمكن تجاهل دور المياه الدافئة في مقاومة علامات التقدم في العمر، فبينما تعمل تلك المياه الساخنة على طرد السموم من الجسم بصورة مستمرة، فإنها تقلل من فرص ظهور أي من العلامات الجلدية المزعجة، علما بأن شرب الماء الدافئ يبدو مهما أيضا للمعدة على عكس الماء البارد، ذلك حين يساهم في تحسين عملية الهضم ومنع الإصابة بالإمساك.
في كل الأحوال، تبدو المياه مفيدة للجسم بدرجات لا يمكن توقعها، إلا أن قرار شرب الماء الدافئ يبدو أكثر منطقية بالنظر إلى كل الأسباب الصحية السابق ذكرها.