شعر عن الأمانة: ما كتبه كبار الشعراء عن الصفة الأجمل
This browser does not support the video element.
الأمانة من أهم الصفات الحميدة التي تجعل الإنسان أهل للثقة والمحبة، الأمانة من أهم الصفات التي إن تحلى بها الإنسان فقد تحلى بالشرف، إليك أجمل ما كتب من شعر عن الأمانة لكبار الشعراء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شعر عن الأمانة لابن الرومي
قصيدة "رثت الأمانة للخيانة إذ رأت":
رَثَتِ الأمانةُ للخيانة إذ رأتْ، بالشمس موقفَ أحمد بنِ علِيِّ
منْ ذا يؤمِّلُ للأمانةِ بعده، لوَليِّ سُلطانٍ ثوابَ وَليِّ
بدرٌ ضَحَى للشمس يوماً كاملاً، فبكتْ هناك جَليَّةٌ لجِليِّ
من يَخْلُ من جزع لضَيْعة حُرْمةٍ، من مثله فالمجدُ غيرُ خَليِّ
يا شامتاً أبدى الشماتة لا تَزلْ، تَصْلَى بمرمَضَة أشدَّ صُلِيِّ
ستراكَ عيناهُ بمثل مَقامهِ وببعضِ ذاك يكون غير مَليِّ
وقعتْ قوارعُ دهرِه بصَفاتِه، فتعلّلتْ عن مَصْدَقٍ سَهْلِيِّ
عن ذي الشهامة والصرامةِ والذي ما عيبَ قطُّ بمذهب هَزْلِيِّ
عن ذي المرارة والحلاوة والذي لم يؤت من خُلق له مَقْلِيِّ
وأبي الوزير بن الوزير أبَى له، إلا الحفاظ بمجدِهِ الأصلِيِّ
بل كاد من فَرْط الحميَّة أن يَرَى، فيما تقلَّد رأي معْتَزلِيِّ
وإذا أبو عيسى حَمَى مُتَحرِّماً، أضحى يَحُلُّ بمَعْقِل وعَليِّ
أبقى الإلهُ لنا العَلاءَ مُمتَّعاً، بعلائِهِ القَوْليِّ والفِعليِّ
فاللَّه يعلمُ والبريَّةُ بعدَهُ وكَفى بعلْم الواحد الأزلِيِّ
ما ضَرَّ دُنيا كان فيها مِثْلُه، أَلا يُحلَّى غَيرُهُ بحُلِيِّ
ذو منظرٍ صافي الجمالِ ومَخبرٍ، وافي الكمالِ ومَنْطِق فَصلِيِّ
جمع الشَّبيبة والسَّدَاد فلم يَبعْ، فوزَ الحكيم بلذةِ الغزَلِيِّ.
قصيدة عن الأمانة
أمانة الملك تدعوكم وتدعوني وما سوى الصدق يرضيكم ويرضيني
أهل المواثيق صنتم عهدكم وأتت، أيدي الأعزة في أيدي الميامين
شاركتموهم وأنتم أخوة وهمُ، في الواجب الضخم أكفاء الموازين
كلٌّ على الدهر معوانٌ لصاحبه، كما استعان له موسى بهارون
اليوم موعدكم بالخير جاءكمُ، كما توقعت من حين إلى حين
وإن ظفرتم فقد كنتم لأمتكم، خير الفدى والضحايا والقرابين
والأمر أولى براعيه ومحسنه، في قومه لا بمأفوك ومأفون
وما القوانين في شعب بمغنية، إن لم يجد ذمماً عدل القوانين
تبيَّنَ الناس والدنيا مداولة، خلق الملائك من خلق الشياطين
بالحكم عيّركم رهط وإنهمُ، بالحكم ما برحوا بعض المجانين
يرون أن جميع العالمين همُ، وكل خلق بأيديهم وتكوين
وما يريدون إلا أن يكون لهم، كل المناصب فوضى والدواويين
يحرّمون عليكم ما لأنفسهم، يحللون بلا شرع ولا دين
خلت صحائفهم من كل فائدة، وإن أطالوا لها ضخم العناوين
هم بالهوى يكتبون المخزيات لهم ويحلمون بتصديق وتأمين
والأدعياء الأنانيون عدتهم، هوج الأراجيف لا صدق البراهين
لا يتركون غليلاً في قلوبهمُ وفي بطونهمُ سم الثعابين
ضقتم بصحبتهم من بعد ما عبثوا، بكل سرٍّ لأوفى الصحب مكنون
واستأثروا بأمانات الحمى وقضوا، فيه على كل محفوظ ومخزون
لم تتركوهم سدى إلا لأنكمُ، أبيتمُ لهمُ عيش السراحين
إن كان لا بد من دعوى لهم بقيت، فتلك دعوى المناكيد المساكين
وإن أقاموا وهم في الضيق مؤتمراً، فليس إلا لتمويه وتهوين
يعللون بتلك السوق أنفسهم ويشتفون بتطريب وتلحين
وقد مضى عيدهم فيها وموسمهم وليس في العيد سلوان لمحزون
لهم معاذيرهم من بعد ما نفدت، سوائغ الزاد من تلك المواعين
لا يملكون سبيلاً بعد ما فقدت، صيحاتهم كل تحريك وتسكين
فعالجوهم بذكرى أو بلائمة، فأنتم اليوم أهل البأس واللين
إن أحسنوا فلهم منكم مكانهمُ وخطوهم في النواحي والميادين
ولو أصابوا لما خافوا ولا غضبوا وكلكم خير مرضيٍّ ومأمون
هذي طريق إلى العدوان شائكة وتلك أخرى إليكم من رياحين
قومي أفادحة الأسبان بينكم، أم تلك جائحة اليابان والصين
إني قتيل تعاديكم وفرقتكم وليتني كنت من قتلى فلسطين
موت الفتى الحر في الهيجاء أفضل من موت الفتى الحر بالأحزان والهُون
من لي بمن يستطيع الصلح بينكمُ، فلا أرى غير تأييد وتمكين
لو عشتُ في وطن يوماً سوى وطني، أحيا بيانيَ موتاه وتبييني
أبيات شعر عن الأمانة
لِكُلِّ نَبيٍّ عِصمَةٌ وَأَمانَةٌ وَوجهٌ جَميلٌ لِلتُقى وَبِطانَةٌ
وَمِنهُم وَما الإِنصافُ إِلّا ديانَةٌ، لِأَحمَدَ خَيرَ العالَمينَ مَكانَةٌ
تُخَصِّصُهُ بِالحُبِّ في المَلإِ الأَعلى، لِمَن كانَ في الدُنيا وَفي الدينِ سَيِّداً
لِمَن كانَ بِالروحِ الأَمينِ مُؤَيَّداً، لِمَن خُصَّ بالإِسراءِ بِالجِسمِ مُفرَد
الأَعلى عَلى الوَرى قَدراً وَأَوضَحِهُم هُدىً وَأَصدَقُهمِ قَولاً وَأَكرَمُهم فِعلا
لَهُ ذِمَّةٌ يُثنى مِنَ العَرشِ حَبلُها إِلى حَبلُها إِلى الفَرشِ مَمدوداً عَلى الخَلقِ ظِلُّها
فَلِلَّهِ مِنهُ باسِطُ الكَفِّ بِاللُهى، لِآياتهِ النورُ المُبينُ فَكُلُّها
صَحيحٌ إِذا يُروى فَصيحٌ إِذا يُتلى، لَقَد نَهَضَت بِالحَقِّ أَصدَقَ نَهضَةٍ
وَرَضَّت فُؤادَ الشِرك أَسحَقَ رَضَّةٍ، كَواكِبُ أَفلاكٍ سَبائِكُ فِضَّةٍ
لآلىءُ أَسلاكٍ أَزاهِرُ رَوضَةٍ، فَها هيَ تُجنى بِالخَواطِرِ أَو تُجلى
لَهُ الخَيرُ مَهما جاءَ بِالشَررِ بذَةٌ، فَأَنفُسُنا دأباً إِلَيهِ مُغِذَّةٌ
وَفي كُلِّ قَلبٍ حَيثُ أُقبَرُ فَلذَةٌ، لِأَسمائِهِ في النُطقِ وَالسَمعِ لَذَّةٌ
فَلِلَّهِ ما أَذكى نَسيماً وَما أَحلى، هُوَ الفَجرُ يَبدو لِلعَيانِ عَمودُهُ
هُوَ البَدرُ لَم يَنقُصهُ نوراً حَسودُهُ، فَأُقسِمُ حَقّاً لا يُرَدُّشُهودُهُ
لأَحسَنَ حَتّى أَحسَبَ الخَلقَ جودُهُ، فَفآءَ لَهُم ظِلّاً وَصابَ لَهُم وَبلا
أَتَمُّ الوَرى عِلماً بِحَقِّ إِلَهِهِ وَأَصدَقهُمُ في نَومِهِ واِنتِباهِهِ
وَأَبعَدُهُم عَن غيِّهِ وَسَفاهِهِ، لِأُمَّتِهِ الجاهُ المَكينُ بِجاهِهِ
فَإِن أُخِّروا وَقتاً فَقَد قُدِّموا فَضلا، أَطاعوهُ فاِستَخذى لَهُم كُلَّ سَيِّدِ
وَفازوا بِفَخرٍ خالِدٍ مُتأَبّدِ، فَهُم قادَةُ الدُنيا وَهُم لِلتَعَبُّدِ
لِأَنَّهُمُ فازوا بِبِعثَةِ أَحمَدِ، فَفازوا بِمَجدٍ لا يُطالُ وَلا يُعلى
لَجَرَّدَ سَيفاً كانَ لِلحَقِّ مُغمَدا، فَرَدَّ بِهِ لِلقَصدِ مَن جاروا اِعتَدى
فَلِلَّهِ ما أَزكى وَلِلَّهِ ما هَدى، لإِبراءِ أَفهامِ العِبادِ مِنَ الرَدى
بِحُجَّتِهِ العُليا وَشِرعَتِهِ المُثلى، أَحاطَت بِهِ طِفلاً عِنايَةُ رَبِّهِ
فَنَقّى مِنَ الأَدناسِ جَوهَرَ قَلبِهِ وَأَرسَلَهُ مِن بَعدُ خَيرَ مُنَبِّهِ
لِأَمرٍ رَآهُ اللَهُ أَهلاً لِحُبِّهِ، فَطَهَّرَهُ طِفلاً وَأَرسَلَهُ كَهلا
قَواعِدُ مَجدٍ لَم يَشِنها تَضَعضُعُ وَأَجناسُ فَخرٍ لَم تَزَل تَتَنَوَّعُ
وَهَل في عُلاهُ لِلمُخالِفِ مَدفَعُ، لِإِسرائِهِ باللَيلِ وَالناسُ هُجَّعُ
دَلائِلُ نَستَهدي بِها الشَرعَ وَالعَقلا، دَلائِلُ زادَت في بِلى الدَهرِ جِدَّةً
أَمالَت قُلوبَ العارِفينَ مَوَدَّةً، فَلِلَّهِ مِنهُ أَطهَرُ الخَلقِ بُردَةً
لأَروى عِبادَ اللَهِ بَدا وَعَودَةً، بِأَنمُلِ كَفٍّ دونَها الديمَةُ الهَطلى
أَلا إِنَّهُ الفَرعُ الَّذي بَذأَ صلَهُ، فَما بَعَثَ الرَحمنِ في الرُسلِ مِثلَهُ
وَلَيسَ لِخَلقٍ أَن يُسامي فَضلَهُ، لآدَمَ تَمَّ الفَخرُ إِذ كانَ نَجلَهُ
لَقَد فاقَ هَذا الفَرعُ في الرُتبَةِ الأَصلا، تَواضَعَتِ الأَقدارُ دونَ مَكانِهِ
فَما الغَيثُ إِلّا قَطرَةٌ مِن بَنانِهِ وَلا الغَيبُ إِلّا نُكتَةٌ مِن بَيانِهِ
لإِنبائِهِ بِالغَيبِ قَبلَ أَوانِهِ، دَلائِلُ تَشريفٍ قَدِ اتَّصَلَت نَقلا
أَمين عَلى وَحيِ الإِلَهِ وَدينِهِ، بَدا فَتَمنَىّ البَدرُ ضَوءَ جَبينِهِ
وَجادَ فَوَد الغَيثُ فَيضَ مَعينِهِ، لإِشراقِ مَرآهُ وَجودِ يَمينِهِ
مَدى الدَهرِ لا نَخشى ضَلالاً وَلا أَزلا
لأَضحى عَنِ الدُنيا إِلى الدينِ مُرشِدا
وَفيهِ وَفيها راغِباً وَمُزَهِّداً، لأَوضَح مَخفياً لأَصلَحَ مُفسِداً
لأَصبَحَ في الدارَينِ لِلكُلِّ سَيِّداً وَدونَكَ فاسأل هَل تُحِسُّ لَهُ مِثلا
أَبَرُّ عِبادِ اللَهِ ديناً وَعادَةً وَأَنفَعُهُم لِلطالبينَ إِفادَةً
وَأَثبَتَهُمُ في كُلِّ بابٍ سيادَةً، لَئن كانَ رُسل اللَهِ لِلناسِ سادَةً
فَأَحمَدُ قَد سادَ النَبيينَ وَالرُسلا، شَفيعُ الوَرى وَالهَولُ قَد بَلَغَ المَدى
وَقَد شَمِلَ الخَوفُ النَبيَّ وَماعَدا، فَلوذوا بِهِ تَنجوا فَإِنَّ مُحَمَّدا
لأَوَّلُ ما تَلقاهُ أُمَّتُهُ غَدا، تُلاقي بِهِ التَرحيبَ وَالمَنزِلَ السَهلا
أَبى الوَجدُ إِلّا أَن أَذوقَ فُنونَهُ، لِشَوقٍ بَرى قَلبي أَطالَ شُجونَهُ
إِذا ذُكِرَ المُختارُ حَنَّ حَنينَهُ، لأَستَمطِرَن الدَمعَ ما عِشتُ دونَهُ
عَسى طولُ هَذا البُعدِ يُعقِبُني وَصلا، فَيا لِمُحِبِّ ريعَ للبَينِ سِربُهُ
لِذِكرِ نَبيِّ اللَهِ يَرتاحُ قَلبُهُ وَمَن لي بِهِ وَالمَرءُ ذَنبُهُ
لِأَهلِ التُقى وَالبِرِّ يُذخَرُ قُربُهُ وَأَنّي لِمِثلي أَن يَكونَ لَهُ أَهلا
أشعار عن الأمانة
أمانة ما حملتم أيها الرسلُ، ميسورة لكم الأسباب والسبلُ
سيروا كما شئتمُ فالقوم قد وكلوا، إليكمُ الأمر مقروناً به الأمل
رسالة النيل والأهرام ترقبها، ممالكُ الأرض ملء الدهرِ والدولُ
آثرتم لقضاء الحق أنفسكم وحبذا لو أصاب القول والعمل
إن الألى بذلوا في الأمس ما سئلوا، أولى همُ اليوم باسترداد ما بذلوا
وهل يلام على الجهل الرجال ولم يؤذن لهم بتقصّي كل ما جهلوا
ما كان إلا عتاباً ما جرى ومضى، بين الزعيمين لا غيظ ولا دغل
فما تعدى فريق قصد صاحبه، ولا تمشت إلى أغراضه العلل
قد لان ذا كرماً واشتد ذا شمماً، كلا النظيرين في ميدانه بطل
هل كان أليق بالتوفيق بينهما، سوى دعاتهما لو أنهم عقلوا
ومن أحب فتى أصفى إخاه له، إن كان يوماً على الإثنين يتكل
ويح الحمى إن تمادى أهله شيعاً وويح من نصروا فيه ومن خذلوا
أنطلب اليوم أن تخفى مقاتلنا، عن الرماة ونحن اليوم نقتتل
ماذا على أول الأحرار لو تبعت، أيدي الأواخر ما همت به الأُوَل
كونوا لمن مهد المسعى وقربه، إليكمُ خير من يرعى ومن يصل
عسى غداً لكم العقبى فيكبركم، من كان بالأمس يدعوكم لتعتزلوا
أودِّعُ الركب ميموناً وأُودِعُهُ، سريرة الشعر فيما راح يحتمل
وأرقب البرق يروي خير ما طربت، به بلاد وغالى فيه محتفل
عوجوا بكل عظيم في سبيلكمُ وسائلوا كيف ينجي قومه الرجل
غريمكم طالب فصل الخطاب فلا يأخذكمُ وجل منه ولا خجل
فإن تروا من حديدٍ مائجٍ جبلاً، على العباب فلا يفزعكم الجبل
وإن تروا حلل الفولاذ سابغة، على الجنود فلا تبهركم الحلل
الحق أصبح أقوى من غريمكمُ، فما تقاربه الأهواء والغيل
لا تستهينوا بيوم في ضيافته، فهو الحياة لواديكم أو الأجل
همّوا بها فرصة والشرق منتبهٌ والغرب مضطربٌ بالخطب مشتغل
إن كان للجدل العقبى ولو بعدت، كان الكفيل بما ترجونه الجدل
ومن سعى بصحيح من عقائده، فليس يعوزه حول ولا حيل
خذوا البراهين في ماض لأمتكم وحاضر كابر ينمو ويكتمل
ولا تبالوا بما ضج الرواة به، على البريء من الدعوى وما نقلوا
واستشهدوا بضيوف قبل أرضكمُ، في الخصب والعذب من أخلاقكم نزلوا
كادت تصيرهم من أهلها فئة، آثار ما شربوا منها وما أكلوا
وقد أصر على استقلاله وطن، سمحٌ أباه عليه القوم أو قبلوا
حرية الناس أغلى كل ما عرفوا، من الوجود غلوا فيها أو اعتدلوا
ماذا على معشر همّوا بحقهمُ، من الحياة تقاضوه أو ابتهلوا
واليوم موعد ما شاء القضاء لهم، كالنجم لا عجل فيه ولا مهل
خذوه فضلاً حبوه بعدما اعتذروا، حيناً وديناً قضوه بعدما مطلوا
إن أحسنوا الأمر فالحمد الجدير بهم، وإن أساءوه فهو الحادث الجلل
وإن رفعتم عن الوادي حمايتهم، فمالهم عوض عنها ولا بدل
مصير أمتكم للدهر تكتبه، أقلام أبرارها لا البيض والأسل
سيخرجون كرام الصنع فيه وما كانوا عليه بغاة حينما دخلوا.