صورته هزت العالم.. شاهد الرضيع الأفغاني لحظة عودته لأسرته بعد غياب
-
1 / 14
في عام 2021، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لرضيع عمره شهران فقط، بعد انفصاله عن أسرته في 19 أغسطس العام الماضي، بعد توافد الآلاف إلى المطار هربًا من أفغانستان، بعد تدخل حركة طالبان والسيطرة على البلاد.
هذه اللقطة المؤثرة للرضيع التي أثارت الجدل، بعد أن سلمه والده لضابط من القوات الأمريكية، الذي حاول طيلة هذه المدة البحث عن أسرته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عاد الصغير لأسرته من جديد، أمس، الموافق 8 يناير 2022 وسط حالة من السعادة والبهجة، بعد فقدانه 5 شهور عن أحضان والدته.
أفاد تقرير نشر في وكالة رويترز، في نوفمبر الماضي، أن الرضيع الذي فقد أسرته، تم تحديد موقعه في كابل، بعد أن عثر عليه سائق أجرة يدعى حامد صافي، عمره 29 عاما، حيث وجد الطفل في المطار وقررت اصطحابه معه إلى منزله، حين التعرف على أسرته وتوصيله لهم.
عودة طفل كابل المفقود لأسرته
بعد عدة محاولات مع الشاب حامد صافي، التي استمرت لعدة أسابيع، للمحاولة في استرجاع الطفل لأسرته، الذي كان يرفض تسليم الطفل لأحدًا والرغبة في إبقائه معه، عليه قررت شرطة طالبان اعتقال الشاب لفترة صغيرة، كنوع من الضغط عليه حتى يوافق على عودة الطفل لأسرته، بالفعل نفذ وعده من خلال تسليم الطفل إلى جده وأقاربه، الذين كانوا متواجدين في كابل لم يتمكنوا من الفرار.
بعد معرفة أهلهم بهذا الخبر السعيد، قرروا بذل ما في وسعهم للرجوع مجددًا ولم شمل العائلة، بعد فرارهم إلى الولايات المتحدة هم وبقية الأسرة، إذ كان يعمل الأب ميررزا علي أحمدي، حارسًا أمنيًا في السفارة الأمريكية، والأم ثريا ربة منزل، كان تحاول أن تحمي رضيعها من التدافع القوي في المطار، أثناء اقترابهم من بوابات المطار في طريقهم لاستقلال الطائرة، التي كانت متجهة إلى الولايات المتحدة.
لم تكن هذه اللحظة سهلة بالنسبة للأسرة، استمر الأب في السعي للوصول إلى طفله ولم شمل العائلة، لكنه فقد الأمل في ذلك بعد انقطاع الأخبار نهائيًا عن الصغير، عدم القدرة على التواصل لتحديد مكانه، حتى قرأ نبأ العثور على الطفل في نوفمبر الماضي.
كشف الأب علي أحمدي عن اللحظة التي تركت فيها صغيره، كما ظهر في اللقطة المصورة، حيث كانت تحاول الأم حمايته من التدافع حتى التمكن من العبور، وعندما نجحوا في ذلك، عاد الأب للبحث عن الصغير، أخبروه في المطار أنه من الممكن أن يكون الطفل ذهب رفقة أحد الركاب على طائرة أخرى، عندما ستصل إلى الولايات المتحدة سيتمكن من العثور عليه.
بالفعل توجهت الأسرة إلى الطائرة المتجهة إلى أمريكا، لكنهم لم يتمكنوا من رؤية طفلهم الصغير، عندما بحثوا في مطار عند وصولهم، لم يكن الصغير متواجداً معهم.
عندما وصلوا العائلة إلى أمريكا، تواجدوا في قاعدة عسكرية في تكساس، هذا الأمر الذي منعهم من عدم التواصل مع صغيرهم لعدة شهور، حتى تمكنوا من لم الشمل مجددًا.
على صعيد آخر، كان يشعر السائق صافي بفقدان الشغف والشعور بالحزن، خاصة بعد توصيل أسرته للمطار لمغادرة البلاد، في هذه اللحظة سمع بكاء الطفل سهيل، قرر حمله على الفور وأخذه للمستشفى لفحصه، والعودة للمنزل ليكون من العائلة.
يذكر أن صافي متزوج ولديه 3 فتيات، كان يعتبر الرضيع سهيل الأخ الصغير لهن، هذا الأمر الذي جعله يتعلق به بشدة ويرفض رجوعه لأسرته، حيث وجه لهم اتهامات بأنهم لم يتمكنوا من حمايته.
عندما علم الوالد أنه تم العثور على طفله، طلب من والد زوجته محمد قاسم رضوي، البالغ من العمر 67 عامًا، أن يتواصل مع صافي للمحاولة في استرجاع الطفل لعائلته.
صرح رضوي في حواره لوكالة أنباء رويترز، إنه سافر لمدة يومين متواصلين حتى يتمكن من الحصول على الطفل، كان بحوزته الألعاب للصغار واللحم لأهل البيت، وملابس جديدة لصافي وأسرته.
على الرغم من المحاولات الكثيرة، لم يستسلم صافي وأصر على موقفه، هو عدم استرجاع الطفل لأحضان عائلته، بعد فشل الكثير من المحاولات، قرر رضوي تدخل الشرطة لتحقق مع صافي وتأمره برجوع الطفل لعائلته.
بالفعل بعد اعتقاله لفترة صغيرة، تم توقيع اتفاق بين الطرفين بأنه سيتم تعويض صافي بملبغ مادي، حوالي 100 ألف أفغاني أي ما يعادل 950 دولارًا.
في حضور الشرطة، عاد الطفل لأسرته وسط دموع الفرحة والسعادة من الطرفين، حيث قال رضوي: "إن صافي وزوجته كان يبكيان بشدة على فراقهم للصغير، داعي الله أن يرزقهم بمولود ولد يغمرهم نفس المشاعر".