ضمادة لمرضى السكري قادرة على شفاء الجروح أسرع.. اختراع ثوري
تشبه السحر وتعتبر تكلفتها بسيطة بالنسبة لتكلفة الأساليب القائمة على المواد البيولوجية أو الإلكترونيات لعلاج تلك الجروح
طور العلماء ضمادًا قادرًا على تحفيز الجروح كهربائيًا عند إضافة الماء إليه، مما يؤدي إلى شفاء أسرع. جاء ذلك بعد أن نشرت دراسة في مجلة "ساينس أدفانسز" أن هذا الضماد قد يكون حلاً للجروح المزمنة التي تضع المرضى في خطر البتر، وربما الموت في بعض الحالات.
وركزت الدراسة في ملاحظاتها على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول، وكذلك السرطان، والذين يعاني جهازهم المناعي من ضعف يقلل من فرص شفاء الجروح بسرعة. إذ يمكن على سبيل المثال أن تستمر بعض الإصابات، مثل قرح السكري، إلى الأبد، في حالة عدم علاجها بشكل صحيح، وأحيانًا قد تكون قاتلة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأشارت الدراسة إلى إن العلماء واجهوا صعوبة في العثور على علاج بسيط وفعال من حيث التكلفة، حتى علموا بأن مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن التيارات الكهربائية فعالة في تحفيز إغلاق الجروح، مما يجعل العلاج بالكهرباء علاجًا واعدًا. ومع ذلك، فإن الاعتماد على المعدات الضخمة يحد من استخدام هذا العلاج على نطاق واسع في الإعدادات السريرية.
وبعد سلسلة من الأبحاث، يعتقد الباحثون أنهم وجدوا الحل، من خلال ضمادات خالية من الإلكترونيات تعمل بالماء، تسمى "WPEDs". تعمل هذه الضمادة في الظروف التي تفشل فيها العديد من العلاجات الحالية. وتعتبر تكلفتها بسيطة بالنسبة لتكلفة الأساليب القائمة على المواد البيولوجية أو الإلكترونيات، حيث يبلغ سعره حوالي دولار واحد للضمادة الواحدة.
سر الضمادة السحرية
يكمن سحر الضمادة الجديدة في بطارية وزوج من الأقطاب الكهربائية التي تولد مجالًا كهربائيًا عند ملامستها للماء. والأهم من ذلك، أنه يمكن دمجها بسلاسة مع الضمادة العادية المعروفة، مما يجعل الجهاز الموجود فيها غير واضح وسهل الاستخدام.
اختبر الباحثون قدرات الضمادة في البداية على الفئران المصابة بداء السكري، ووجدوا أنها تسرع بالفعل من إغلاق الجرح، حيث تقوم بالتحكم في الالتهاب وتعزيز تكوين الأوعية الدموية، الأمر الذي يساعد على تشكيل الأوعية الدموية الجديدة، بدلا من الأوعية الدموية الموجودة مسبقًا.
كما إن هذه الضمادة تساعد بدورها على زيادة حركة الأكسجين والمواد المغذية إلى موقع الجرح، مما يعزز الشفاء.
نتائج الدراسة
يقول مؤلفو الدراسة: "في جميع الاختبارات السريرية الأولية التي قمنا بها، حققت المجموعة المعالجة بضمادة WPED نتائج أسرع بكثير من المجموعة العادية، مع معدلات إغلاق للجروح يمكن مقارنتها مع العلاجات التي تتطلب مواد بيولوجية باهظة الثمن أو إلكترونيات معقدة".
وتضيف الدراسة: "على عكس العلاجات المماثلة، تقدم هذه الضمادة عدة ساعات من التحفيز المستمر دون أي قيود على حركة المريض. كما أنها تمنع درجات الحرارة القصوى، والرطوبة المحيطة، والضغوط الخارجية، وتتمتع بعمر افتراضي طويل". وبذلك، تظهر النتائج الأولية إمكانية استخدام WPED في المستقبل كضمادة فعالة وأكثر عملية لعلاج الجروح.
ويتطلع الباحثون في الأيام القادمة إلى دراسة عوامل مثل تأثير وقت التحفيز على الشفاء. كما إن هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات لتحديد مدى فعالية الجهاز في علاج الجروح العميقة، والتي تتجاوز تقريبًا بوصة واحدة. ومع ذلك، فإن المؤلفين متفائلون بشأن مستقبل هذه الضمادة، خاصة لأنها منخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام.