طفل تائه في غزة يفاوض الشرطة على صحن كنافة مقابل إدلائه بعنوان منزله
تتسبب براءة الأطفال في تخفيف مصاعب الحياة وهمومها عن كاهل الكبار في كثير من الأحيان.
ما سبق، يؤكده موقف طريف، وقع أمس بمدينة غزة الفلسطينية، كان بطله طفلًا صغيرًا، استطاع بخفة ظله أن يحول مشهد مأسوي إلى موقف لن يمحى من ذاكرة كل من عاصروه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بدأت الواقعة بعثور قوة أمنية من الشرطة الفلسطينية على طفل تائه، بمدينة غزة، كان يبكي بحرارة، خوفًا من أن يكون قد ضل الطريق إلى أهله للأبد.
حاولت قوات الشرطة، تهدئة ورع الصغير وطمأنته، لكن الطفل ظل يبكي بحرارة.
بعد مضي عدة دقائق، اصطحبت قوات الأمن الطفل إلى أحد الأقسام الشرطية، وحاولوا الحديث معه للخروج بأي معلومة من شأنها مساعدتهما في العثور على أهله لتوصيله بأهله.
اطمأن الطفل رويدًا لقوات الشرطة، وبدأ يدرك أنه في مأمن بين أيديهم، وأن مسألة عثوره على أسرته ليست بالمستحلة وإنما هي مجرد وقت ليس إلا ويكون بين أيديهم.
اطمأن أفراد الشرطة الذين عثروا على الطفل لهدوء الصغير، إذ أن الخطوة الأصعب في عثورهما على أهله كانت تهدئته لاستنطاق المعلومات التي يعرفها عن نفسه وأسرته.
وكانت المفاجأة، أن حينما سألوا الطفل عن ما إذا كان يعرف محل إقامته أو أسماء أسرته، أخبرهم بحتمية التفاوض معه حتى يخبرهم بهذه المعلومات التي يطلبونها منه.
ووفقًا لعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في غزة، الذين نقلوا القصة عن أحد أفراد الأمن الذي حضر الواقعة، فإن الطفل التائه أخبر أفراد الشرطة أنه لن يعرف نفسه أو يدلي بأي معلومات عن أسرته قبل أن يتناول حلوى الكنافة.
وقال الطفل لقوات الشرطة التي عثرت عليه: «طعموني كنافة بعدين بحكي»، وذلك بحسب ما أفاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في غزة.
وتداول عددًا من مستخدمي «تويتر» خلال الساعات القليلة الماضية، صورة للطفل التائه، بطل الواقعة، وهو يتناول الكنافة، وبجواره فردين من قوات الشرطة الذين عثروا عليه بأحد شوارع غزة.
ووفقًا لما يتم تداوله بين مستخدمي «تويتر» في غزة، فإن الطفل أخبر الشرطة -عقب تناوله حلوى الكنافة- على معلومات مكنتهم من التواصل مع أفراد أسرته، ليعود بعدها الصغير إلى أحضان ذويه.
وعلق عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في غزة وبعض البلدان العربية على واقعة الطفل الطريفة، من خلال حسابتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كان من بينهم حساب يحمل اسم: «أوميزو»، والذي كتب قائلًا: صحة وعافية على قلبه».
فيما كتب حساب آخر على الموقع سالف الذكر، يحمل اسم «المحظوظة»، قائلًا: «صحة على قلبه، ربي يحميه»، وعلق حساب ثالث يحمل اسم «ميسون»، قائلًا: «فن التفاوض.. الله يسعده وصحتين».