طوال القامة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.. تعرف على السبب

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 سبتمبر 2024

كشفت دراسة أن الأشخاص الأطول أكثر عرضة للإصابة بأنواع متعددة من السرطان.. وهكذا يمكن الوقاية

مقالات ذات صلة
علامات على الأظافر تشير إلى الإصابة بالسرطان.. تعرف عليها
مواقف محرجة يتعرض لها طوال القامة في حياتهم اليومية: صور تبين لك
لاعبو كرة القدم أكثر عرضة للإصابة بالخرف لهذا السبب!

في مفاجأة جديدة، كشف دراسة حديثة أن الأشخاص الأطول أكثر عرضة للإصابة بأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان البنكرياس والقولون الكبير والرحم والمبيض والبروستاتا والكلى والجلد والثدي.

وتفيد مؤسسة أبحاث السرطان العالمية إنه يوجد دليل قوي على أن الأشخاص الأطول لديهم فرصة أعلى للإصابة بسرطان البنكرياس والقولون الكبير وبطانة الرحم والمبيض والبروستاتا والكلى والجلد والثدي، سواء قبل أو بعد انقطاع الطمث. ولكن لماذا؟ إليك في التقرير التالي كل ما توضحه الدراسة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان؟

كشفت الدراسة التي تحمل اسم "دراسة المليون امرأة"، في المملكة المتحدة، أن 15 من أصل 17 نوعًا من السرطان تم التحقيق فيها، كلما كنت من أطول في القامة، زادت احتمالية الإصابة. وأن كل عشرة سنتيمترات ارتفاع في القامة عن متوسط أطوال النساء، يزيد خطر الإصابة بالسرطان بنحو 16%. وهذا نفس الوضع لدى الرجال.

على سبيل المثال، إذا كانت هناك حوالي 45 من أصل 10 آلاف امرأة ذات ارتفاع متوسط ​​(أي حوالي 165 سم) يواجهون خطر السرطان كل عام، فإن حوالي 52 من كل 10 آلاف امرأة يبلغ ارتفاعهن 175 سم سيصابون بالسرطان كل عام. أي أن أعداد المصابين تزداد كلما ازداد متوسط الطول 10 سنتيمترات.

هذا نفس ما كشفته دراسة سابقة، عندما وجدت أن الأشخاص الأطول قامة، يواجهون خطر الإصابة بـ 22 من أصل 23 نوعًا من السرطان، بشكل أكثر شيوعًا من الأشخاص الأقصر قامة.

لماذا؟

يشير الباحثون إلى إن الأسباب لا تزال غير دقيقة أو واضحة تمامًا. ولكن إحدى النظريات القوية تقترح أن الأشخاص الأطول لديهم عدد أكبر من الخلايا في أجسامهم. وبالتالي يمتلكون مزيدا من الخلايا التي يمكن أن تتعرض للطفرات الجينية، مما قد يؤدي إلى تطور السرطان.

على سبيل المثال، من المحتمل أن يكون لدى الشخص الطويل أمعاء غليظة أطول، وهذا يعني أنها تحتوي على المزيد من الخلايا، وبالتالي المزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة من الشخص الأقصر.

يرجع ذلك علميا إلى إن كلما زادت مرات انقسام الخلية، زادت احتمالية حدوث تلف جيني وانتقاله إلى الخلايا الجديدة. وباعتبار أن الشخص الذي لديه المزيد من الخلايا في جسده سيكون لديه المزيد من الانقسامات، فهذا يعني أن لديه المزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان في أحدها.

هذا الاحتمال يفسر بشكل كبير سبب زيادة احتمالات إصابة الرجال بالسرطان أكثر من النساء، لأنهم وفقا للطبيعة الجسدية يمتلكون متوسط أطوال أعلى من النساء.

احتمال آخر

تدعم نظرية علمية أخرى فكرة أن هناك عاملًا مشتركًا آخر يجعل الناس الأطول في القامة معرضين أكثر لخطر الإصابة بالسرطان. ويتمثل هذا الاحتمال في وجود هرمون يحمل اسم "عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1"(IGF-1). والذي يساعد الأطفال على النمو. كما يلعب دورا مهما في تحفيز نمو الخلايا وانقسامها عند البالغين.

وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من هذا الهرمون، فإن لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي أو البروستاتا.

ولكن حتى الآن لم تثبت صحة أي من النطرتين المطروحتين حول أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان لدى طوال القامة. ومن المحتمل أن يلعب كلا التفسيرين، سواء زيادة عدد الخلايا أو زيادة هرمون IGF-1 دورًا معًا. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم السبب الحقيقي للإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الطوال.

ومن المتوقع أن يتم إجراء دراسات مستقبلية جديدة، من أجل فهم الأسباب ومحاولة حلها، على أمل منع أو حتى علاج السرطانات المختلفة.

ماذا يجب أن أفعل إذا كنت طويل القامة؟

من الطبيعي أن تثير هذه النظرية مخاوف طوال القامة، ويتساءلون: إذا كنت طويل القامة ماذا يمكنك أن تفعل؟ وحول هذا، يقول الباحثون إن الأمر لا يستدعي الكثير من القلق. تذكر أن الطول يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بكمية صغيرة للغاية.

كما أن هناك العديد من الأشياء التي يمكننا جميعًا القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام، إذ أن هناك عوامل أخرى لها تأثير أكبر بكثير على خطر الإصابة بالسرطان من الطول. أولها أن نلقي نظرة على نمط حياتنا. بالإضافة إلى مجموعة من العوامل، أهمها:

التغذية المتوازنة

عليك التركيز على الأطعمة النباتية، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات. كلها تعد مصادر غنية بالألياف ومضادات الأكسدة التي تساعد في حماية الخلايا. وفي نفس الوقت عليك الحد من الأطعمة المصنعة، والتي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون المشبعة. وترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

كما يجب الاعتدال في تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، لأن هناك أدلة تشير إلى ارتباط استهلاك كميات كبيرة من هذه اللحوم بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

الحفاظ على وزن صحي

يساعد على الحفاظ على وزن صحي والتحكم في الشهية في الحد من خطر الإصابة بالسرطان. وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي أيضا.

ممارسة الرياضة بانتظام

يساعد النشاط البدني على تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

الإقلاع عن التدخين

التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة والعديد من أنواع السرطان الأخرى.

الامتناع عن الكحول

شرب الكحول بكميات كبيرة يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الفم والمريء والكبد.

إذا قمنا جميعًا بهذه الأشياء، يمكننا تقليل خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير، وتقليل الأعداد المصابة أو المعرضة لخطر الإصابة. كما يمكنك أيضًا المشاركة في برامج فحص السرطان التي تساعد في اكتشاف سرطانات الثدي والرحم والأمعاء في وقت مبكر، حتى يمكن علاجها بنجاح قبل فوات الأوان.

وأخيرًا، حاول أن تطمئن حالك إذا كنت من طوال القامة، لأن هناك عددًا من الأبحاث التي تخبرنا أيضا بأن الطول قد يقلل من فرصتك في الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.