ظاهرة أشخاص الظل.. لهذا السبب نلاحظ خيال شخص فجأة ثم يختفي
ظاهرة غامضة يتم فيها إدراك رقعة من الظل كشخص حي أو شكل بشري قبل أن تختفي بشكل مفاجئ
هل تلاحظ أحيانًا ظل شخص يمر أمامك فجأة ثم يختفي؟ أو كنت تسير في شارع فارغ بمفردك، وفجأة، ينتابك شعور غريب بأن ظل شخص ظهر أمامك وكأنه يتبعك؟ هل يلعب عقلك هذه الحيل عليك؟
كل هذه المواقف ربما مرت على أغلبنا وأكثر منها بكثير فيما يتعلق برؤية خيالات تظهر وتختفي فجأة. بعضنا ينسبها إلى الوهم أو ظل أجسام حولنا، مثل الستائر أو الأثاث، والبعض ينسبها إلى أرواح وأشباح تعيش معنا ولا نراها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة هذه الظاهرة، والنظريات المتداولة حولها، والتفسيرات العلمية التي حاولت مناقشتها.
ظاهرة أشخاص الظل
تعرف أيضًا باسم ظاهرة شعب الظل، وكذلك "شخصيات الظل" أو "الكتل السوداء". وهي ظاهرة غامضة يتم فيها إدراك رقعة من الظل كشخص حي أو شكل بشري. غالبًا ما يفسر المؤمنون بالظواهر الخارقة للطبيعة هذه الظاهرة على أنها وجود روح أو كيان آخر.
ويصف الأشخاص الذين ادعوا أنهم واجهوا ماي عرف بظاهرة "شعب الظل" تجارب متنوعة، تشمل رؤية شخصيات ظلية تتحرك أو تختفي بشكل مفاجئ أو الشعور بوجود شخص ما في الغرفة معهم، على الرغم من عدم وجود أحد. أو رؤية ومضات من الضوء أو ظلال غريبة.
كذلك، يقول أولئك الذين يدرسون ظاهرة "أشخاص الظل" إن هذه الكيانات ترى عادة من زاوية العين ولفترة وجيزة جدًا. لكن بعض الناس أكدوا أنهم يرونها مباشرة ولفترات زمنية أطول.
نظريات حول شعب الظل
كحال كل الظواهر الغريبة التي تمر في حياتنا، تتعدد الأساطير والتفسيرات الغريبة المرتبطة بها. كما تتنوع الروايات حول أصلها، فمنهم من يعتقد أنها مخلوقات خفية تعيش في أبعاد أخرى، بينما يرى البعض الآخر أنها مجرد أوهام عادية. وفي السطور التالية، نستعرض أبرز التفسيرات المتداولة عن الظاهرة.
صورة من الخيال
يقول العديد من المتشككين، وهم عادة ما يكونوا أشخاصًا لم يختبروا مطلقًا ظاهرة "أشخاص الظل"، أنها ليست أكثر من صورة خيالية، وإن عقولنا تخدعنا، وأعيننا ترى أشياءً في جزء من الثانية وهي ليست موجودة بالفعل، فيما يعرف بالأوهام.
التفسير الخارق للطبيعة
يعتقد المؤمنون بالظواهر الخارقة للطبيعة أن ظاهرة شعب الظل هي دليل على وجود أرواح أو كيانات أخرى، تعيش في أبعاد أخرى غير الأبعاد الثلاثة التي نعيش فيها. إذ يقول بعض المنظرين أن هذه الأبعاد موجودة بالتوازي وقريبة جدًا من أبعادنا، لكنها غير مرئية بالنسبة لنا.
السفر خارج الجسد
تشير إحدى النظريات إلى أن أشخاص الظل هم ظلال الأشخاص الذين يمرون بتجارب خارج الجسد. وفقًا لجيري جروس، مؤلف ومحاضر، فإننا جميعًا نسافر خارج الجسم عندما نكون نائمين. ربما، كما تقول هذه النظرية، نرى هذه الأجسام بشكل سريع لأشخاص مسافرين خارج أجسامهم.
مسافرون عبر الزمن
هناك نظرية أخرى مفادها أن الناس من المستقبل من الممكن أن يجدوا وسيلة للسفر إلى الماضي أو عصرنا. ربما في تلك الحالة، يظهرون لنا مجرد ظلال عابرة أثناء مراقبتهم لأحداث خطنا الزمني.
كائنات فضائية
كعادة كل الظواهر الغريبة، يتم ربطها غالبا بوجود الكائنات الفضائية، إذ يستند كثيرون على هذه الفكرة لتبرير أي موقف غريب يتعرض له البشر، مع وجود نظريات صنعتها الروايات والأفلام حول قدرة الكائنات الفضائية على المرور عبر الجدران والنوافذ المغلقة والظهور والاختفاء فجأة.
ظواهر طبيعية
يقترح البعض أن ظاهرة شعب الظل قد تكون ناتجة عن ظواهر طبيعية مثل المجالات الكهرومغناطيسية أو ما يشبه فكرة infrasoundأو الموجات تحت الصوتية.
التفسير النفسي لظاهرة شعب الظل
يعتقد بعض علماء النفس أن ظاهرة شعب الظل قد تكون ناتجة عن الهلوسة أو الوهم أو اضطرابات نفسية أخرى.
وفقا لدراسة جديدة، فإنه عندما يتم تحفيز منطقة معينة من الدماغ تسمى الوصل الصدغي الجداري الأيسر (TPJ)، فإنها يمكن أن تخلق وهم "شخص الظل". ويشير الباحثون إلى إن مثل هذه التجارب غالبًا ما تتزايد في الاضطرابات الذهانية، مثل الفصام وجنون العظمة، وحتى في أولئك الذين يعتقدون أنهم قد اختطفوا من قبل كائنات فضائية.
ظهر هذا الاكتشاف عن طريق الصدفة، حيث كان طبيب الأعصاب أولاف بلانك، من معهد الدماغ والعقل في لوزان بسويسرا، وزملاؤه، يحاولون تحديد مصدر نوبات الصرع لدى امرأة تبلغ من العمر 23 عامًا. وعندها، طبقوا تيارًا خفيفًا من خلال أقطاب كهربائية مزروعة جراحيًا على مناطق مختلفة من دماغها. ولم يحدث الكثير حتى قام الباحثون بتحفيز الوصل الصدغي الأيسر لدى المرأة، والذي يقع فوق الأذن اليسرى تقريبًا. وفجأة، أبلغت عن شعورها بوجود شخص غامض خلفها، ظل بلا حراك وبلا كلام يقلد وضعية جسدها وأفعاله.
يقول بلانك إن مثل هذه الأوهام تشبه تلك التي تظهر لدى مرضى الفصام. غالبًا ما يخطئ مرضى الفصام في الاعتقاد بأن أجسادهم هي أجساد شخص آخر، وينسبون أفعالهم إلى الآخرين. لديهم أيضًا أوهام متكررة بأنهم يتبعون أو يسيطر عليهم شخص غريب، كما هو الحال مع أولئك الذين يزعمون أنه تم التلاعب بهم من قبل كائنات فضائية.
في نفس السياق، يقول طبيب الأعصاب باوان سينها، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن، إن هذه قد تكون مجرد واحدة من الآليات العديدة التي تولد مثل هذه الظاهرة.
هل شعب الظل حقيقي؟
حتى الآن، لا يوجد دليل علمي قاطع يؤكد أو ينفي وجود شعب الظل بشكل حقيقي، خاصة في ظل تضارب الآراء والتفسيرات المتداولة حوله، حتى التفسيرات التي تربط الأمر بأمراض نفسية، لأن في الحقيقة ليست كل الحالات التي تلاحظ هذه الظلال تعاني من الفصام أو أمراض نفسية.
لذلك، لا توجد طريقة لإثبات أو دحض أي نظريات حول هذه الظاهرة الغامضة للغاية، والتي تحدث بسرعة كبيرة ودون سابق إنذار. إذ يجد العلم أنه من المستحيل تقريبًا تصنيف أو دراسة مثل هذه الظواهر بأي طريقة منهجية.
كل ما يمكننا فعله، في الوقت الحاضر، هو توثيق التجارب الشخصية ومحاولة تجميع ما قد تكون عليه ظاهرة "أشخاص الظل". ربما يكون هذا مدخلًا من وإلى مستويات مختلفة من الوجود، أو ربما مجرد أوهام.