ظاهرة الودق.. تعرف على التفسير العلمي للظاهرة الغريبة
ظهرت في مصر خلال العام الماضي ظاهرة الودق التي أثارت الرعب في قلوب الكثير ولكن ماهي ظاهرة الودق وهل هي من علامات الساعة؟ سنتعرف خلال السطور القادمة عن معلومات كثيرة عنها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي ظاهرة الودق
تعرف ظاهرة الودق في اللغة، بأنه مطر شديد وهين، وذكرت كلمة الودق في القرآن الكريم، وجاءت في مرتين، الأولى في سورة النور، قال الله سبحانه وتعالى: ألم تر أن الله يزجي سحابًا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركامًا فترى الودق يخرج من خلاله.
وفي سورة الروم، قال عز وجل في كتابه الكريم: الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا فيبسطه في السماء كيف يشاء، ويجعله كسفًا فترى الودق يخرج من خلاله.
وفي الآيتين جاءت كلمة الودق بمعنى المطر الشديد، الخفيف، أو قطرات المطر التي تنزل من السحاب، ففي سورة النور، قال الله تعالى:
“أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ” آية 43.
وفي سورة الروم، قال الله تعالى:” اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”. آية 48.
ظاهرة الودق والإسلام وعلامات الساعة
حسم الأزهر الشريف الجدل على هذه الظاهرة، وخرج عالم من علمائهم وهو الشيخ رمضان عبد الرازق، وقال أن ظاهرة الودق ليست من علامات الساعة، كما تدوال البعض أو كما يعتقد البعض، وإنما هي من الظواهر التي تدل على قدرة الله، وأضاف الشيخ رمضان عبد الرازق قائلاً، أن ظاهرة الودق ذكرت في القرآن الكريم .
وجاء في تفسير الميسر لمعنى الآية الكريمة: "ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا، فينزل مِن بينه المطر؟ وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره، يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه".
حقيقة ظاهرة الودق
وظاهرة "الودق" تعنى تفريغ السحب المتراكمة لمياه الأمطار دفعة واحدة وانهمار المطر دون انقطاع، وهو ما شهدته الإسكندرية بالفعل، حيث تكون سحابة سوداء عملاقة فى سماء الإسكندرية، وهطول الأمطار الغزيرة لمدة ساعتين بدون انقطاع.
وقال الشيخ الشعراوي في تفسير الآية: «يزجي أي أن يرسله برفق ومهل، يؤلف بينه، أي يجمع السحب مع بعضها وما دام يجمع شيء على شيء بدون أن توحد تكوينه، لا بد من أن يكون بينهم فراغ، والفراغ ده معناه وجود هواء أي في خلل فيه، ركامًا أي مكدس فوق بعضه، الودق أي قطرات المطر التي تخرج من خلال السحب وفيها برد أي تحتوي قطرات المطر على قطع من الثلج تاخده وتنزل مرة واحدة، وربنا سبحانه وتعالى يجعل من المياه حياة أو موت، العدوين اللي مقاومتهم صعبة المياه والنار».
فسرها الشعراوي: «كلمة رياح إذا جمعت يقصد بها خير، وإذا افردت يقصد بها شر، الرياح إذا تعدد من كل جهة دل ذلك على ثبات الثوابت، والرياح إرسالها نعمة وإذا حملت السحب فلتلك نعمة أخرى، السحاب يعني الماء تبخر فصار غازيًا فتجمع مع بعضه ونتج عنه قطر المطر الذي يخرج من خلاله، والمقصود بكلمة كسفا أي قطع، والودق أي قطرات المطر».
وفي تفسير القرطبي، فإن الودق تعني قطرات المطر التي تنزل مرة واحدة وتخرج من خلال السحاب التي تجمع على بعضها وتفرد في السماء بمشيئة الله سبحانه وتعالى، والفرق بين الودق والمطر أن الودق هو المطر المستمر الذي يهبط في خطوط دون توقف وربما يكون شديدا أو ضعيفا، أما المطر فهو كل ماء يسقط من السماء.
سبب ظهور ظاهرة الودق علميًا
وحول التفسير العلمي لظهور ظاهرة الودق، إنه مع تتطور السحب الرعدية يحدث تعليق أو حمل لقطرات الماء أو البرد المتواجدة داخل السحابة خلال التيارات الهوائية الصاعدة، وفي بعض الأحيان يكون التيار الصاعد قوي جدا لدرجة أنه يحمل كميات كبيرة من القطرات والبرد ويوصلها إلى الأجزاء العلوية للسحابة الرعدية، ويحدث لتيار الصاعد تبريد فجأة وعندما يبرد يحدث له انهيار وسقوط لأسفل باتجاه الأرض حيث إن الهواء البارد كثافته كبيرة فيصبح ثقيلا لذا يبدأ بالانهيار والسقوط "".