عائدة من المريخ تروي كواليس تجربة الحياة على الكوكب الأحمر
كشفت متخصصة الميكروبيولوجيا وعالمة الفضاء الأمريكية، أنكا سيلاريو، كواليس تجربتها في العيش لمدة عام في بيئة تحاكي بيئة كوكب المريخ، مشيرة إلى أنها كانت تجربة "مثيرة للغاية".
سيلاريو هي واحدة من أربعة أعضاء في طاقم ناسا الذين عادوا إلى الأرض في وقت سابق من الشهر الجاري بعد أن أصبحوا أول بشر يقيمون على الكوكب الأحمر، أو على الأقل في أقرب بيئة مشابهة له توفّرها وكالة الفضاء الأمريكية حالياً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
محاكاة لكوكب المريخ
وشارك الفريق في مهمة "تشابيا 1" التي نظمتها وكالة ناسا، حيث أمضوا 378 يوماً في عزلة تامة عن البشر داخل "مارس دون ألفا"، وهو محاكاة واقعية لبيئة المريخ، عبارة عن مسكن مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد تبلغ مساحته 1,700 قدم مربع في مركز جونسون للفضاء في هيوستن.
وتهدف التجربة إلى دراسة سلوك وتفاعل البشر في ظروف مشابهة لتلك التي ستواجه رواد الفضاء في رحلاتهم المستقبلية إلى الكوكب الأحمر، والتي تخطط ناسا لإطلاقها في أواخر ثلاثينيات القرن الحالي.
كواليس الحياة على سطح المريخ
وقالت أنكا سيلاريو، في تصريحات صحفية عقب عودتها إلى الأرض برفقة فريقها إن اختيارها كضابط علمي في هذه المهمة الرائدة كان يستحق كل التضحيات التي قدمتها، بما في ذلك البعد عن العائلة والأصدقاء والتخلي عن الحرية الشخصية.
- اقرأ أيضاً
ابتكار بدلة فضاء جديدة تحول البول إلى مياه صالحة للشرب
وأوضحت أن "الفرصة للمشاركة بأي شكل من الأشكال في تحقيق حلم الوصول إلى المريخ، ربما خلال حياتنا، لا تقدر بثمن"، مضيفة أنها تشعر بالفخر للمساهمة في هذا الإنجاز التاريخي.
واستلهم منظمو المهمة من فيلم الخيال العلمي الشهير "المريخي"، الذي يروي قصة رائد فضاء يواجه تحديات البقاء على قيد الحياة بمفرده على كوكب المريخ. فكذلك طاقم "تشابيا 1" واجهوا تحديات قاسية، مثل الاعتماد الذاتي في زراعة الغذاء، وتوفير احتياجاتهم من المياه، والتعامل مع الأعطال المفاجئة.
وأشارت سيلاريو إلى أن زراعة الخضروات، مثل الطماطم والخس، كانت بمثابة مصدر للفرح والتفاؤل في ظل العزلة القاسية، موضحة أن اتصال الإنسان بالأرض أصبح أكثر وضوحاً وأهمية خلال هذه التجربة.
تحديات تحاكي الواقع على المريخ
وتم تعريض الطاقم لمختلف الضغوطات النفسية والجسدية، مثل العمل الشاق، ومشكلات المعدات، والقيود المفروضة على الموارد، إلا أنهم تمكنوا من التكيف والتأقلم بشكل جيد.
وتطلب الانضمام إلى مهمة "تشابيا 1" درجة علمية متقدمة في مجالات العلوم أو التكنولوجيا أو الهندسة أو الرياضيات، بالإضافة إلى تدريب مكثف مشابه لتدريب رواد الفضاء.
وتمتلك سيلاريو خبرة واسعة في مجال اللقاحات والعلاج الجيني والأمراض المعدية، وهي مهارات حيوية للحفاظ على صحة رواد الفضاء خلال رحلاتهم الطويلة إلى المريخ.
- اقرأ أيضاً
ما هي النفايات الفضائية وكيف تؤثر علينا؟ إليك أهم المعلومات
وأكدت أن أحد أصعب التحديات التي واجهوها هو تأخر الاتصال مع الأرض لمدة 22 دقيقة في كل اتجاه، مما يتطلب التفكير الدقيق والتخطيط المسبق في كل محادثة.
التكيف مع الضغوطات
وتم تصميم محاكاة المريخ بأكبر قدر ممكن من الواقعية، حيث تضمنت مرافق مثل المزرعة والعيادة ومعدات الرياضة والاستراحة، بالإضافة إلى غرف نوم صغيرة وحمامين ومنطقة خارجية محاكية لسطح المريخ.
وخضع الطاقم لرقابة مستمرة لتقييم صحتهم النفسية والجسدية خلال فترة العزلة.
وأعربت سيلاريو عن سعادتها بالعودة إلى الحياة الطبيعية، لكنها أكدت استعدادها للعودة إلى المحاكاة في أي وقت، معربة عن فخرها بالمشاركة في هذا المشروع الطموح.
خطوة نحو حلم إرسال البشر إلى المريخ
وقال بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا، إن مهمة "تشابيا 1" تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق حلم إرسال البشر إلى المريخ.
وتأمل ناسا في إطلاق المرحلة الثانية من المشروع في الربيع المقبل، حيث سيتم اختيار طاقم جديد للمشاركة في هذه التجربة الفريدة.
- اقرأ أيضاً