عراقي يتمشى في نهر دجلة.. مقطع صادم يثير جدلا بأرض الرافدين
تداول عراقيون وعرب بحزن مقطع فيديو صادم يصف الحالة المتدهورة التي وصل إليها نهر دجلة الرئيسي في العراق، وهو الذي كان يفيض بالمياه والخير الوفير.
وأظهر المقطع شابا يمشي وسط النهر الذي بات ضحلا، وهو الذي كان معروفا بعمقه الكبير ووفرة المياه به أكثر من نهر الفرات، الرافد الثاني الرئيسي للعراق.
بسبب انحسار مياه نهر دجلة في العراق.. فيديو يظهر شابا عراقيا يمشي ركضاً وسط النهر ! pic.twitter.com/vkHaWvSkNQ
— الأحداث الأمريكية🇺🇸 (@US_World1) May 7, 2022
وقال ناشطون إن "المقطع المتداول تم تصويره في منطقة ما بين جسري الجمهورية والأحرار في العاصمة بغداد، وهي منطقة كانت مستويات المياه فيها عميقة".
تداول العراقيون مقطع الفيديو بحسرة، وغرد الاعلامي العراقي "سفيان أحمد" على "تويتر"، قائلا: "رسالة الى الحكومة ومسؤوليها.. نهر دجلة يحتضر.. فهل من مُنقذ !!! #العراق #انقذوا_نهر_دجلة".
رسالة الى الحكومة ومسؤوليها..
— سفيان أحمد sofian ahmed (@sof_sabri) May 6, 2022
نهر دجلة يحتضر.. فهل من مُنقذ !!!#العراق#انقذوا_نهر_دجلة pic.twitter.com/oR6szEy4HJ
بدوره، دعا الصحفي العراقي "آواب البياتي" الى تدخل عاجل قبل وقوع الكارثة حيث كتب: "ظاهرة انحسار نهر دجلة وانخفاض منسوب المياه بشكل مخيف وكبير جداً ونحن في موسم الفيضانات!! نحتاج الى وقفة جادة بهذا الصدد وتعاون من قبل الحكومات المحلية لجميع المحافظات وبين الحكومة المركزية وتقديم مقترح لمجلس النواب بهذا الصدد حتى لا نتجه للتصحر والعطش والجفاف وبعدها لا ينفع الندم".
ظاهرة انحسار نهر دجلة وانخفاض منسوب المياه بشكل مخيف وكبير جداً ونحن في موسم الفيضانات!!
— Awab al-baiaty (@baiaty_al) May 5, 2022
نحتاج الى وقفة جادة بهذا الصدد وتعاون من قبل الحكومات المحلية لجميع المحافظات وبين الحكومة المركزية وتقديم مقترح لمجلس النواب بهذا الصدد حتى لا نتجه للتصحر والعطش والجفاف وبعدها لا ينفع الندم pic.twitter.com/k4NL9hCm6H
في حين أرجع كثيرون انخفاض منسوب المياه الى الإهمال، منهم "منذر المولى" الذي علق: "لا استبعد ان يكون جفاف نهر دجلة نتيجة الاهمال بطريقة او بأخرى.. والاهمال احد اوجه الفساد .. ثروتنا المائية والزراعية والحيوانية تُهدر وتموت ، ولا من ناصر ! #العراق".
لا استبعد ان يكون جفاف نهر دجلة نتيجة الاهمال بطريقة او بأخرى.. والاهمال احد اوجه الفساد .. ثروتنا المائية والزراعية والحيوانية تُهدر وتموت ، ولا من ناصر !#العراق pic.twitter.com/eUfgPVX1S2
— منذر المولى (@Monther_Si92) May 6, 2022
واستنكر معلقون " تملص" الحكومة من مسؤوليتها التي تتجلى في حماية الأمن المائي العراقي ومواجهة التصحر.
وطالب آخرون المسؤولين بالتصدي لدول الجوار التي تتحكم بحصة البلاد من مياه دجلة والفرات.
ويرى المشاركون في النقاش أن السدود التي تبنيها تركيا وإيران تلعب دورا أساسيا في تعميق مشكلة الجفاف في العراق.
وذكر مستخدم مصري شعب بلاده بقيمة نهر النيل، وأنه قد يواجه مصيرا مشابها لـ"دجلة"، بسبب أزمة سد النهضة الذي شيدته إثيوبيا وأثار مشكلة مع مصر.
ده نهر دجله بعد حجز المياه عنه.
— MOHAMED💪ABDELRAHMAN👈 (@mohamed041979) May 8, 2022
شفوه كويس علشان تعرفوا ايه مستنيكم. #سد_النهضه pic.twitter.com/GZiRR1HeOS
أسئلة وجودية ...
— Contéssa Lîna🇮🇶 (@Contessa_90) May 5, 2022
هو عادي نهر دجلة هيچ جاف ؟ زين راح يجي يوم نشتري حتى ماء الإسالة مثلما دنشتري ماء الشرب؟ زين لشوكت هالشعب نايم شيصير بي بعد حتى يصحى؟
بدورها، ردت وزارة الموارد المائية العراقية على المقطع الذي أثار جدلا، قائلة إن الوزارة تدفع بالحد الأدنى من المياه للأنهار بهدف تحقيق أكبر استفادة من المياه المتدفقة لخزنها ومنع هدرها وأيضاً حاليا الحاجة تقل للتدفق لأن موسم الحصاد بدأ ما عدا الحاجة لتوفيرها للخضر والبستاتين".
وقال مسؤول بالوزارة إن المقطع "مفبرك" ويأتي في سياق ما أسماه "الحرب النفسية".
فبركة ترويج الجفاف نهر دجلة بغداد مصطنعة ممكن نعتبره ممارسة الحرب النفسية ضد العراق
— حسنين عبد الكريم 🇮🇶 (@Ha28H2) May 6, 2022
الحقيقة قبل فتره وزارة الموارد المائية العراقية دخلت الياتها وسط النهر بين منطقتين جسر الجمهورية جسر السنك نتج عنها منطقة مرتفعة يابسة زميج
اللي يريد زميج للحديقة يروح ياخذ بالليل pic.twitter.com/Xrw9hHByrE
ويعد العراق من بين البلدان التي تعتمد بشكل أساسي على دول الجوار لتوفير احتياجاته المائية.
ويشار إلى أن 90% من منابع الأنهار التي تصب في العراق تأتي من تركيا وإيران.
ولم ينجح العراق منذ منتصف القرن الماضي في إيجاد حلول للأزمة التي باتت تمثل ورقة ضغط بيد دول المنبع.
وقد هددت الحكومة العراقية في مناسبات عديدة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للفصل في مسألة تقاسم المياه، إلا أنها لم تٌقدم فعليا على تدويل الملف.
وكانت الحكومة العراقية قد قلصت مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، بسبب الأزمة المائية التي تعيشها البلاد.
ويعد العراق الغني بالنفط، واحدا من بين أكثر خمس دول تضررا من التغير المناخي وأكثرها عرضة لخطر التصحر.
وتحذر تقارير دولية من أن المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات سوف تجف في غضون 20 عاما إذا لم يتم فعل شيء.
كما يشير تقرير حكومي إلى أن موارد العراق المائية قد تراجعت بنسبة 50 بالمئة منذ العام الماضي بسبب فترات الجفاف المتكررة وانخفاض معدل هطول الأمطار.