عربة ملك بريطانيا الجديدة.. كبسولة زمينة تطلب صنعها 6 سنوات

  • تاريخ النشر: منذ يومين

تحفة فنية بمعنى الكلمة تم تصميمها بمنتهى الدقة والتفاني، وسيتم جرها عبر لندن بواسطة ستة خيول

مقالات ذات صلة
أغرب العادات التي تفعلها العائلة الملكية في بريطانيا
هذه هي الدولة الأوربية التي لم تقم ملكة بريطانيا بزيارتها!
القصر الملكي في بريطانيا يكشف عن صورة الخيل المفضل عند الملكة إليزابيث

قام صانع تحف أسترالي ماهر يعاني من السرطان مثل الملك تشارلز، ببناء أحدث عربة قصر ملكي في عمل فني يتطلب الدقة والتفاني الشديدين.

يعمل جيم فريكلنجتون، البالغ من العمر 74 عامًا، والذي سبق أن صنع عربتين ملكيتين، على هذه التحفة الفنية التي يبلغ وزنها 3 أطنان ونصف، والمزخرفة بورق الذهب، منذ ما يقرب من ست سنوات في مستودعه بسيدني.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

يأمل جيم أن يقوم الملك تشارلز، البالغ من العمر 75 عامًا، والملكة كاميلا، البالغ من العمر 77 عامًا، بزيارتها خلال جولتهما الحالية في أستراليا، حتى يتمكن من إظهار هذا الإبداع المعقد للغاية الذي يأمل أن يكتمل هذا العام.

سيارة فريدة من نوعها

كشف جيم النقاب لأول مرة عن العربة التي تستلهم تصميمها بشكل كبير من سيارات ليموزين رولز رويس، إلى صحيفة "ذا صن". واعترف الحرفي الذي عمل لأول مرة مع العائلة المالكة في لندن عام 1972، أن هذه ستكون عربته الملكية الأخيرة التي يقوم بتصميمها، حيث إن صناعة هذا النوع من العربات أصبح فنا في طريقه للزوال.

يقول فريكلنجتون: "لو لم أصنعها أنا، لن يصنعها أحد في العالم". وأضاف: "لا أحد يعرف غيري كيفية صناعتها، وهي أفضل عربة صنعتها على الإطلاق. أردت أن أفعل شيئًا مميزًا تكريمًا للملك تشارلز".

معلومات عن عربة ملك بريطانيا الجديدة

يعترف جيم، الذي يعاني من سرطان البروستاتا، بأنه تأثر قليلاً بسبب مرضه وجلسات العلاج الكيميائي التي يخضع لها كل أسبوعين. لذلك، لا عجب في أن هذه العربة التي يبلغ طولها 19 قدمًا وارتفاعها 11 قدمًا و2 بوصة، والتي سيتم جرها عبر لندن بواسطة ستة خيول، استغرقت منه وقتًا طويلاً.

بذل جيم، الذي يتراسل مع تشارلز بشأن عمله، جهودًا كبيرة على حسابه الخاص لتحويل العربة إلى "كبسولة زمنية" على حد تعبيره، حيث تتضمن مكونات فريدة.

صنع التاج الموجود أعلى العربة من خشب تبرع به رئيس دير وستمنستر، من دير وستمنستر عام 2019. ويعتقد أن عمر الخشب لا يقل عن 1000 عام. كما زين السقف بـ56 زهرة برونزية تمثل الزهور الوطنية لكل دولة من دول الكومنولث. ووضع جيم فوق الباب الذي سيخطو منه الملك والملكة يوما ما، زهرة الواتل الذهبي الأسترالية.

الهيكل السفلي مصنوع من الخشب الزان الأسترالي الصلب، والمقصورة مصنوعة من ألواح ألومنيوم مشكلة يدويًا على آلة تشكيل إنجليزية. وتم طلاء العربة باللون الأسود، مزينة بشعار الملك.

المعدن هو نفس المعدن المستخدم في سيارات رولز رويس. كما صنع محاور العجلات الحمراء المزخرفة بشعار التاج الذهبي بحيث لا تدور مع العجلات، ليبقى الشعار ثابتا وظاهرا، وهي فكرة أخرى مستوحاة من السيارات الرفاهية.

خلف المقصورة، توجد مقابض أبواب تم الحصول عليها من دار أوبرا سيدني. كما تحتوي الدرجات والهيكل السفلي على فولاذ من جسر ميناء سيدني تم التبرع به بعد أعمال التجديد الأخيرة. وصنعت المحامل البرونزية في التوجيه من قطار البخار الأسترالي 3801 الذي تم بناؤه عام 1943. تقاعد القطار عن العمل عام 1962، وتم الحفاظ عليه.

ولا يزال جيم يجهز أربعة فوانيس نحاسية داخل ورشته للتركيب في العربة.

تصميم بدقة متناهية

تم تصميم العربة الملكية الجديدة بدقة متناهية، حيث لم يترك أي جانب للصدفة. تعكس الألواح الخارجية رموز الحيوانات الوطنية لإنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا. كما تم تجهيز العربة بإطارات مطاطية سميكة وعجلات ضخمة، بالإضافة إلى مثبتات هيدروليكية لضمان رحلة مريحة.

استلهم جيم تصميم العربة من تجاربه السابقة مع العربات الملكية الأسترالية والماسية، وقام بتحسين نظامها بشكل كبير.

وتأتي هذه العربة كحل جذري لمشكلة العربة الذهبية التي أزعجت الملكة إليزابيث الثانية خلال تتويجها. فقد أشارت الملكة الراحلة إلى الاهتزاز المزعج الذي تسببه العربة الذهبية، مما دفع جيم إلى تصميم عربته الجديدة بطريقة تمنع حدوث ذلك.

بينما يعتبر التصميم الخارجي للعربة الملكية الجديدة شاهداً على براعة الفنانين الحرفيين، فإن تصميمها الداخلي أيضا تم بعناية فائقة. ستزين جدران العربة صور جميع الملوك والملكات الذين حكموا إنجلترا منذ ويليام الفاتح، وهي نسخ مصغرة من معرض الصور الوطني في لندن. ووفقاً لجيم، فإن هذا لم يتم من قبل.

حصل جيم أيضا على اثنتين من العملات التي عثر عليها مع جنود بريطانيين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الأولى، وأرسلت إلى عائلاتهم. ولتكريم ذكراهم، تم وضعهما في الباب بجوار مقاعد الملك والملكة.

كما قام جيم بتضمين ساعة كان يرتديها الكابتن إدوارد إليوت، الذي مات في قصف نازي لقصر وستمنستر. ويأمل جيم أن تجعل هذه اللمسات الخاصة عجلته رمزاً لكفاح الجنود.

عربة تجمع بين الراحة والأمان

على الرغم من تصميمها الفخم، فإن العربة ليست مجرد وسيلة نقل فاخرة، بل آمنة أيضا. فهي مزودة بنوافذ كهربائية ألمانية الصنع، من زجاج سميك يبلغ عرضه بوصة واحدة ضد الرصاص أو أي عوامل جوية. كما تتميز العربة من الداخل بأنها دافئة، ومقاعدها المغطاة بالحرير.

وتعتبر هذه العربة هي الأولى من نوعها التي يتم بناؤها للملك منذ العهد الملكي لجورج الثالث. ويؤكد جيم أنه هو من يتحمل تكاليف إنشائها، مشيرا إلى إنها تكاليف باهظة للغاية. حتى إنه قام برهن منزله لبناء العربة الحالية.

وأوضح جيم أنه وضع كل ما لديه من خبرة في صناعة هذه العربة الفريدة من نوعها، والتي لا يوجد مثيل لها في العالم، على حد تعبيره. لذلك، يرى أن القيمة الحقيقية للعربة لا يمكن قياسها بالمال، حيث إنه قد كرس سنوات عديدة من العمل الشاق على هذا المشروع.

وأشار جيم إلى أن الملك على علم كامل بكل خطوات المشروع، وأنه يتابعه عن كثب. كما أكد أن القرار بشأن كيفية استلام العربة يعود إلى الأسرة المالكة. وبشكل عام، عند الانتهاء من العمل، سيتم نقل العربة إلى المملكة المتحدة عبر طائرة شحن.