علماء يكتشفون أكبر حشرة في العالم.. عملاقة بحجم سيارة
يصفه الباحثون بأنه اكتشاف مذهل بعد سنوات طويلة من البحث، حيث كانت هذه الحشرة تجوب الأرض منذ ملايين السنين
بعد قرون من الغموض، تمكن العلماء أخيرًا من اكتشاف أكبر حشرة في العالم، والتي تحمل اسم الأرثوبليورا أو Arthropleura. وهي دودة ألفية عملاقة كانت بحجم سيارة، عاشت على الأرض منذ 340 مليون سنة. تم هذا الاكتشاف بعد العثور على حفريتين محفوظتين بشكل جيد، توفر رؤية كاملة عن الحشرة وطبيعتها وحجمها.
مواصفات أكبر حشرة في العالم
عاشت هذه المخلوقات الضخمة في الغابات الاستوائية خلال العصر الباليوزوي المتأخر، وتقدر أطوالها بـ 8.5 قدمًا ووزنها بأكثر من 45 كجم. ورغم أنها هذه الدودة حيرت العلماء، حيث كان جسمها يشبه دودة الألفية العادية، كما لم يكن متوفرا عنها الكثير من المعلومات؛ بسبب عدم وجود حفريات لرأسها، إلا إن الحفريتين الجديدتين كشفا السر أخيرا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يتضح من خلال الحفريتين الجديدتين رأس الأرثوبليورا، والذي كان مستديراً ومزودا بقرني استشعار قصيرين على شكل جرس. كما تم اكتشاف أن لها عينين بارزتين تشبهان تلك الموجودة في السرطانات الحديثة. ولديها أيضا فم صغير للبحث عن النباتات.
وعلى الرغم من حجمها الهائل، إلا إن هذه الدودة تتغذى على النباتات فقط، ولا يوجد حتى الآن أي دليل على أنها كانت مفترسة.
كائن غامض
كانت المعلومات المتوفرة عن الأرثوبليورا، أنها مخلوق قديم من عائلة مفصليات الأرجل، معروف عنه حجمه الضخم، ولكن لم يكشف بعد عن ملامح وجهها. ومؤخرا، بفضل اكتشاف حفريات صغيرة لها، تمكن العلماء من دراسة رأس الأرثوبليورا، والتعرف على المزيد عن هذا الكائن الغامض.
تبين من الدراسة أن الأرثوبليورا كانت تمتلك جسمًا يشبه الدودة الألفية ورأسًا يشبه الدودة مئوية الأرجل. وقد استخدم الباحثون تقنيات التصوير المقطعي المتقدمة لفحص الحفريات التي تم العثور عليها في فرنسا. وسمحت هذه التقنيات للعلماء بدراسة تفاصيل مخفية داخل الحفريات دون إلحاق أي ضرر بها.
نتائج واعدة
لطالما حلم العلماء برؤية رأس حشرة الأرثوبليورا القديمة، التي عاشت على الأرض منذ ملايين السنين. والآن، وبعد سنوات من البحث والتنقيب، تمكن فريق من العلماء من العثور على حفريات يبلغ طولها بوصتين فقط، لكنها تكشف أسرارا لأول مرة عن هذا الكائن الغامض.
تعتبر الحفريات بمثابة اكتشاف علمي مهم، حيث إنها توفر معلومات قيمة حول شكل هذا الحيوان الغامض. ومن خلال دراسة هذه الحفريات، يمكن للعلماء أيضا أن يتوصلوا إلى فهم أفضل لطريقة حياة الأرثوبليورا، وبيئته، والسلوكيات التي كان يمارسها. ومن المتوقع خلال السنوات القادمة، أن يكشف العلماء المزيد من الأسرار عن هذه الحشرة.
يقول عالم الأحياء القديمة جيمس لامسديل، في حديث لصحيفة "ذا صن" عن الاكتشاف الجديد: "لقد كنا نرغب في رؤية شكل رأس هذا الحيوان منذ فترة طويلة حقًا. والآن نعتقد أن الحفرية ستقدم لما رؤى مهمة حول شكل هذه المفصليات".