علماء يكتشفون الحلقة المفقودة في فهم الكون.. والسبب ثقب أسود
كتلته تعادل على الأقل 8200 ضعف كتلة شمسنا وقد ظل بعيدا عن أنظار العلماء حتى الآن رغم حجمه الهائل
اكتشف العلماء ثقبًا أسود جديد خلف مجموعة مكونة من حوالي 10 ملايين نجم تسمى "أوميجا قنطورس"، وقد يكون الأقرب إلى الأرض.
وعلى الرغم من احتواء هذه الثقوب على كتلة تعادل آلاف الشموس، إلا أن اكتشاف الثقوب السوداء يشبه العثور على إبرة في كومة قش على المستوى الكوني. لذلك، يقول ماثيو ويتيكر، من جامعة يوتا والمشارك في الدراسة: "هناك ثقوب سوداء أثقل قليلاً من شمسنا، تشبه النمل أو العناكب، ومع ذلك يصعب رصدها، لكنها موجودة في كل مكان تقريبًا في جميع أنحاء الكون".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأضاف ويتيكر: "كذلك هناك الثقوب السوداء الهائلة التي تشبه جودزيلا، والتي تقع في مراكز المجرات. هذه يمكننا رؤيتها بسهولة."
أما عن هذا الثقب الذي عثر الباحثون عليه، يقول ويتيكر، إنه متوسط الكتلة، ويشبه وحش بيغ فوت، أو صاحب القدم العملاقة، إلى حد ما. "ولذلك، يعد اكتشافه كما لو كنا عثرنا على دليل لأول مرة على وجود وحش البيغ فوت، وسيصاب الناس بالذهول عند رؤيته"، على حد قوله.
يحتوي الثقب الأسود الموجود في منطقة "أوميجا قنطورس" على ثقب في مركزه، بكتلة تعادل على الأقل 8200 ضعف كتلة شمسنا، وقد ظل بعيدا عن أنظار العلماء حتى الآن رغم حجمه الهائل.
ويعتقد علماء الفلك أن الثقب الأسود هو الحلقة المفقودة بين كيفية تحول الثقب الأسود النجمي إلى ثقب أسود هائل. ويؤكدون إنه حاليًا في المرحلة الوسطى من تطوره، وهو أقل كتلة بشكل ملحوظ من الثقوب السوداء النموذجية التي توجد في مركز المجرات.
ووصف أنيل سيث، الأستاذ المشارك في علم الفلك بجامعة يوتا والباحث الرئيسي المشارك في الدراسة، الاكتشاف بأنه "نوع من الاكتشافات التي تحدث مرة واحدة في مسيرة علمية". وأضاف: "أنا متحمس بشأن هذا الاكتشاف منذ تسعة أشهر. في كل مرة أفكر فيه، يصعب علي النوم".
وتابع سيث: "أعتقد أن الادعاءات الاستثنائية تتطلب أدلة استثنائية. وهذا دليل استثنائي حقًا".
عشرون عامًا من المتابعة
استخدم الفريق الدولي من علماء الفلك أكثر من 500 صورة من مشاهدات دامت عقدين تم التقاطها بواسطة تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا.
في هذه الصور، رصد العلماء سبعة نجوم تتحرك بسرعة بالقرب من مركز أوميجا قنطورس، والتي يبدو أنها تتعرض لقوة جذب من ثقب أسود. وهنا قال ماكسيميليان هابيرلي، من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الذي قاد التحقيق: "لقد اكتشفنا سبعة نجوم لا ينبغي أن تكون هناك. إنها تتحرك بسرعة كبيرة لدرجة أنها ستهرب من العنقود، ولن تعود أبدًا".
وأضاف بلانك: "أرجح تفسير هو وجود جسم ضخم جدًا يمارس قوة جذب على هذه النجوم ويبقيها قريبة من المركز. والجسم الوحيد الذي يمكن أن يكون بهذا الحجم الهائل هو ثقب أسود، تبلغ كتلته على الأقل 8200 ضعف كتلة الشمس".
عند هذه اللحظة، حصل سيث على الضوء الأخضر لاستخدام تلسكوب جيمس ويب لإجراء مزيد من التحقيق. ويعتبر تلسكوب جيمس ويب الذي تبلغ قيمته عشرة مليارات دولار، والذي يوصف بأنه أقوى تلسكوب تم بناؤه على الإطلاق، خليفة لتلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا.
الهدف الآن على المدى الطويل هو تحديد كيفية تسارع النجوم، وكيف تنحني مداراتها. ومع ذلك، فإن تتبع هذه النجوم حول مدارها الكامل، هو مشروع لأجيال المستقبلية من علماء الفلك.