علماء يكتشفون تشابها غريبا بين أصوات الحيتان وكلام البشر
أصوات الحيتان تتميز بخصائص تشبه إلى حد كبير اللغة البشرية، مما يتحدى الاعتقاد السائد بأن اللغة هي سمة فريدة من نوعها للبشر
كشفت دراستان علميتان حديثتان نشرت نتائجهما في مجلتي Science Advances وScience، عن جوانب مذهلة في التواصل الصوتي لدى الحيتان، حيث أظهرت نتائج الدراسات أن أصوات الحيتان تتميز بخصائص معقدة تشبه إلى حد كبير اللغة البشرية، مما يتحدى الاعتقاد السائد بأن اللغة هي سمة فريدة من نوعها للبشر.
أشارت إحدى الدراسات إلى أن بعض أنواع الحيتان، وخاصة الحوت الأحدب، تتمتع بكفاءة عالية في التواصل الصوتي، حيث يمكنها نقل المعلومات بشكل سريع وفعال، مما يضاهي أو حتى يتجاوز كفاءة التواصل اللغوي لدى البشر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كما أظهرت دراسة أخرى أن أصوات الحيتان الحدباء تتبع بنية إحصائية معينة، وهي بنية مشابهة للبنية الإحصائية التي تميز اللغات البشرية. هذا الاكتشاف يثير تساؤلات مهمة حول أصول اللغة وتطورها، ويشير إلى أن قدرات التواصل المعقدة قد تكون قد تطورت بشكل مستقل في أنواع مختلفة من الكائنات الحية.
تفاصيل الدراستين
قام الباحثون بتحليل أصوات الحيتان من 16 نوعا مختلفا، بما في ذلك الحيتان البالينية والدلافين، ووجدوا أن 11 نوعا من هذه الحيتان تظهر مستويات عالية من الكفاءة في التواصل، مما يشير إلى أن لغاتها قد تكون فعالة جدا، بل وربما أكثر كفاءة من اللغة البشرية في بعض الجوانب.
تساعدها هذه الكفاءة في التواصل على تبادل المعلومات بشكل سريع وفعال، سواء كان ذلك للبحث عن الطعام، تجنب الأخطار، أو التواصل مع أفراد المجموعة.
نتائج الدراستين
أظهرت الدراستان أن أصوات الحيتان الحدباء، التي تتكون من سلسلة معقدة من الأصوات والعبارات، تتبع نمطا إحصائيا يسمى "قانون زيف" (Zipf"s Law). هذا القانون، الذي يلاحظ أيضا في اللغات البشرية، يشير إلى أن بعض الأصوات والعبارات تتكرر بشكل متكرر أكثر من غيرها، وفقا لنمط محدد.
ويرى الباحثون أن هذا النمط الإحصائي ليس مصادفة، بل قد يكون له دور مهم في تسهيل تعلم اللغة ونقلها عبر الأجيال. ففي اللغات البشرية، يساعد هذا النمط الأطفال على تعلم اللغة بشكل أسرع وأكثر فعالية، كما أنه يساعد على الحفاظ على استمرارية اللغة عبر الأجيال.
وبما أن الحيتان الحدباء تنقل نغمات أصواتها ثقافيا من جيل إلى آخر، كما يفعل البشر مع لغاتهم، فإن وجود هذا النمط الإحصائي في أغاني الحيتان يشير إلى أن هناك تشابهات مثيرة للاهتمام بين التواصل الصوتي لدى الحيتان واللغة البشرية.
الاستنتاجات
تظهر هذه الدراسة أن التواصل لدى الحيتان أكثر تعقيدا؛ مما كان يعتقد سابقا، وأن بعض أنواع الحيتان قد طورت أنظمة اتصال فعالة للغاية. هذه النتائج تساهم في فهمنا الأعمق لعلم الأحياء التواصلي وتوفر رؤى جديدة حول تطور اللغة في الكائنات الحية.
تعد هذه النتائج العلمية مهمة للغاية أيضا في مساعدتنا على إعادة النظر في نظرتنا للغة البشرية وتفردها. كما أنها تشير إلى أن العديد من الأنواع الأخرى تمتلك قدرات تواصل معقدة ومذهلة، مما يثري فهمنا للتنوع البيولوجي على كوكبنا.