علماء يكتشفون ظاهرة غريبة حول الأرض لأول مرة.. قوة غير مرئية
يؤدي هذا الاكتشاف إلى تغيير الطريقة التي ندرس بها ونفهم سلوك وتطور عالمنا المتغير باستمرار
توجد العديد من الظواهر الغريبة التي تفاجئ العلماء بين حين وآخر، سواء في محيط الكرة الأرضية، أو داخلها أو في الفضاء الخارجي. الأمر الذي يؤكد أن الكون مليء بالأسرار، وأننا مهما بلغنا من العلم لا يزال أمامنا الكثير لنكتشف كوكبنا وما يحيط به. هذا بالضبط ما اكتشفه العلماء مؤخرا.
للمرة الأولى، تمكن العلماء أخيرًا من قياس مجال طاقة غير مرئي وضعيف يحيط بكوكب الأرض. يطلق على هذه الطاقة اسم المجال ثنائي القطب، وهو مجال كهربائي تم افتراض وجوده لأول مرة منذ أكثر من 60 عامًا، ولكن دون وجود دليل علمي. وبالتالي، من المتوقع أن يؤدي اكتشافه إلى تغيير الطريقة التي ندرس بها ونفهم سلوك وتطور عالمنا المتغير باستمرار.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يقول غلين كولينسون، عالم الفلك من مركز غودارد للرحلات الفضائية التابع لناسا: "بنيت الفرضية منذ عقود على أساس ضرورة وجود مجال ثنائي القطب لدى أي كوكب يحتوي على غلاف جوي. ولكن الآن أصبحنا متأكدين، بعد أن قمنا بقياسه أخيرًا. لذلك، يمكننا البدء في تعلم الدور الذي لعبه في تشكيل كوكبنا، وكذلك الكواكب الأخرى".
كيف بدأ الاكتشاف؟
في عام 1968، وصف العلماء ظاهرة لم نكن نستطيع ملاحظتها قبل أن ندخل عصر الأبحاث الفضائية واختراق هذا العالم الغامض. وبالفعل، تمكن المركبات الفضائية التي تحلق فوق قطبي الأرض، من رصد رياح فائقة السرعة من الجسيمات التي تحاول الهروب من الغلاف الجوي للأرض. من هنا، بدأت الفرضية بأن هذا يعني وجود مجال طاقة كهربائي ثالث.
يشرح كولينسون هذا الموضوع في مقطع فيديو، مشيرا إلى إن هذا المجال يطلق عليه اسم المجال ثنائي القطب، وهو عامل من عوامل الفوضى. يعاكس الجاذبية، ويطرد الجسيمات في الفضاء. ولكن في هذا الوقت، لم يكن لدى الباحثين والعلماء ما يكفي من إمكانيات لقياس ذلك، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا اللازمة لهذا الغرض.
مع توافر الإمكانات التكنولوجية، بدأ الباحثون في بناء سفينة الصواريخ إندور للبحث عن هذه القوة غير المرئية. وبالفعل، انطلقت المهمة في مايو عام 2022، ووصلت إلى ارتفاع 768.03 كيلومترًا قبل أن تعود إلى الأرض بمعلوماتها وبياناتها المهمة التي تم الحصول عليها بعد جهد كبير.
يؤكد الباحثون، أن اكتشاف المجال ثنائي القطب، ليس كل شيء، بل يعد مجرد خطوة أولى. ومن المتوقع، أن يؤدي ذلك خلال السنوات القادمة إلى فهم الآثار الأوسع لهذا المجال أو مدة وجوده، أو ما يفعله بالضبط، وكيف ساعد في تشكيل وتطور كوكبنا وغلافه الجوي، وربما حتى الحياة على سطحه.
عجائب كوكب الأرض
من المعروف أن كوكب الأرض ليس مجرد كتلة من التراب لا تتحرك في الفضاء. إنها محاطة بجميع أنواع المجالات. هناك مجال من الجاذبية، والذي ربما لم نعرف عنه كل شيء حتى الآن، لكن المؤكد أن بدون انتشارها وقوتها لن يكون لدينا كوكب بالأساس. كما تساعد هذه الجاذبية أيضًا في الحفاظ على الغلاف الجوي متماسكًا حول السطح.
كذلك، يوجد في كوكب الأرض ما يعرف باسم المجال المغناطيسي، الذي يتم إنشاؤه بواسطة المادة الموصلة الدوارة داخل الأرض، حيث يتم تحويل الطاقة الحركية للكوكب إلى المجال المغناطيسي الذي يدور في الفضاء. ومن المعروف أن هذا يحمي كوكبنا من آثار الرياح الشمسية والإشعاع. كما إنه يساعد في منع غلافنا الجوي من الانفجار.