فتاة "عارية" بعرض أزياء تثير الغضب في العراق.. ما القصة؟
شهد العراق، حالة من الجدل والاستياء، بعد إقامة عرض أزياء في أحد المراكز التجارية بمدينة البصرة، تضمن ظهور فتاة بين العارضات، زعم أنها "عارية" .
ماذا حدث؟
وبدأت الواقعة بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لمقطع فيديو من عرض الأزياء الذي أقيم ضمن فعاليات "مهرجان البصرة تحييكم الأول"، الذي رعاه اتحاد نقابات العمال في البصرة ونقابة الحلاقين.
وأظهر الفيديو المتداول فتاة ترتدي زياً يشبه لون البشرة، ما أثار اللغط بين النشطاء بمنصات التواصل الاجتماعي، حيث ظن بعضهم أنها عارية، فيما أوضح البعض الآخر أنها ترتدي زياً لكن لونه يشبه لون البشرة.
ورغم انقسام النشطاء في الرأي بين إذا ما كانت الفتاة عارية أو ترتدي زياً يشبه لون البشرة غير أنهم اتفقوا أن في كل الحالات يعتبر انتهاكاً للحياء والآداب العامة.
تدخل رسمي
وعلى ضوء حالة الغضب العارمة التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، تدخل محافظ البصرة، وأصدر بياناً أمر فيه الأجهزة الأمنية بالتحقيق في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها، وإغلاق القاعة التي استضافت العرض في مركز "شنشل" التجاري، بالإضافة لإغلاق الصالات المخالفة التي تقوم بـ"الإخلال بالحياء والآداب العامة وتسيء للذوق العام".
وأشار البيان إلى أن "الحكومة المحلية في البصرة وجهت الأجهزة الأمنية المعنية بالتنسيق مع القضاء العراقي للقيام بواجبها في التعامل مع الذين يقومون بكسر القواعد الاجتماعية ويُخِلُّون بالعفّة وخدش الحياء العام من خلال إقامة مهرجان (البصرة تحييكم) والذي أُقيم مساء الجمعة بشكل واضح وفاضح وخارق إلى الحياء والذوق العام في محافظة البصرة".
كما وجه محافظ البصرة بإقامة دعوى قضائية ضد كل من اتحاد نقابات العمال في البصرة، ونقابة الحلاقين، والجهة المنظمة لعرض الأزياء، وإغلاق القاعة في مركز "شنشل" الذي استضاف العرض بسبب ظهور فتاة يعتقد أنها "عارية" خلال تقديم العرض.
وشددت الحكومة المحلية في البصرة على متابعتها بجدية ما يتعلق بالذوق العام والأساس الأُسري في المجتمع، واستجابتها الفورية للمطالب الشعبية لحماية القيم الاجتماعية والأخلاقية، وذلك في إطار تنفيذ القانون لنشر الذوق العام وتعزيز الأساس الأُسري في المجتمع.
المنظمون للعرض يقاضون السلطات المحلية
ومن جانبه، نفى أحد منظمي العرض أن تكون الفتاة عارية، وقال إنها كانت ترتدي زياً محتشماً، لكنه كان متشابهاً مع لون البشرة، ما أدى إلى سوء الفهم.
وأكد أن "السلطات المحلية تعجلت في الإجراءات"، مشيراً إلى اللجوء للقضاء، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
كما أوضح أن "الفيديو المتداول على أنه لفتاة عارية مفبرك، لأن الفتاة كانت ترتدي زيا محتشما، لكنه كان مشابها للون البشرة، ما تسبب في لُبس لدى البعض.
اتحاد نقابات العمال ينفي عدم قانونية عرض الأزياء المثير للجدل
ورد اتحاد نقابات العمال في البصرة العراقية على الانتقادات التي طالتهم بسبب ما اعتبره البعض مخالفة للآداب العامة والذوق العام.
وقال الناطق باسم اتحاد نقابات العمال في البصرة، ياسر المعراج، إن عرض الأزياء كان ضمن فعاليات "مهرجان البصرة تحييكم الأول"، الذي شارك فيه مصممون من إيران ولبنان، وأنه تم الحصول على كافة التراخيص الرسمية والأمنية لإقامته.
وأضاف المعراج أن عرض الأزياء كان "قانونيا وأخلاقيا"، وأن الفتاة التي ظهرت في الفيديو المتداول لم تكن عارية، بل كانت ترتدي زياً محتشماً، لكنه كان متناسقاً مع لون البشرة، ما أحدث لبساً لدى البعض.
ونفى المعراج أن يكون هناك أي خرق للقواعد الاجتماعية أو الأخلاقية، وأكد أنه سيتقدم بدعوى قضائية ضد الجهات التي اتخذت إجراءات ضده دون التحقق من الحقائق للدفاع عن نقابة الحلاقين، التي تدخل تحت مظلة الاتحاد إلى جانب 7 نقابات أخرى.
"شنشل مول" يرد على الاتهامات التي طالته
من جهتها، أوضحت إدارة "شنشل مول"، التي استضافت العرض في إحدى قاعتها، أنها لم تكن على علم بمحتوى العرض أو بمضمون فقرات "مهرجان البصرة تحيكم"، وأنها فقط قدمت القاعة للجهة المنظمة بناء على الكتب الرسمية التي تثبت حصولها على الموافقات اللازمة.
وأبدت الإدارة استغرابها من الاتهامات التي وجهت لها، مؤكدة على احترام الثقافة والفن في البصرة، ولافته إلى استضافت العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تخدم المحافظة وتعزز هويتها.