في ذكرى تدميره.. حقائق مثيرة عن سجن الباستيل الأسوأ بالتاريخ
لا يزال سجن الباستيل على الرغم من تدميره حيًا في ذاكرة الشعب الفرنسي وذاكرة شعوب العالم
يحتفل الشعب الفرنسي كل عام في يوم 14 يوليو، بما يعرف باسم يوم الباستيل، أو يوم "الاحتفال الوطني الفرنسي"، حيث يمثل عطلة يتم الاحتفال بها في فرنسا وأقاليمها الخارجية، تصادف الذكرى السنوية لحدث رئيسي خلال الثورة الفرنسية، وهو اقتحام سجن الباستيل، الذي أدى إلى نهاية النظام الملكي في فرنسا.
ولكن ما هو سجن الباستيل؟ ولماذا يعد اقتحامه احتفالا وطنيا في فرنسا؟ وكيف أصبح رمزا للثورة الفرنسية حتى يومنا هذا؟ في التقرير التالي، نستعرض معكم إجابة هذه الأسئلة، وغيرها من المعلومات والحقائق عن واحد من أسوأ السجون التي عرفها التاريخ في العالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو سجن الباستيل؟
كان سجن الباستيل قلعة تاريخية في باريس، فرنسا، بني بين عامي 1370 و1383 بأمر من شارل الخامس، ملك فرنسا. وكان في الأصل حصنًا للدفاع عن المدينة، يتكون من ثمانية أبراج ضخمة محاطة بجدران سميكة.
مع مرور الوقت، تحول الباستيل إلى سجن للمعارضين السياسيين والمسجونين الدينيين والمحرضين ضد الدولة، حيث يتم احتجاز سجنائه بأوامر مباشرة من الملك، خاصة أثناء عهد لويس الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر.
اشتهر السجن بظروفه القاسية والمعاملة السيئة للسجناء، حيث يحرم السجناء من التواصل مع العالم الخارجي، ويعانون من سوء التغذية والرعاية الصحية. فقد أصبح هذا المكان رمزًا للطغيان والحكم المطلق للملكية الفرنسية.
لذلك، أصبح سجن الباستيل رمزًا للطغيان والقمع الملكي في فرنسا، وشكل مصدرًا للاستياء الشعبي المتزايد ضد النظام الملكي، في عهد أسرة بوربون، التي حكمت فرنسا لآلاف السنين.
سجن الباستيل والثورة الفرنسية
كان من المنطقي أن يصبح هذا السجن هدفا للثوار والمناضلين مع أول حراك ثوري ضد الظلم والاستبداد. وفي أوائل عام 1789، كانت التوترات مرتفعة في فرنسا؛ بسبب حالة اقتصاد البلاد، وخيبة الأمل العامة في السلطة الملكية. من هنا، بدأت المشاعر الثورية تنتشر كالنار في الهشيم.
وفي 14 يوليو، وصل الثوار إلى سجن الباستيل، حيث اقتحموا القلعة بحثًا عن البارود والأسلحة. وبعد معركة قصيرة، تمكنوا من السيطرة على السجن، في حدث يعتبر بمثابة الشرارة الأولى للثورة الفرنسية، حيث تم تدمير السجن وتحويله إلى رمز للتحرر من الحكم الملكي المطلق.
من هنا، يعتبر سجن الباستيل رمزًا هامًا للثورة الفرنسية ونضال الشعب الفرنسي ضد الحكم الملكي المطلق. كما يمثل انتصارًا لقيم الحرية والمساواة والأخوة التي نادت بها الثورة الفرنسية. ويلهم الشعوب المضطهدة حول العالم في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية.
مصير السجن الآن
تم هدم القلعة أو السجن، التي كانت رمزًا للثورة، على يد الثوار بعد فترة وجيزة من الاستيلاء عليها. واليوم، يعرف المكان باسم "ساحة الباستيل"، وهو موقع شهير وسياحي في قلب باريس، حيث يشهد بعض الاحتفالات في "يوم الباستيل".
لكن أكبر الاحتفالات في هذا اليوم تتم في باريس، العاصمة الفرنسية، حيث يقام عرض عسكري على طول شارع الشانزليزيه وحتى ساحة الكونكورد، ويحضره الرئيس وحكومته. كما يجذب الحدث الكثير من الناس للاستمتاع بالعرض والمشاهد المحيطة به.
يتبع العرض بعض الألعاب النارية فوق برج إيفل عند غروب الشمس، ثم يذهب الناس إلى حديقة الشانزليزيه أو ساحة تروكاديرو، ويخيمون على طول ضفاف نهر السين، لضمان أفضل رؤية للألعاب النارية.
معلومات عن سجن الباستيل
كان سجن الباستيل رمزًا للطغيان والظلم في ظل الحكم الملكي المطلق في فرنسا، ثم أصبح بعد ذلك رمزًا للحرية والديمقراطية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز حقائق عن سجن الباستيل، ورحلة تحوله من رمز للظلم إلى رمز للحرية.
. بني سجن الباستيل في البداية كقلعة بين عامي 1370 و1383 بأمر من الملك شارل الخامس.
. كان الهدف الأصلي من بنائه هو حصن للدفاع عن باريس من هجمات الإنجليز خلال حرب المائة عام.
. ضم السجن أربعة أبراج دائرية وثلاثة أبراج مربعة جمعت معا بجدران سميكة.
. تحول سجن الباستيل إلى سجن للمعارضين السياسيين والمسجونين الدينيين والمحرضين ضد الدولة في القرن السادس عشر.
. اشتهر السجن بظروفه القاسية، وسوء معاملة السجناء.
. أصبح سجن الباستيل رمزا للطغيان والظلم في فرنسا.
. في 14 يوليو 1789، هاجم الثوار الفرنسيون السجن وحرروا السجناء.
. يعتبر هذا الحدث نقطة تحول رئيسية في الثورة الفرنسية، ويحتفل به سنويًا كعيد الباستيل.
. بعد اقتحام السجن، تم تدميره في غضون أسبوع.
. تحول موقع السجن إلى ساحة عامة تعرف باسم "ساحة الباستيل".
. أُقيم عمود تمثال الحرية في الساحة عام 1840 لإحياء ذكرى الثورة الفرنسية.
. تراوح عدد السجناء في الباستيل بين 30 و100 سجين على مدار تاريخه.
. ضم السجن العديد من الشخصيات المشهورة، مثل الكاتب فولتير والماركيز دي ساد.
. لم يكن سجن الباستيل أكبر سجن في فرنسا، لكنه كان الأكثر شهرة.
. يعد اقتحام سجن الباستيل أحد أهم الأحداث في تاريخ أوروبا الحديث.
. تحولت ذكرى اقتحام سجن الباستيل إلى عطلة رسمية لتكريم الجمهورية الفرنسية وإحياء ذكرى كل من مهرجان الاتحاد واقتحام الباستيل.
. أصبح هذا اليوم احتفالًا سنويًا منذ عام 1880.
. يقام في هذا اليوم كل عام عرض عسكري على طول شارع الشانزليزيه وحتى ساحة الكونكورد، ويحضره الرئيس وحكومته.
في النهاية، تقدم قصة سجن الباستيل دروسًا قيمة عن مخاطر الظلم والقمع، وأهمية النضال من أجل الحرية والديمقراطية. كما تظهر لنا قوة الشعب عندما يتحد ضد الظلم ويسعى للتغيير.
ولا يزال سجن الباستيل، على الرغم من تدميره، حيًا في ذاكرة الشعب الفرنسي وذاكرة شعوب العالم أجمع، كرمز للثورة ونضال الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية، حيث ألهم ثورات أخرى في جميع أنحاء العالم.