في يوم القهوة العالمي.. ماذا تعرف عن البن الخولاني بالسعودية؟
ألقت وسائل إعلام سعودية الضوء على إنتاج القهوة في المملكة، تزامنا مع الاحتفال بيوم القهوة العالمي.
ونشرت صحيفة "سبق" تقريرا قالت فيه إن القهوة العربية التي تشتهر محليا، وفي منطقة الخليج، والتي باتت تعرف بـ"القهوة السعودية"، يحتفى بها في عدة مناسبات، كمهرجان البن الخولاني، ومهرجان القهوة السعودية، ومعرض القهوة والشكولاتة.
وأوضح التقرير أنه أبرز أنواع القهوة السعودية، "الخولانية" نسبة لشجرة البن الخولاني في جنوب الجزيرة العربية، وتُعد من أهم المحاصيل الزراعية وأجودها في جبال فيفاء، لأن فيفاء في قلب منطقة خولان المشهورة بالبن، وهي من أجود أنواع البن في العالم.
جبال فيفاء
وألقى التقرير الضوء على أبرز مزارعي البن في السعودية، وهو يحيى بن حسين الفيفي، وتصدرت صوره ولقاءاته وسائل الإعلام المختلفة، بل أصبح أيقونة للرجل الجبلي الأصيل، الذي لا زال محافظًا على أشجار البن القديمة، عوضًا عن موروثه القديم من اللبس والعادات.
واستُزرع "البُن" في فيفاء منذ مئات السنين، ويملأ مدرجات فيفاء ليكسوها الاخضرار، ويروي كبار السن أن أقدم شجرة مثمرة في فيفاء هي "البن"، ولما لتلك الشجرة من ارتباط وثيق بفيفاء، فقد كان "البن" سلعة يجلبها الفيفيون قديماً لأسواق المنطقة لبيعها أو استبدالها بسلعٍ أخرى، وهي طريقة تستخدم قديمًا لقلة المال آنذاك، وهو دليل آخر لقدم الشجرة ووفرة محصولها.
وعن لغة الأرقام فقد زرعت في فيفاء حديثًا 35600 شجرة بُن بمبادرة من شركة أرامكو بالتعاون مع جمعية البر الخيرية بفيفاء، وهذه الأرقام من غير أشجار البن المزروعة بجهود ذاتية من المزارعين منذ زمن قبل إطلاق المبادرة، وحتى قبل تأسيس هيئة تطوير فيفاء.
ليس هذا فقط، فجبال فيفاء تحتضن أكبر "مشتل بن" في السعودية، وهو بمقر هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان (تطوير فيفاء سابقًا)، وسوف يكون المشتل الآلي الجديد؛ أكبر مشتل للبن بالشرق الأوسط، وهو تحت التنفيذ، وسوف ينتهي بحلول الربع الأول من العام المقبل، وسينتج 800 ألف شتلة سنوياً.
نبأ مزعج
وقبل أيام، انزعج ملايين من محبي القهوة في منطقتنا العربية بأنباء واردة من البرازيل وفيتنام عن نقص فادح بمحصول البن، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يؤدي إلى شح كبير في المسحوق البني معشوق الملايين، وارتفاع سعره بشكل كبير.
ويُتوقَّع أن تشهد أسعار القهوة حول العالم ارتفاعات جديدة خلال العام الجاري مع تضاؤل الاحتياطات الهائلة لحبوب البُن في فيتنام (ثاني أكبر مُنتِج في العالم)، إلى جانب عدم قدرة البرازيل (المُنتِج الأول عالميًّا) على إنتاج أكثر من 35.7 مليون كيس بُن حتى منتصف العام المقبل مقارنة بـ48.7 مليون كيس قبل عامين.
وتفصيلاً، يُقدِّر التجار العالميون في القهوة أن تنخفض المخزونات للنصف في نهاية شهر سبتمبر مقارنة بالعام السابق؛ ومن المتوقع كذلك انخفاض الإنتاج من فيتنام خلال 2022-2023، وهي أكبر مورد لقهوة الروبوستا، وثاني أكبر مُنتِج للقهوة في العالم بعد البرازيل.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "بلومبرج"، فإن أسعار قهوة الروبوستا ارتفعت بمقدار 17%، وهي القهوة التي تُستخدم بشكل كبير من قِبل صانعي القهوة سريعة التحضير في جميع أنحاء العالم؛ وهو ما يجعل بعض الصانعين يتحولون إلى قهوة أقل تكلفة كـ"أرابيكا" التي تشهد ارتفاعًا في الطلب، الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع أسعارها كذلك.
ويشير تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن الطقس السيئ العام الماضي أضرَّ بشكل كبير بمُزارعي القهوة، ومن المتوقع أن تكون محاصيل حبوب أرابيكا نصف محصول أعوام سابقة؛ ما ينذر بارتفاع أسعارها مع زيادة الطلب على هذا النوع من الحبوب مؤخرًا.
وارتفعت أسعار القهوة لأول مرة العام الماضي بعد سنوات عدة من التسعير المستمر، مثل العديد من الصناعات. وتضررت القهوة أيضًا بسلسلة التوريد وغيرها من القضايا المتعلقة بوباء كورونا.
وقالت منظمة البُن الدولية إن الاستهلاك العالمي سيتجاوز الإنتاج، ومن المقرر أن ترتفع أسعار القهوة مجددًا.