فيجانيلا.. قصة قرية تستخدم مرآة عملاقة للحصول على ضوء الشمس
بلغت تكلفة المرآة 100 ألف يورو ويبلغ عرضها ثمانية أمتار وارتفاعها خمسة أمتار
الحاجة أم الاختراع. جملة تلخص تاريخًا طويلاً من الاكتشافات التي توصل إليها الإنسان، والتي بدأت أفكارها من واقع حاجتنا إليها. لذلك، ليس غريبًا أن تسمع عن قرية لا تزورها الشمس طوال فصل الشتاء، ابتكرت طريقتها الخاصة للحصول على الدفء والأشعة.
في التقرير التالي، نستعرض معكم قصة هذه القرية الصغيرة، وما هو ابتكارها الذي مكنها من الحصول على أشعة الشمس طوال فصل الشتاء الذي تحرم فيه منها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة قرية فيجانيلا
تقع قرية فيجانيلا الصغيرة في شمال إيطاليا، في وادي ضيق تحيطه جبال شاهقة. قد تبدو قرية عادية، لكنها تتميز بظاهرة فريدة، وهي غياب أشعة الشمس لمدة ثلاثة أشهر كل شتاء.
تقع فيجانيلا في موقع جغرافي فريد يجعلها محاصرة بظل الجبال خلال فصل الشتاء. من نوفمبر إلى فبراير، لا تشرق الشمس على القرية، مما يخلق بيئة قاتمة وباردة تؤثر على حياة السكان.
لم يستسلم سكان فيجانيلا لهذا الواقع. في عام 1999، وتبنى العمدة فرانكو ميدالي حلاً مبتكرًا، اقترحه في البداية المهندس المعماري المحلي جياكومو بونزاني، عبارة عن مرآة عملاقة. وبالفعل، تم بناء مرآة مقعرة ضخمة على منحدر الجبل فوق القرية. تعمل هذه المرآة كعاكس يتتبع مسار الشمس عبر السماء ويعيد انعكاسها إلى ساحة القرية.
بلغت تكلفة المرآة 100 ألف يورو. ويبلغ عرضها ثمانية أمتار وارتفاعها خمسة أمتار، حيث تم وضعها على منحدر مقابل للجبل على ارتفاع 1100 متر.
تعمل هذه المرآة بالكمبيوتر، منذ تركيبها عام 2006، حيث استغرق إعداد المشروع 6 سنوات تقريبا. وتقوم المرآة العملاقة بتتبع مسار الشمس، مما يعكس ضوء الشمس على ساحة القرية يوميًا، حيث تضيء مساحة 300 ياردة مربعة لمدة ست ساعات على الأقل يوميًا، مما يجلب الدفء الذي تحتاج إليه إلى القرية خلال أبرد فصل من العام.
لم يخفف هذا الابتكار ظلام الشتاء فحسب، بل عزز أيضًا معنويات المجتمع وجذب السياح. كما ألهم نجاح مشروع قرية فيجانيلا مشاريع مماثلة في جميع أنحاء العالم، حيث أظهر قوة الإبداع البشري للتغلب على تحديات الطبيعة وتحسين نوعية الحياة.
نتائج مبهرة
نجح مشروع المرآة بشكل باهر، ليس فقط في الحصول على أشعة الشمس التي كانت قرية فيجانيلا محرومة منها، ولكن على مستويات أخرى نستعرض بعضها في السطور التالية:
عودة الضوء
تضيء المرآة ساحة القرية بأشعة الشمس خلال فصل الشتاء، مما يُنعش الحياة في القرية ويحسن من معنويات السكان.
نشاط اقتصادي
جذبت المرآة انتباه السياح من جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى ازدهار النشاط الاقتصادي في القرية.
رمز للأمل
أصبحت فيجانيلا رمزًا للأمل والإبداع، تُظهر قدرة الإنسان على التغلب على التحديات باستخدام حلول مبتكرة.
معلومات عن قرية فيجانيلا
. تقع قرية فيجانيلا الإيطالية الصغيرة في قاع واد عميق في وادي أنترونا بالقرب من الحدود السويسرية.
. عدد السكان: 163 نسمة وفقا لإحصائية أجريت عام 2016.
. الارتفاع 1012 مترًا فوق سطح البحر.
. تختفي الشمس خلف الجبال شديدة الانحدار من 11 نوفمبر حتى 2 فبراير.
. ابتكرت القرية طريقة لمحاربة الظلام الذي يسود خلال أشهر الشتاء عن طريق مرآة عملاقة.
. اقترح الفكرة في البداية المهندس المعماري المحلي جياكومو بونزاني، وتبناها عمدة القرية آنذاك، بييرفرانكو ميدالي.
. بدأت المرآة عملها عام 2006.
. بلغت تكلفتها 100 ألف يورو.
. تم تركيب المرآة، التي يبلغ عرضها ثمانية أمتار وارتفاعها خمسة أمتار، على المنحدر المقابل للجبل على ارتفاع 1100 متر.
. يتم تشغيل هذه المرآة بواسطة الكمبيوتر وتتبع مسار الشمس طوال اليوم.
. تعكس ضوء الشمس على ساحة القرية على بعد نصف ميل، حيث تضيء مساحة 300 ياردة مربعة لمدة ست ساعات على الأقل يوميًا، مما يجلب الدفء الذي تحتاج إليه إلى القرية خلال أبرد فصل من العام.
. أصبحت المرآة مصدر فخر وجذب سياحي، حيث لفتت انتباه العالم أجمع.
. لاحظ القرويون تغيرا في سلوكهم ومزاجهم، حيث أصبحت الساحة مضيئة خلال فصول الشتاء الخالية من الشمس.
تأثير ثقافي
ألهمت قصة قرية فيجانيلا مشاريع مماثلة في أماكن أخرى من العالم، مثل قرية Guatape في كولومبيا. وبينما يتطلع العالم نحو طرق مستدامة ومبتكرة لتحسين الظروف المعيشية، تبرز قرية فيجانيلا كمثال ساطع لما يمكن تحقيقه.
في النهاية، تظهر قصة فيجانيلا قدرة الإنسان على التكيف مع البيئة المحيطة من خلال الإبداع والابتكار. وتعد القرية رمزًا للأمل والإصرار، تلهمنا جميعًا لمواجهة التحديات في حياتنا بحلول مبتكرة.