فيروس الميتانيمو البشري.. خطر جديد في الصين يصيب جهاز التنفس
أفادت تقارير بانتشار فيروس في أجزاء من الصين يُعرف باسم الميتانيمو البشري "HMPV"، وهو ما أثار اهتماما دوليا واسعا.
ويعود اكتشاف الفيروس إلى عام 2001 عندما تم التعرف عليه لأول مرة من طرف مجموعة بحثية في هولندا، مع ترجيحات بأنه انتشر بين البشر قبل ذلك بسنوات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أنباء تقشي المرض الحالي، بعد إعلان الإدارة الوطنية الصينية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تزامنت مع اختبار بروتوكول جديد للإبلاغ عن حالات الالتهاب الرئوي.
وفي مؤتمر صحفي نقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية، أكد مسؤولو الصحة أن عدة إصابات شائعة كانت مُنتشرة داخل الصين خلال الأشهر الباردة، وأصدروا تحذيرات بشأن الاعتماد على الأدوية المضادة للفيروسات لمعالجة تلك الأمراض.
ما هو الوضع الحالي للفيروس؟
تشهد الصين حاليا تفشيا لفيروس تنفسي يعرف باسم الميتانيمو البشري "HMPV". ويصيب الفيروس الجهاز التنفسي ويُعتقد أنه انتشر بين البشر منذ مئات السنين.
وفي الأسابيع الأخيرة الماضية، تم الإبلاغ عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بهذا الفيروس، لا سيما بين الشباب في المناطق الشمالية من الصين. فضلا عن ذلك، ارتفعت حالات فيروسات الأنف، وهي السبب الرئيسي لنزلات البرد الشائعة.
أما على الجانب الآخر من الحدود، فقد أكدت وزارة الصحة الهندية تسجيل حاليتن من فيروس الميتانيمو البشري "HMPV" في ولاية كارناتاكا. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الفيروس مُتوطن في جميع أنحاء العالم، مضيفة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي "ارتفاع غير معتاد" في حالات الإنفلونزا أو الأمراض التنفسية الحادة داخل البلاد.
كما خفف علماء الأوبئة في أماكن أخرى من التصريحات حول احتمال حدوث طارئ صحي كبير.
وفي هذا الشأن، قالت جاكلين ستيفنز عالمة الأوبئة في جامعة فليندرز في أستراليا:"من المحتمل أن يكون الانتشار المتزايد نتيجة الزيادة الموسمية الطبيعية التي نشهدها في فصل الشتاء". وأضافت:"كما أن الانتشار المرتفع بين الأطفال يعكس ما نعرفه عن هذا الفيروس. إنه سبب شائع لأمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال".
في المقابل، أوضحت جيل كار عالمة الفيروسات في جامعة فليندرز أيضا أن تفشي هذا الفيروس في الصين يختلف تماما عن جائحة فيروس كورونا، حيث كان هذا الأخير جديدا تماما على البشر، لوم تكن هناك مناعة وقائية.
مماثل لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)
ينتمي فيروس الميتانيمو البشري "HMPV" إلى نفس العائلة الفيروسية، التي ينتمي إليها فيروس الجهاز التنفسي المخلوي "RSV"، والذي يُسبب أيضا التهابات قصيرة الأمد.
ومثل فيروس المخلوي التنفسي "RSV"، يُعد فيروس الميتانيمو البشري "HMPV" عدوى موسمية تحدث في الأشهر الباردة، وقد يصل إلى مستويات وبائية عندما يتم تسجيل معدل إصابة مرتفع في فترة زمنية معينة.
وحتى اكتشاف مجموعة بحثية بقيادة هولندا لفيروس الميتانيمو البشري "HMPV" في 28 طفلا هولنديا، كانت الحالات تُشخص خطأ على أنها مصابة بفيروس المخلوي التنفسي "RSV"، وذلك بسبب الأعراض المُتشابهة بين الفيروسين.
وفي تصريح خص به "دويتشه فيله" قال ألبرت أوسترهاوس، الذي قاد تلك الدراسة الأولى كعضو في قسم الفيروسات في جامعة "إيراسموس" الطبية في روتردام :"ما اكتشفناه هو أن جميع الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم حوالي 5 سنوات كان لديهم أجسام مضادة ضد هذا الفيروس (الميتانيمو البشري "HMPV" )".
ومنذ ذلك الحين، حدد ألبرت أوسترهاوس (يعمل الآن كعالم فيروسات في جامعة هانوفر الألمانية) أن فيروس الميتانيمو البشري "HMPV" أن الفيروس انتشر بين البشر منذ مئات السنين.
وعلى عكس فيروس كورونا والإنفلونزا، يبدو أن فيروس الميتانيمو البشري "HMPV" مستقر نسبيا، مما يعني أن الطفرات أقل تكرارا وأن العدوى قد تحدث مرة أخرى بمرور الوقت مع انخفاض المناعة.
أعراض فيروس الميتانيمو البشري
ويُسبب هذا الفيروس التهابات في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مع أعراض مشابهة لأعراض فيروس الجهاز التنفسي المخلوي.
وتشمل الأعراض السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وهي أعراض غالبا ما تسببها فيروسات أخرى أيضا. في الحالات الخفيفة، قد يكون من الصعب تشخيص الإصابة بسبب التشابه مع أمراض أخرى. كما قد تؤدي الحالات الشديدة إلى التهاب رئوي أو التهاب الشعب الهوائية.
ومثل الأمراض التنفسية الأخرى، يُعد فيروس الميتانيمو البشري "HMPV" مُعديا. ويحدث الانتقال من خلال التعرض للقطرات المحمولة جوا، والتي يتم طردها عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب.
وأيضا، من خلال ملامسة الأسطح الملوثة، بما في ذلك عن طريق الاتصال الجسدي باليدين أو الجلد. ورغم أن أي شخص يمكن أن يصاب بهذا الفيروس، بيد أن الأطفال الصغار وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
هل يوجد علاج أو لقاح لهذا الفيروس؟
وحاليا، لا يوجد أي علاج أو لقاح لفيروس. وتتضمن التدابير الوقائية الحفاظ على نظافة اليدين، وتجنب التعرض للأشخاص المصابين، واتباع تدابير مثل ارتداء الكمامات.
ويتم حاليا تطوير لقاح مناسب. و قال ألبرت أوسترهاوس قد يُحدث "ثورة" في مجال لقاحات فيروس الجهاز التنفسي المخلوي.
وأضاف:"نحن نعرف كيفية صنعها في هذه الأيام، ولذلك يتم استخدامها لدى كبار السن، والنساء الحوامل، ويجري تجربتها أيضا للأطفال الرضع".
وعن فيروس الميتانيمو البشري "HMPV"، قال ألبرت أوسترهاوس :"من حيث المبدأ، بما أن الفيروس مشابه جدا لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي، فإنني أتوقع أن الشركات التي تعمل على تطوير لقاح لفيروس الجهاز التنفسي أن تتجه أيضا لتطوير لقاج لفيروس الميتانيمو البشري".
وتوقع المتحدث ذاته أن يكون اللقاح جاهزا في "السنوات القادمة".
أعده للعربية: ر.م