قرية في مصر سكانها من النساء فقط ويمنع الرجال من دخولها.. ما قصتها؟
أعادت وسائل إعلام مصرية وعربية، ومستخدمون لمواقع التواصل الحديث عن قرية في جنوبي البلاد كل سكانها من النساء، ويمنع الرجال من دخولها، ويتم طرد أية امرأة تتزوج منها.
القصة بدأت بتصريحات إعلامية لمحافظ أسوان، اللواء أشرف عطية، كشف خلالها عن صدور توجيهات من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإعطاء مزيد من الاهتمام بالقرية في إطار سياسات الدولة لتمكين المرأة ورعايتها، لاسيما المرأة المعيلة والتي مات عنها زوجها أو طلقها أو تركها، وكذلك التي لم تتزوج لكنها مسؤولة عن إعالة أسرتها.
قرية السماحة تابعة لمحافظة أسوان، بأقصى صعيد مصر، وتبعد نحو 120 كم عن مدينة أسوان، وتم خصيصها بالكامل لـ 313 أسرة للمرأة المعيلة من المطلقات والأرامل لتضم حالياً أكثر من ألفي سيدة وفتاة.
ووفقا لما هو منشور على لسان المراقب العام الحكومي للقرية حمدي الكاشف، فإنه تم إنشاؤها عام 1998 عندما اتخذت وزارة الزراعة قرارا بتخصيص قريتين جديدتين للسيدات المطلقات والأرامل فقط، مضيفا أنه يعيش في القرية 303 أسر من النساء وأولادهن فقط، دون الرجال، ويتم منح كل سيدة منهن منزلا وقطعة أرض مساحتها 6 أفدنة.
وأكد الكاشف أن مساحة الأراضي الزراعية بالقرية تبلغ 1818 فدانا، ويتم تقديم الكثير من المساعدات لسيدات قرية السماحة من خلال القائمين على المشروع أو المنظمات الدولية المانحة، حيث يتم توفير أثاث ومفروشات وأدوات زراعية ومستلزمات الزراعة لهن، ومنحهن قروضا قصيرة الأجل يتم تسديدها بعد مرور عام واحد، وأيضاً قروض لتربية الحيوانات يتم تسديد قيمتها خلال 3 سنوات.
وذكر الكاشف أن منازل القرية مكونة من طابق واحد، وقامت الحكومة بدعم هذه المنازل ماليا، حيث تسدد السيدة الأقساط مقابل الانتفاع بها، مؤكدا أنه في حال ثبوت زواج أي سيدة منهن يتم سحب الأرض والمنزل منها، لأنها أخلت بشروط الانتفاع والإقامة بالقرية.
وقال المسؤول المصري إن المشروع يتيح للسيدات زراعة العديد من المحاصيل باستثناء قصب السكر، وفي حالة مخالفة هذا الأمر تحرم السيدة من صرف سماد زراعي لها.
وأضاف أن المشروع يهدف إلى الحفاظ على مستقبل أبناء الأسر التي فقدت عائلتها وأصبحت أمهاتهم هي المعيلة الوحيدة لهم، وتمكينها من توفير مصدر رزق لها ولأولادها، وفي حالة وصول أبناء أي سيدة من الذكور لسن الزواج وزواجه بالفعل يتم إخراجه من القرية.
ونقل موقع "صدى البلد" المحلي عن سناء عبد الستار، إحدى النساء بالقرية، قولها إن معظم ساكنات القرية تستيقظن مبكرا ثم توقظن أبناءهن للذهاب إلى المدرسة بعد إعداد الإفطار لهم، في حين تشد الأم أدواتها إلى الأرض الزراعية المخصصة لها، والجميع يعمل في مجتمع زراعي يزرع ويحصد.
وأضافت أن السيدات في قرية السماحة مضى على إقامتهن في هذا المجتمع سنوات اعتادت خلالها أن تعتمد على نفسها في إدارة الشؤون المعيشية، فهي تحرث الأرض وتربى الماشية والطيور المنزلية وتأكل من منتجات الألبان وتصنع الخبز البلدي دون الاعتماد على زوج لها، ولكن لا مانع من مساعدة الأبناء، خاصة في فترة الإجازات المدرسية.
وقد أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بأنه يتم تنمية قرية السماحة في إطار جهود المحافظة لتعزيز وتمكين المرأة فى كافة المجالات الحياتية ضمن أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030 كلف رئيس وحدة السكان بالمحافظة بزيارة ميدانية لقرية السماحة.
وأشار المحافظ إلى أنه يتم تقديم كافة أوجه الدعم لهذه السيدات بالتزامن مع توفير الخدمات والمرافق العامة المتنوعة ضمن مشروعات مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي " حياة كريمة " لتوفير مختلف أوجه الدعم للمرأة المعيلة داخل هذه القرية من خلال تقديم جميع الخدمات سواء كانت صحية أو اجتماعية أو تثقيفية في ظل دورها الفعال لخدمة مجتمعها.