قرية يابانية محرومة من الأطفال: هكذا تغلبت على شيخوختها
تسببت ظروف القرية الصعبة في هجرة الشباب بحثاً عن العمل فلم يعد فيها سوى الذين يتجاوزون الـ65 عاماً
قد لا نشعر في منطقتنا العربية التي تمتلئ بالشباب والأطفال، بحجم المعاناة التي تعيشها هذه القرية اليابانية المحرومة من وجود الأطفال، إذ ولد آخر طفل فيها منذ 18 عاماً تقريباً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يعيش في قرية ناجورو التي تطل على نهر في جزيرة شيكوكو اليابانية نحو 20 شخصاً فقط، جميعهم من البالغين. وأغلقت المدرسة الابتدائية في القرية أبوابها في عام 2012 بعد إنهاء آخر طالبين فيها الصف السادس.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عادت المدرسة الابتدائية إلى الحياة مرة أخرى في أحد أيام فصل الخريف، لكنها لم تفتح أبوابها أمام الأطفال بل الدمى.
ففي حيلة للتغلب على فكرة غياب الأطفال، استعاضت تسوكيمي أيانو، السيدة ذات الـ70 عاماً وهي وأصدقاؤها، عن غياب الأطفال بالدمى، فصنعوا نحو 350 دمية في حجم الأطفال العاديين ووزعوا 40 منها على أرض المدرسة من أجل بث الروح فيها، هذا بالإضافة إلى تخصيص مهرجان سنوي للدمى يقام منذ 7 سنوات وحتى الآن.
وتصنع أيانو دمى الأطفال والبالغين من الخشب والأطر السلكية وتحشوها بالصحف القديمة وتلبسها ملابس قديمة تم التبرع بها من مناطق مختلفة في اليابان، في محاولة لمحاكاة الحياة الطبيعية التي كانت تسري في القرية يوماً ما.
تقول أيانو: لم نعد نرى أطفالاً هنا. أتمنى أن يوجد مزيد من الصغار لأن هذا سيجلب الفرح، لذلك صنعت دمي الأطفال.
وتضيف: هنا في القرية لا توجد فرص عمل للشباب ولا يمكنهم تولي مسؤولية أسرة وكسب قوت يومهم.
بشكل عام، يعاني الشعب الياباني من الشيخوخة وتقلص عدد السكان، ويمكنك أن تشعر بهذا الأمر بشكل أكثر حدة في المناطق الريفية؛ نظراً لانخفاض معدل المواليد بسبب قلة فرص العمل وأسلوب الحياة غير الملائم.
وتعد جزيرة شيكوكو هي الأصغر والأقل سكاناً بين جزر اليابان الرئيسية الأربع. وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت المنطقة تغذيها الغابات وبناء الطرق والسدود لمحطات الطاقة الكهرومائية.
واضطر العديد من الأشخاص إلى مغادرة القرية بعد بناء السدود بسبب قلة المياه وصعوبة الوصول إلى المرافق مثل السوق والمستشفى، إذ يتطلب الوصول إليهما ساعة ونصف قيادة بالسيارة عبر طرق منحدرة وطقس عاصف.
وعلى الرغم من الإعانات التي تقدمها السلطات لرعاية الأطفال والفواتير الطبية المخفضة والدعم السكني، تظل المنطقة عاجزة عن جذب سكان جدد أو إغراء البالغين الذين رحلوا عنها من أجل العودة، حتى بات 40% من المتبقين فيها أكبر من 65 عاما.
ويظهر الأطفال الحقيقيون في القرية كل فترة حين يحضرون مع آبائهم المهاجرين لزيارة أجدادهم في القرية.
وتنظم أيانو حالياً دورات تدريبية على تصنيع الدمى لزوار قريتها داخل الاستوديو الخاص بها في حضانة مدرسة القرية.
وتجاوز نجاح أيانو حدود قريتها، حتى أنها بدأت في تلقي طلبات خاصة من أنحاء اليابان آخرها من طبيب توفت زوجته بمرض السرطان، طلب منها تصنيع دميتين لزوجته ليضع واحدة في غرفة النوم وأخرى في غرفة المعيشة.
ليس هذا فقط، فالزوار والمسافرون يأتون خصيصاً إلى القرية لمشاهدة هذه الظاهرة الغريبة والتقاط صور مع الدمى البشرية.
This browser does not support the video element.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا