قصائد تميم البرغوثي عن الحب مكتوبة كاملة
قصيدة قل للصبية تُحييني وتُرديني
قصيدة مررنا على دار الحبيب فردنا
تميم البرغوثي هو شاعر فلسطيني حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية وينتمي لعائلة متميزة في تاريخ الشعر والأدب: والده هو الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ووالدته الروائية المصرية رضوى عاشور. وفي هذا المقال نستعرض أجمل قصائد تميم البرغوثي عن الحب مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة كم أظهر العشق من سر
من أجمل قصائد تميم البرغوثي عن الحب، هي قصيدة كم أظهر العشق من سر، وتقول:
كم أظهرَ العشقُ من سرٍ وكم كتَما وكم أماتَ وأحيا قبلنا أُمَما
قالت غلبتُكَ يا هذا ، فقلتُ لها لم تغلبيني ولكنْ زِدتِني كرما
بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ، من عادَ مُنتَصراً من مثلها انهزما !
ما كنت أتركُ ثأري قطُّ قبلَهمْ، لكنّهم دخلُوا من حُسنِهِم حَرَما
يقسو الحبيبانِ قدْرَ الحبِّ بينهما، حتى لَتَحْسَبُ بينَ العاشِقَيْنِ دما
ويرجعانِ إلى خمرٍ مُعَتقةٍ، من المحبةِ تَنفي الشكَّ والتُهَما
جديلئٌ طرفاها العاشقانِ فما تراهُما افترقا .. إلا ليلتَحِما
في ضمةٍ تُرجعُ الدنيا لسنَّتِها كالبحرِ من بعدِ موسى عادَ والْتأَما
قد أصبحا الأصل مما يشبهان فَقُل هما كذلكَ حقاً ، لا كأنَّهُما
فكلُّ شيءٍ جميلٍ بتَّ تُبصِرُهُ أو كنتَ تسمعُ عنهُ قبلها، فَهُما
هذا الجمالُ الذي مهما قسا، رَحِما هذا الجمال الذي يستأنسُ الألما
دمي فداءٌ لطَيفٍ جادَ في حُلُمٍ، بقُبْلَتَيْنِ فلا أعطى ولا حرَما
إنَّ الهوى لجديرٌ بالفداءِ وإن كان الحبيبُ خيالاً مرَّ أو حُلُما
أو صورةٌ صاغَها أجدادُنا القُدَما، بلا سَقامٍ فصاروا بالهوى سُقَماً
الخَصْرُ وهمٌ تكادُ العينُ تخطئُهُ، وجوده بابُ شكٍ بعدما حُسِما
والشَّعرُ أطولُ مِن ليلي إذا هجرت والوجْهُ أجملُ من حظي إذا ابتسما
في حُسنها شبقٌ غضبانُ قَيَّدَهُ حياؤُها فإذا ما أفلتَ انتقما
أكرِمْ بهم ُعُصبةً هاموا بما وَهِمُوا وأكرمُ الناسِ من يحيا بما وَهِما
والحبٌ طفلٌ متى تحكمْ عليهِ يَقُلْ، ظلمتَنِي ومتى حكَّمْتَه ظلما
إن لم تُطِعْهُ بكى وإن أطعتَ بغى فلا يُريحُكَ محكوماً ولا حَكما
مُذ قلتُ دعْ ليَ روحي ظلَّ يطلُبُها، فقلتُ هاكَ اسْتَلِمْ روحي، فما اسْتلما
وإنَّ بي وجَعاً شبهتُهُ بصدىً، إنْ رنَّ رانَ ، وعشبٍ حينَ نمَّ نما
كأنني علَمٌ لا ريحَ تَنْشُرُهُ، أو ريحُ أخبارِِ نصرٍ لم تَجِدْ عَلما
يا منْ حَسَدْتُم صبِياً بالهوى فَرِحاً، رِفقاً به ، فَهُوَ مقتولٌ وما علما
قصيدة قل للصبية تُحييني وتُرديني
قصيدة قل للصبية تحييني وترديني، هي واحدة أيضاً من أفضل قصائد تميم البرغوثي عن الحب، وتقول:
قل للصبية تُحييني وتُرديني لم يبق مني سوى ما ليس يبقيني
يا ظبيةً في قديم الشعر ما برحت تُبكي الكريم بمنهلٍ ومكنون
رأيتُها وأنا في الحق لم أرها لكنه طربٌ للشعر يعروني
تُحيل كل فتىً مرَّت بخاطره وكل بنتٍ إلى ليلى ومجنون
تُميل من قدها ما قد تُميل به أئمةَ الناسِ من دينٍ إلى دين
ولو رأى وجهها القديسُ قال لنا لا بأس بالذنبِ بين الحين والحين
ويدخل النارَ فيها أمةٌ طمعوا من حسنها في جنان الحور والعين
قد يُنقصُ الحسن قدراً مَن تَيَقنه ولا كحسنٍ بظهرِ الغيبِ مظنونِ
وأعرفُ الحسن لكن لا أُعَرِّفُه يبدو لعيني ولا يبدو لتعييني
روحي بقايا سماءٍ أُسكِنت جسداً ولم تزل للسماء الروح تدعوني
إن لم أطر حسبتني لم أطر كسلاً واستنجدت بعباد الله تشكوني
فإن أحسَّت بأُخرى مثلها خفقت طَرقُ المساجينِ أبواب الزنازينِ
هي الأسيرُ رأى في البُعدِ أُسرته فصاح لا ترجعوا للدارِ من دوني
والروحُ تسعى وراء الروحِ تؤنسها من غربة الدارِ بين الماءِ والطينِ
قصيدة مررنا على دار الحبيب فردنا
ومن أفضل قصائد تميم البرغوثي عن الحب، هي قصيدة مررنا على دار الحبيب وتقول:
مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها فَقُلْتُ لنفسي رُبما
هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ
من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ، قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ
لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ
طُولَ اليَومْ في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم
وتبصرُ غيرَهم ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ
عن وجهِ المدينةِ يا بني حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها فًارفق
بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ والقدس تعرف نفسها
فأسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ فكلُّ شيء في المدينةِ ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ
يُبينْ في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من
الإنجيلِ والقرآنْ في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ، فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ
قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ، تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت
على أقمارِها الأزمانْ في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ ونوافذٌ
تعلو المساجدَ والكنائس، أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ، وَهْوَ يقول:
"لا بل هكذا"، فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"، حتى إذا طال الخلافُ تقاسما فالصبحُ حُرٌّ
خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ إن أرادَ دخولَها فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ في القدس
مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ، باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهان لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ
أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى، فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ
بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ
عطارٍ بخانِ الزيتْ واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز
المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم" وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ، كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ
نَصَّ قصيدَةٍ يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ
تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها الكل مرُّوا من هُنا فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا أُمرر بها
واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ، فيها كلُّ من
وطئَ الثَّرى أرأيتها ضاقت علينا وحدنا يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا يا شيخُ فلتُعِدِ
الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ
مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها والقدس صارت خلفنا والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ تَغَيَّرَتْ
ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ قالت لي
وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟ أَجُنِنْتْ؟ لا تبكِ عينُكَ
أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ في القدسِ
من في القدسِ لكنْ لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ
قصيدة ياسمين التي من حلب
واحدة أيضاً من أجمل قصائد تميم البرغوثي عن الحب، هي قصيدة ياسمين التي من حلب، وتقول:
أَيَا يَاسَمِينُ التي مِنْ حلَبْ وَأَهْلُكِ تركٌ وَأَهْلِي عَرَبْ وما بيْنَنَا رغمَ ما بيْنَنَا
سُيوفٌ تُسل ونارٌ تُشبْ لِعَيْنَيْكِ سَامَحْتُ هَذَا الزَّمَانَ وَكُنْتُ عَلَيْهِ طَوِيلَ العَتَبْ
جمالٌ يُبطِّئ مرّ الرياح ويرجعُ بالنهْرِ قبلَ المصبْ غَرِيبٌ عَلَى الدَّهْرِ حسنك هذا
فُديتِ ولا حُسْنَ إلا اْغْتَرَبْ، وَمَا عَادَةٌ للبَخِيلِ العَطَاءُ وَلا عَادَةٌ للكَرِيمِ الطَّلَبْ
وَلا الحُرُّ عَادَتُه أَنْ يَهَابَ وَلا النَّذْلُ عَادَتُهُ أَنْ يَهَبْ وَقَدْ يَحْدُثُ الحُبُّ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ
كَمَا اْتَّزَنَتْ للنَّبِيِّ الخُطَبْ وَخَيْرُ الهَوَى مَا يَكُونُ اتِّفَاقاً بِلا نِيَّةٍ سَبَقَتْ أَوْ سَبَبْ
وَشَتَّانَ مَاءُ الغُيُومِ الفُجَاءُ وَمَاءٌ يُجَاءُ بِهِ فِي القِرَبْ لِعَيْنَيْكِ فِي الخَلْقِ مُلْكٌ إِذَا ما
رَآهُ الرَّشِيدُ اْعْتَرَتْهُ الرِّيَبْ وَشَعْرُكِ لَيْلُ اْمْرِئِ القَيْسِ لَكِنْ بِغَيْرِ الهُمُومِ اْرْتَخَى وَاْنْسَكَبْ
وَيَا يَاسَمِينُ خُلِقْتُ خَجُولاً سِوَى فِي اْثْنَتَينِ الهَوَى والغَضَبْ وَلَمْ أَكْتُبِ الشِّعْرَ فِيكِ وَلكِنْ
أَحَبَّكِ مِنْ نَفْسِهِ فَانْكَتَبْ
قصيدة لا حر إن لم يكن بالحب مرتهنا
لا حُر إن لم يكن بالحُب مرتَهَنا يحرِمُه وسنُ المحبوبةِ الوَسنا
حتى انا وأنا ومن للكمال دنا فداً لجيران دربِ الأكرمين أنا
من ذاكرٍ ما جرى فيهِ ومن ساهي علَّقت روحيَ بنداً في أسنتِهِم
لا تبدأُ الحربُ إلا وقتَ هُدنتِهم جازاهمُ الله خيراً عن مُعَنَّتِهِمْ
هُمُ الذين دَهَتني رُؤيةُ ابنَتِهِم فكان سعداً على المَدْهِيِّ والدَّاهِي
يا محنةَ الغِيد بل يا حَلَّ مِحنَتِها سِهَامُكُم صَائباتٌ في أكِنَّتِها
الظبيُ يأخذُ عنها بعضَ سُنَّتِها غيمٌ على الشمس أو دمعٌ بوجنتِها
أحلى اجتماعٍ لنيرانٍ وأَمْوَاهِ كم أوقع العشقُ قلباً في وَقِيْعَتِهِ
بِرَخْصَةِ الخصرِ إنْ ماست رَفِيْعَتِهِ مكشوفةَ المَقتَلِ البادي منِيعَتِهِ
الذنبُ ذنبُ الهوى لا ذنبَ شِيعَتِهِ له الإمامةُ فَهْوَ الآمرُ النَّاهِي
يضيِّعُ الصلواتِ الخمسَ أبرَكُهُم ويلزَمُ الرُّكنَ والمِحرابَ مُشرِكُهُم
حتى إذا قيلَ قد فاتوه يُدركهم مِن فوقِ رُقعةِ شَطرنجٍ يُحرِّكُهم
في السُّودِ والبيضِ لاهٍ ليس باللَّاِهي شيخٌ وما هو من جِنٍ ولا بَشَرِ
يلهو وعيناهُ بينَ النّوم والسّهَرِ يبدو كشخصينِ مهزومٍ ومُنتصِرِ
لكنهُ يتعامَى وهْوَ ذو بصرِ فلا يفرِّقُ بين الرُّخِّ والشَّاهِ
حَذارِي يا صاحِبي إنَّ الهوى شَرَكُ لم ينج مِن يدِهِ عَبدٌ ولا مَلِكُ
أهلُ العِراقِ شُموسٌ مالهُم فَلَكُ هُم غيَّرُوني تماماً منذُ أَن تَرَكوا
وأسكنوا في مَرايا البيتِ أشْبَاهِي وكلُّ شيءٍ لنيرانِ الهَوى حَطبُ
لم يغلِبِ الحُبَّ لا رُومٌ ولا عَربُ هُم غَلَبوني تَماما عندما أنْغَلَبُوا
وهم سَقَونِي مِنَ الهِجرانِ ما شَرِبُوا والسُّمُّ أولُ مَن يَسقِى بهِ الطَّاهِي
قُل لِلأَحبةِ في بغدادَ لا بَعُدُوا والدَّهرُ طَاغِيةٌ في رأيهِ فَنَدُ
أمَّا أنا فأنا باقٍ كما عَهِدُوا واللهِ لو فَتَّشُوا قَلبي لَمَا وَجَدوا
فيهِ سِوى حُبِّهِم واللهِ، واللهِ
قصيدة ذق خمرة الحانيات لا الحان
وآخر قصائد تميم البرغوثي عن الحب، والتي نذكر أبياتها أدناه هي قصيدة ذق خمرة الحانيات لا الحان، وتقول:
ذق خمرة الحانيات لا الحان دنانها بسمة وعينان يبقى إلى يوم الدين شاربها
في سكرة وهو غير سكران يمنى ويسرى، رجلاه في جدل أو قل هما في الشعار سيفان
إذا رأى الجمع ظنه رجلاً والشخص في ناظريه شخصان ورثت عن أجدادي ترحلهم
اصنع حيث ارتحلت أوطاني عناقنا رقعة محررة حدودها الصدر والذراعان
لو وضعت كفها على كتفي ينبت من تحتها جناحان تطيل عمري بقبلة عرضت
فجاءت، من رَوح ورَيحان فلست أدري من طول قبلتنا أمر يوم أم مر يومان
والقبلة الحق لا يبين بها أي الحبيبين قبل الثاني كالريح في الريح لا تميزها
لا بخطوط ولا بألوان فاعرف إذا بان من يقبل من أنهما واحدان لا اثنان
لا خير في قبلة محايدة لا بعلي ولا بعثمان مرت بخديك من هنا وهنا
مدة ما سلم الغريبان بل قبلة تغمض العيون لها تحسب إلفيها يستجمان
حزامها ساعدي يشب بها وكعبها فوق الأرض شبران ثم انضغطنا كأننا ورق
الكتاب حيث التقى الغلافان وصدرها في صدري قد امتزجا وذاب ما بيننا القميصان
من ذاق هذا فلا شكا أبدا جور ملوك وضيق بلدان لم يظلم الدهر من أتيح له
هذا الهوى من إنس ومن جان دع الهوى يحيي أو يميت ولا فرق، فهذا وذا مريحان
شيئا فشيئا يُفنى الفتى فإذا لم يُبق شيئاً تخلد الفاني كأنه استشهاد بدون دم
في خير حرب وخير ميدان كم مؤمن طول العشق كفره وكم هدى كافراً لإيمان
وكم تحدى الملوك مبتسماً يقول سلطانكم وسلطاني فأي مُلك فاق الهوى سعة
أمُلكُ داود أم سليمان أخوض بالعشاق الحروب ولا بكل شاكي السلاح غضبان
فكلهم قتلى يا أخي ونجوا وإنه لا يكون قتلان