قصائد فدوى طوقان.. أجمل ما كتبت صاحبة لقب "شاعرة فلسطين"

  • تاريخ النشر: السبت، 16 مارس 2024
مقالات ذات صلة
أجمل قصائد أبو الأسود الدؤلي مكتوبة.. صاحب لقب ملك النحو
أجمل قصائد القاضي الفاضل مكتوبة.. صاحب لقب سيد الفصحاء
أجمل قصائد المتنبي

فدوى طوقان، من أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين وصاحبة لقب "شاعرة فلسطين"، وكرست طوقان حياتها للشعر والأدب وهي شقيقة الشاعر إبراهيم طوقان، وشغلت فدوى عدة مناصب جامعية وحصلت على العديد من الأوسمة والجوائز ومنها: جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو وجائزة سلطان العويس، بالإمارات العربية المتحدة ووسام القدس من منظمة التحرير الفلسطينية وجوائز أخرى.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

في هذا المقال، نستعرض أجمل وأشهر قصائد فدوى طوقان مكتوبة كاملة.

قصيدة نفضت منك اليدين

قصيدة نفضت منك اليدين من أجمل قصائد فدوى طوقان، وتقول:

كما رغبتَ إليّ أبعدتُ تلك الصّورة ألقيتُ بالأوراق في موقدِ النّيرانْ

كتمتُ أنفاسَها في حفرةِ النّسيانْ نفضتُ منكَ اليدينْ ما أنتَ بالطَّيبْ

قد كنتَ قرّةَ عينْ عشواءَ ضلّتْ فتاهتْ عن الطّريقِ السويّ

العينُ عادتْ بصيرةْ سليمةً من عَشاها أبعدتُ تلك الصّورةْ

كما رغبتَ إليّ لم يبق شيءٌ لديّ لا حبَّ لا بغضَ حتّى لا وخزةً

من ألمْ لم يبقَ لي منكَ إلا مذاقُ طَعمِ النَّدمْ على قصائدِ شعرٍ

غنّيتها لِصَنمْ سئمتُ هذي الحكايةْ وطالَ طالَ كثيراً تطلّعي للنّهايةْ

اذهبْ إلى حيثُ تبغي حرَّاً، فلا إكراه

نفضت منكَ يديّْ لم يبقَ شيءٌ لديّ اذهبْ بحفظِ الله

قصيدة آخر الكلام

كان ما كان وشبّتْ بيننا حربُ الكلامْ وتراشقنا بعشرينَ سِهامْ قال لي في غَضبةٍ عارمة:

أنا أهوى امرأةً أخرى إنّها حبّي الكبيرْ، أيها الغاضبُ مهلاً ليس يعنيني هَواك وليكنْ حباً كبيراً

أو صغيرْ كلّ ما أمّلتهُ منكَ اعتبارْ لشُعوري وقَصيدي غيرَ أنّي ما تلقّيتُ سوى لذعاتٍ من عُقوقٍ

وجُحودْ وصُراخٍ وشِجارْ، هتفَ الصَّوتُ ونادى من بَعيدْ سامحيني، سامحيني، أنا مجنونٌ عنيدْ

أيهذا المستفزُّ المستثارْ دَعْكَ منّي وامضِ عنّي أنا حسبي ما سَلفْ من عُقوقٍ وجُحودٍ وصَلَفْ

أسفي للبئرِ تُعطي الحُبَّ والشّعرَ ولا تتلقّى غير رجمٍ بالحجارةْ وصُراخٍ وشِجارْ

قصيدة العودة

قصيدة العودة من أجمل قصائد فدوى طوقان، وتقول:

العودة وأطلّ وجهك مشرقًا من خلف عامْ، عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عامْ

عام ظللتُ أجرُّه خلفي وأزحف في الظلامْ وعواصف ثلجية تصطكُّ حولي والطريقْ

كانت تضيق كأنها أمل يضيقْ ويضيع في تيه القتامْ، عام طويل ظلَّ يفصلنا به بحر صموتْ

بحر دجت أمواجه وتجمّدت، بحر تموتْ فيه الحياة وتغرق الخلجات في برد السكوتْ

وأنا على الشط الأصمِّ، أنا والفراغ وليل وهْمي أصغي لعل صدى يمرُّ بي، علَّ شيئًا منك

همسٌ، نبأةٌ، شيئًا يمرُ بي منك عبر مدى السكوتْ، لا شيء، إلاّ وطأة ثقلت وصمتٌ مستمرٌّ

عام، ودبّتْ بعده في البحر معجزة الحياة، لم أدر كيف، هناك رفَّت بغتة فوق المياهْ

وهفت حمامة زرقاء، في طهر السماء، هفت إليَّ على غمامة وطوت جناحيها

وقرَّت في يديّهْ ورنت إليهْ وتنفست دفئًا وعطرًا وشممت فيها منك شيئًا هاجني وجدًا

وذكرى فمضيت ألثم ريشها وجعلت صدري عُشَّها وشعرت أنك عدت، أنك في الطريقْ

واجتاحني فرح الغريقْ، حضنتْه شطآن النجاة وأطلَّ وجهك من بعيدِ، حلوًا يرف على وجودي

ورأيت أحزاني تموت على تعانُقِ راحتينا وأضاء في فمك ابتسام، البسمة الجذلى التي أحببتها منذ التقينا

عادت تضيء كأنها قلب النهارْ وتصب في نفسي فيشربها دمي ويعبّها قلبي الظمي ونسيت آلامي الكبارْ

ونسيت في فرح اللقاء عذاب عامْ، عام طويل ظلَّ في عمري يدب كألف عامْ

قصيدة أغنية صغيرة لليأس

هدية إلى السجينة عائشة أحمد عودة، رداً على رسالتها الموحية

التي بعثت بها لي من السجن المركزي في نابلس

وحين يمد، يشدّ، يمزّق، يطحن، ينفضني يزرع النخل فيّ

ويحرث بستان روحي، يسوق إليها الغمام فيهطل فيها المطر

ويورق فيها الشجر وأعلم أنّ الحياة تظل صديقة

وأنّ القمر وإن ضلّ عني، سيعرف نحوي طريق

قصيدة إيتان

في الشبكة الفولاذية، ذات صباح سأل طفل من أطفال الروضة

في كيبوتس معوز حاييم: كم يوماً يتوجب علينا أن نحافظ على الوطن؟

تحت الشجرة وهي تفرّع، تكبر، تكبر في إيقاعات وحشية، تحت النجمة

وهي تشيّد بين يديه جدران الحلم الدموية، تحبك بخيوط الفولاذ الشبكة تسقطه فيها

تسلبه الحركة يفتح عينيه "إيتان" الطفل الإنسان يسأل في سجف العتمة عن معنى الشبكة

والجدران والزمن المبتور السّاقين، المتسربل بالكاكي، بالموت القاسي، بالدّخان وبالأحزان

لو تنبئ بالصدق النجمة لو تنبئ بالصدق لكن النجمة وأسفاه! يا طفلي أنت غريقٌ مثلك

في بحر الكذبة يغرقه الحلم المتضخم، ذو الرأس التنينية والألف ذراع، آه، آه!

ليتك تبقي الطفل الإنسان، أخشى وأراع أن تكبر في هذه الشبكة، في هذا الزمن المبتور السّاقين

المتسربل بالكاكي، بالموت القاسي، بالنيران وبالأحزان

أخشى يا طفلي أن يقتل فيك الإنسان أن تدركه السقطة أن يهوى، يهوى، يهوى للقاع

قصيدة في ليلة مجنونة الإعصار

في ليلة مجنونة الإعصار، ثائرة مثيرة تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة

ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري صور

وأطياف كئيبات، تلوّن كل سطر فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله هذا خيال طفولة

لم تدر ما مرح الطفولة وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد باكٍ، ذوت أيامه

خلف انطواء وانفراد وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر متحرّق أبدا إلى شيء

إلى ما لست أدري! تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا أحلامه الحيرى معلقّة

بأفلاك الغيوم ستظل أحلاماً عطاشى، تائهات في السديم وهناك عن قمم النزوع

هناك عن قمم الطموح دنيا منىً وبروج آمال تهاوت للسفوح وتململت بقفار قلبي

في فراغ توحدّي نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد: لم جئت للدنيا؟ أجئت لغاية هي فوق ظني؟

املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني؟ أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني؟

وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟! إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود

صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد، فأنا سأمضي، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية!

عمر نهايته خواء فارغ ، مثل البداية! هذي حياتي، خيبة وتمزّقٌ يجتاح ذاتي

هذي حياتي، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟!

قصيدة رجوع إلى البحر

قصيدة رجوع إلى البحر من أشهر قصائد فدوى طوقان، وتقول:

إنّا سنمضي يا جزيرة حُلْمنا لا تمسكينا بعدُ، يكفينا بأرضك ما لقينا أَلَقَاً سَرَابيّاً لقينا وخيوط ضوء واهيات

غرَّرتنا لما دعتنا ورَمَتْ بنا في القفر، في العَبَثِ المُريعِ وضيَّعتنا، لما رأينا من بعيدٍ ظِلَّكَ الرَّطْبَ الظليلْ

يُومي ويدعو خَطْوَنا التَّعِب الكليلْ قلنا وصلنا واسترحنا ولسوف ندخلها كِراماً آمنين وهنا سنُلقي عِبْئَنا

وهنا سينسى روحُنا المكدودُ أحزانَ السنينْ قلنا وقلنا وعلى رَفيفِ مروجِك الخضراءِ ضاحكْنا الرجاءْ اللهَ

ما أحلى الرجاءْ للتائهين على الطريق للمُدْلِجينَ بلا رفيق قلنا وقلنا لكن وَهَمنا، يا سذاجة ما وَهَمنا لما أتينا

ثمَّ ألْقَيْنَا رواسِينَا بأرضك حالمينْ، جئنا نلملمُ ما تبعثرَ من خُطَى أعمارِنَا ونشقُّ أتلامَ الهوى لبِذَارِنَا ولقد مضينا

نزرع الأشواقَ والحب المنضِّر والحنين لكن علمنا بعد حين أنَّا زَرَعْنَا زَرْعَنا في المِلح، في الأرضِ البَوَارْ

أنَّا ضَلَلْنَا حينَ ألقَيْنا البِذَار في قَلْبِ أرضٍ لا تَغِلّ كان الجفافُ نصيبَنَا ولغيرنا خِصْبٌ وظِلّ، لا تمسكينا يا جزيرةَ

حُلْمِنَا إنَّا سنمضي عنك، لن نبقى هنا نُعطيك من أشواقنا عبثا ومن أعمارنا فيضِي وأعطي الآخرين من خِصبكِ المغداق

أعطي للسِّوى، ظلاًّ وماءْ فلقد عَزَفْنَا عنك، أفرغْنَا القلوبَ من الرجاءْ، إنَّا سنَمضي عن شواطئك الملوَّنةِ الضَّحُوكْ

سنعود نُسلم للرياحِ شرَاعَنَا ونظلُّ نحمل تِيهَنَا وضَيَاعَنَا يا تِيهَنَا وضَيَاعنا في الصاخب الهدّارِ، في هذا الخِضَمِّ بلا قرار

سنصارع الموجَ الكبير وهناك نُعطي عُمْرَنَا للصاخبِ الهدَّارِ نُعطي عُمْرَنَا وكفاحنا وهناك سوف نواجه

التِّيهَ المحتَّمَ والمصيرْ ونحن نحضن كِبْرَنا وجراحَنَا

قصيدة متعجرف

أيهذا المُتعالي المُتعجرفْ أيها المقرفُ يا ليتكَ تَعرفْ كيف تبدو لعيونِ النّاسِ

لكن كيف تَعرفْ وغرورُ النّفسِ يغشاكَ قوياً ومُكثّفْ وغرورُ النّفسِ داءٌ

أيّ داءْ أعجزَ العِلمَ فما منهُ شفاءْ

قصيدة أينهم

قصيدة أينهم من أفضل قصائد فدوى طوقان، وتقول:

شمعةً كنتُ في البدايةِ لمّا النّورُ أعطى عنوانَه للضّياءِ صُعقوا وانثنوا يشيدونَ عاليَ الأسوارِ حولي

مُستعجلين انطفائي ما لهم يَخنقون نبضَ طُموحي وهو طيرٌ مرفرفٌ في الفضاءِ إنّما الشّعرُ شمسُ عمري

هَوائي وفضائي، والشّعرُ جذرُ بقائي يا أمانيّ أنتِ جوهرُ ذاتي يا أمانيّ فيكِ كلُّ رجائي يا أمانيّ من قبل أن

تفجعيني شيّعيني إلى مقرّ فنائي جرّعوني كأسَ الهوانِ وسدّوا الدّربَ دوني وأمعنوا في امتهاني كم تمنّوا

سحقي ومحقي ولكن ظلّ ربي معي يُعظّمُ شاني قال: مُوتوا بِغَيظكمْ، ومَحَاهم مثلَ محوِ المياهِ للأدرانِ طفلةً

كنتُ في بَراءةِ طيرٍ مُقعدٍ عاجزٍ عن الطَّيرانِ طفلةً كنتُ دون حولٍ ولا طولٍ أُعاني من بطشِهم ما أُعاني

أنا كم ذا لقيتُ من قلقٍ مُضنٍ ورعبٍ وقلّةِ اطمئنانِ كم تلهّفتُ كم تلفّتُ حولي أبتغي رشفَ قطرةٍ من حنانِ

ظلّ أقصى مُناهمو هدم روحي وتَداعي ما قامَ من بُنياني أينهم؟ إنهم هباءٌ تلاشى في فراغِ اللاّشيءِ

واللامكانِ العيون الحقودة انزاح عني ظلُّها الجَهمُ، ظلّها الثُّعباني ها أنا حاضرٌ وجودي بشعري وانتشاري

في أربَعِ الأركانِ فليموتوا بغيظهم، ها هو اسمي نغمٌ عالقٌ بكلَّ لسانِ هو ربّي سبحانه شاء ما شاءَ وأَعلى

من مَوقعي ومكاني ها أنا منـزلي بأعلى مقام وهم يَنـزوون في القيعانِ ربّ عفواً، إني تجاوزتُ حدّي

ربّ فاشمِلْ ما قلتُ بالغفرانِ ليس ما قلتُ بالشّماتةِ لكن هو حزني المقيمُ ممّا دهاني من أذىً جارحٍ

ومن طُغيانِ يا لَظلم الطّغاةِ، يا جبروتاً كم تمادى في البَغي والعُدوانِ إنهم عصبةٌ تبرّأتُ منها وسأبقى

على مَدى الأزمانِ لا أنا منهم ولا همُ منّي رغمَ كوني أُعزى إلى "فُعلانِ" طبعهم فاسدٌ خبيثُ النّوايا

مستفادٌ من عنصرِ الشّيطانِ أينهم ؟ أينهم إلى حيث ألقتْ وليظلّوا وليمةَ الدّيدانِ

تتغذّى بهم لحوماً وشحماً وجبةً تُستفاد بالمجّانِ

قصيدة ملء القلب

مِلْءُ قلبي هواكَ ما عادَ في القلبِ مكانٌ لكي يُحبّكَ أكثرْ

يا حبيبي الجميل خَفّفْ عن القلب هواهُ أخافُ أن يتفجّرْ

أو فَهبني قلباً يظلّ كحبّي لكَ ينمُو في كلّ يومٍ ويكبرْ

قصيدة تحية صباحية

يا نائيَ الدّار تُوحِشُ قلبي ضحكةُ وجهِك إذ تلقاني عبرَ الدّرب وهتافكَ: أهلاً

أهلاً يا ألف صَباحِ الخيرْ وهنا يتواثبُ خلفَ الصَّدرْ ويُزقزق طيرْ أخفِضُ رأسي

وأُخبِّئُ فرحةَ لهفةِ نفسي وأُغمغم: يا ألف هلا وهلا صبّحكَ الله بكلّ الخيرْ!

قصيدة اليوم قبل غد

يا ماجداً بالرّضى والنّورِ صبّحني أَرحتني اليومَ من ضِيقي ومن تَعبي

من حيث تَدري ولا تَدري أعنتَ على تصحيحِ وضعٍ سخيفٍ ظلّ يَعصفُ بي

هذا الصّباحُ أتى بالخيرِ وانقشعتْ غمامةٌ أُسدلتْ يوماً على هُدبي سئمتُ منها

سخافاتٍ مُمسرحةً وعِفتُ تكرارَها في الجدّ واللّعبِ يا ماجدَ الخيرِ بلّغْهُ تحيتَنا

وَقُل لمَن عقلهُ المهزوزُ عقلُ صبي أحسنتَ لمّا رحلتَ اليومَ قبل غدٍ وكان هذا لعمري

مُنتهى طَلبي إن كنتَ تحسبُ أنّي فيكَ باخعةٌ نفسي، فأيّ غريرٍ أنتَ، أيّ غبي ظللتَ

عبئاً على كتفي أنوءُ به كيف احتملتكَ هذا الدّهرَ واعجبي!

قصيدة هذا الكوكب الأرضي

لو بِيَدي لو أنّي أقدرُ أن أقلِبَهُ هذا الكوكب أن أُفرغَهُ من كلّ شُرورِ الأرض أن أقتلعَ جذورَ البُغض لو أنّي أقدرُ

لو بِيَدي أن أقصي قابيلَ الثّعلب أقصيهِ إلى أبعدِ كوكب أن أغسلَ بالماءِ الصّافي إخوةَ يوسف

وأُطهّرَ أعماقَ الإخوة من دَنسِ الشّر، لو بِيَدي أن أمسحَ عن هذا الكوكب بَصماتِ الفَقر لو أنّي أقدرُ

لو بِيَدي أن أجتثَّ جذورَ الظّلم وأُجفّفه هذا الكوكب من أنهارِ الدّم لو أني أملكُ لو بِيَدي أن أرفعَ للإنسانِ

المُتعب في دربِ الحيرةِ والأحزانْ قنديلَ رخاءٍ واطمئنانْ أن أمنحَهُ العيشَ الآمن لو أنّي أقدرُ لو بِيَدي

لكن ما بِيَدي شيءٌ إلاّ لكن لو أنّي أملكُ أن أملأهُ هذا الكوكب بِبذُورِ الحُبْ فتعرّشُ في كلّ الدّنيا أشجارُ الحُبْ

ويصيرُ الحبُّ هو الدّنيا ويصيرُ الحبُّ منارَ الدَّربْ. لو بِيَدي أن أحميَهُ هذا الكوكب من شرّ خيارٍ صَعبْ

لو بِيَدي أن أرفعَ عن هذا الكوكبِ كابوسَ الحَربْ ! جدليّة الحبّ والبغض "كنتَ صديقاً راعَني سحُرهُ

وكنتَ في وهميَ زينَ الرّجال واليومَ، ما أنتَ ؟ لقد بِنْتَ لي حقيقةً أُفرِغَ منها الجمال !" يومَ انفصلَ النّهرُ بعيداً

عنَ مَجراه وانداحتْ في الأرضِ الأمواه وقفَ الزّمنُ كسيحَ القدمين يا حبّي كيف أراكَ ؟ وأين ؟ يا أحلى حبٍّ

سلّطهُ القدرُ الغيبِيُّ عليّ لو ترُجعكَ الأيامُ إليّ يا حبّي لو تَطْرُقُ بابي يَرجِعُ لي فرحي المفقودُ ويَرجِعُ لي زَهْوُ شبابي

كَمْذا أشتاقُ إليك وأحنّ إلى لمساتِ يديك كما أشتاقُ إلى عينيكِ الواسعتين عيناكَ بحيرةُ إلهامي أتفيّأُ شاطئها وأنامُ

على موسيقى كونيّة يتجلّى فيها وجهُ الله على أحلامٍ ورديّة ليتكَ تأتي حتّى لو طيفُ خيالٍ تحملُه أرضُ الأحلام لو تأتي

تحضنكَ جُفوني أسدلُ فوقكَ أهدابي وأصونكَ من شرّ الأشرار أرقيكَ بسورةِ يوسف وبأسماءِ الله الحسنى وأحيطكَ

بالحبّ وبالإيثار، ما لي تَنفضني وتمزّقُ أُذني صرخةُ صوتْ منكرةٌ تحملُ طعمَ الموتْ دمّرتِ الحبَّ، أحالتْ جوهرَهُ

القدسيَّ إلى بَغضاءْ أفقدتِ الكونَ توازنَهُ أرضاً وسماءْ بَعثرتِ الأنجمَ، عاثتْ في كلّ الأشياءْ شحنتني بِسُمومِ البُغض

البغضُ يحاصرني من كلّ جهاتِ الأرض يا هذا أبغضكَ كثيراً ما زال صُراخكَ سكّيناً تَهوي وتقطّع في قلبي شريانَ

القلبْ تستنـزفُ منهُ دماءَ الحُبْ أكرهكَ وأكرهُ اسمك أمسحهُ حرفاً، حرفاً عن ذاكرةِ القلبْ مزّقتُ الرَّسمَ، خَلتْ من رسمكَ

أدراجي ورفوفُ الكتبِ، خَلتْ منهُ جُدران البيتْ كابوسُ حياتي أصبحتْ أكرهكَ كثيراً جداً امضِ إلى أقصى أركانِ الأرضْ

لو ترجعُ أصفق بابي لا رجعةَ لي أبداً، أبداً عن هذا الرَّفضْ مَن يحملُ لي البشرى بزوالكَ يا هذا عن وجهِ الأرضْ الحزنُ يلفُّ

نسيجَ وجودي من أيّ كهوفٍ مظلمةٍ يأتيني الحزنْ دمعٌ وضبابٌ وسوادٌ يكتسحُ فضاءَ الكونْ شيءٌ يتململُ مكسوراً في عتمةِ

هذا الصّدرْ أتخبّطُ بين المدِّ وبين الجزرْ أتساءلُ في بحرِ ضياعي هل أنا في حالةِ حبٍّ أم أنا في حالةِ حربْ ؟! لا أدري

لا أدري والله، ما بين الضّوءِ وبين الظّلمةِ في الأعماقْ ترميني الحيرةُ فوق الرّيشةِ والأوراقْ أكتبُ، أكتبُ أشعاري أهربُ

فيها منكَ إليك وأعوذُ بربّي منك، يا نقطةَ ضَعفي أنتْ يا أكبرَ أخطائي وذنوبي عند الله أسألُ ربّي أن يغفرَ لي ربّي حُبَّك

أنا لستُ أصدّقُ، كيف أصدّقُ أنكَ أنتْ صاحبُ ذاكَ الوجهِ الآخر الباعثِ في أغوارِ كياني كلّ البُغضِ وكلّ المَقتْ يا آخر

أبياتِ قصيدي شوّهتَ كياني يا هذا، شوّهتَ وجودي شوّهني البُغضُ وصَيّرني نبتةَ حنظل تتجذّرُ في روحي وتعرّش

في كل زوايا القلبْ تخنقُ فيهِ عروقَ الحُبْ أَرجِعْ لي نفسي الأُولى هل أنا مَن كنتُ أنا بالأمسْ؟ هل حقاً أحملُ ذاتَ النّفسْ؟

أنكر هذي النّفسَ الحنظلْ ارجع لي نفسي الأنقى والأصفى أرجع لي نفسي الأجملْ !. أقنوم الشّر كيف أحببتكَ يا أقنومَ شَرْ

غلطةٌ في عمري لا تُغتفَرْ غلطةٌ سطّرها فوق جبيني قدرٌ في حُجبِ الغيبِ استَترْ هل مفرٌّ من قَدرْ ؟ لا مفرٌّ، لا مفرٌّ، لا مفرْ

قصيدة إليهم وراء القضبان

"إلى بناتنا وأبنائنا الذين، التهمتهم السجون في إسرائيل وفي كل مكان"

الأغنية الوصية وشرّعتْ جهنمٌ أبوابها وابتلعت براعم الصِّبا الطريِّ في أقبائها ولم تزل هنالك الغنوة على شفاه الفتية الفرسان

حمراء مزهوة تخترق الظلام والجدران: "يا إخوتي" "بدمي أخطُّ وصيتي" "أن تحفظوا لي ثورتي" "بدمائكم" "بجموع شعبي

الزاحفة" "فتح أنا" "أنا جبهة" "أنا عاصفة"، من مفكرة رندة، في نصف هذا الليل، آه! حذاره يدقُّ في الدهليز، آه! مبتدع التعذيب

آتٍ وتدنيني خطاه من غرفة التحقيق، آه! آت وتدنيني خطاه من زمن الكابوس والجحيم والصراع، حذاؤه يدقُّ في الدهليز دمي يدقُّ

وعروقي والنخاع، توّحشي ما شئت يا شراسة الأوجاع فلن ينزّ من دمي جواب، من مفكرة سجين مجهول مكان السجن من الفجاج

يطفح الظلام عابساً صموت والليل ناصبٌ هنا شراعه الكبير لا زَحْثُ ضوءِ النجمِ واجدٌ طريقه ولا تسلُّل الشروق ليلٌ بلا شقوق

يضيع فيه الصوت والصدى يموت، لوقت فاقد هنا نعليه، واقفٌ تختلط الأيام والفصول تُراه موسم البذار؟ تُراه موسم الحصاد؟

تُراه؟ من يقول؟ لا خبر ويقف السجّان وجهه حجر وعينه حجر يسلب منا الشمس يسلب القمر، خلف حدود الليل تظلُّ خيل الوقت

في سباقها، تركض نحو موطن الحلم، خلف حدود الليل الشمس في انتظارنا تظلُّ والقمر، من مفكرة هبة يحوم هنا طيف أمي

يحوم تشعُّ جبهة أمي كضوء النجوم عساها تفكر بي الآن، تحلم، قبيل اعتقالي رسمت حروفاً على دفتر جديد عتيق، رسمت عليه

وروداً روتها دماء العقيق وكانت بجنبي أمي تبارك رسمي، أراها على وجهها الآن صمتٌ ووحده وفي الدار صمتٌ ووحده حقيبة كتبي

هناك على رفّ مكتب ومعطف مدرستي عالقٌ فوق مشجب أرى يدها الآن تمتدُّ، تنفض عنه الغبار أتابع خطوات أمي وأسمع تفكير أمي

أتوق إلى حضن أمي ووجه النهار، من مفكرة تيسير يا هذه الجدران الأخوة الأحباب والأهلون ما يفعلون الآن؟ لعلّ قاطعي الزيتون

يقطعون لعل زيتون الجبال يئن بين فكّي المعاصر لعل دمّه يسيل، يا حامل القنديل الزيت وفرٌ، أطعم القنديل وارفعه للسارين

رافعة مثل الشمس فالوع لقيا في ربى "حطين" والوعد لقيا في جبال "القدس"