قصة آلة موسيقية تقتل من يستخدمها وتصيب المستمعين بالجنون

  • تاريخ النشر: الخميس، 25 أبريل 2024

لا يوجد حتى الآن تفسير علمي واضح حول ما تسببه هذه الآلة الغريبة منذ اختراعها حتى الآن

مقالات ذات صلة
صاعقة تقتل لاعبا وتصيب آخرين بحروق خلال مباراة كرة قدم ببيرو
فيديو رائع لـ موسيقيين يسترجعون أيام الدراسة على هذه الآلات الموسيقية
فيديو رجل يخترع آلة موسيقية من الرخام لن تصدقوا الموسيقى التي تصدرها

على مر التاريخ، ابتكر الإنسان آلات موسيقية تعتبر عن نغمات مختلفة، يصنع منها ألحانًا وموسيقى ويعبر من خلالها عن مشاعره ورغباته وأفكاره. والآن صارت الموسيقى واحدة من أهم وسائل القوة الناعمة والتي تساهم بشكل كبير في تغيير المجتمعات وتشكيلها.

واحدة من بين الآلات الموسيقية التي ابتكرها البشر على مدار التاريخ، هي الهارمونيكا الزجاجية، التي لم تتوقف قصتها عند حدود إنتاج الموسيقى وصناعة أفضل الألحان، بل أثيرت حولها العديد من الروايات الغريبة والأساطير والخرافات الغامضة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن الهارمونيكا الزجاجية، بداية من اكتشافها، مرورا بآلية تشغيلها وتكنيك عملها، وأبرز الأساطير التي تدور حولها.

ما هي الهارمونيكا الزجاجية؟

الأرمونيكا الزجاجية أو الهارمونيكا الزجاجية، آلة موسيقية فريدة تصدر نغمات ساحرة وأصواتا رنانة لا مثيل لها. يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، حيث ابتكر بينجامين فرانكلين عام 1761. وانتشرت هذه الآلة بسرعة في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، وأصبحت رمزا للأناقة والترف في القصور الملكية.

ابتكر فرانكلين هذه الآلة الغريبة لأول مرة عندما رأى موسيقيًا آخر يعزف على أكواب مملوءة بالماء. الأمر الذي جعله مفتونًا بالأداء، وقام على الفور بعد ذلك بإعداد بعض الأوعية الزجاجية المصممة بأحجام مختلفة، وقام بتثبيتها على مغزل واستخدم دواسة لجعلها تدور.

تدور الهارمونيكا الزجاجية على قضيب حديدي بطريقة تتناسب فيها الأوعية الزجاجية مع بعضها البعض، حيث تم ربطها جميعًا معًا بالفلين.

كيف تعمل الهارمونيكا الزجاجية؟

تسمح الأحجام المختلفة للأوعية الزجاجية للآلة بالاهتزاز بدرجات مختلفة، وذلك أثناء تدويرها يدويًا بواسطة دواسة القدم، حيث يغمس العازف أصابعه في الماء ويلمس حافة كل وعاء أثناء دورانه ليحصل على صوت مشابه لصوت كؤوس الغناء. وبذلك، يعتمد مبدأ عمل الآلة على اهتزاز جدران الأوعية عند فركها بأصابع مبللة.

قام فرانكلين بترميز الأوعية بألوان مختلفة، ليمثل كل وعاء نغمات مختلفة، مما جعل من الممكن دمج مجموعة كاملة من الألحان المختلفة.

أساطير حول الهارمونيكا الزجاجية

ترددت شائعات عديدة حول هذه الآلة الموسيقية، وانتشرت العديد من الأساطير حولها، للدرجة التي جعلت البعض يلقبها بـ "أخطر أداة في العالم"، وسط مزاعم أنها تقتل الأشخاص الذين كانوا يستخدمونها أو يستمعون إلى نغماتها.

بدأت هذه الشائعات في الانتشار بحلول عشرينيات القرن التاسع عشر، إذ اتخذت الآلة منعطفًا خطيرًا ووصفت بالأسوأ، بعد أن بدأ الناس في الإبلاغ عن قصص مروعة بعد العزف عليها.

يزعم البعض أن الآلة تقتل الأشخاص سواء عند الاستمرار في العزف عليها أو الاستماع لنغماتها. مع قصص أخرى تفيد بأن تركيبة نغماتها الهائلة تؤد إلى تحفيز الدماغ بشكل مبالغ فيه، مما يتسبب في النهاية بمجموعة من الأعراض السيئة.

تشمل الأعراض التي تم الإبلاغ عنها بسبب آلة الهارمونيكا الزجاجية، الدوخة والعصبية والهلوسة والتشنجات بين العازفين الذين يعملون عليها. ويزعم البعض أيضًا أن اللاعبين اشتكوا من تشنجات عضلية.

تعرض عدد قليل من المستمعين أيضًا لتأثيرات سيئة. ووثقت تقاارير صحفية حادثة وقعت في ألمانيا، حيث توفي طفل أثناء أحد العروض. وقتها، تم حظر الهارمونيكا بالفعل في عدد قليل من المدن.

نتيجة لكل ذلك، يعتقد بعض الناس أن النغمات الأثيرية عالية النبرة تستدعي أرواح الموتى، أو تتمتع بقوى سحرية، أو تدفع المستمعين إلى الجنون.

التفسير العلمي لوقائع الهارمونيكا

لا يوجد حتى الآن تفسير علمي واضح حول ما يمكن أن تسببه هذه الآلة الغريبة. لكن يعتقد بعض الباحثين أن الرصاص الناتج عن الأوعية الكريستالية أو الطلاء الموجود فيها يتم امتصاصه في أصابع الموسيقيين عندما يلمسون الزجاج بالماء، نتيجة للتفاعل الذي يحدث بسبب الاحتكاك المستمر. وبالتالي هو الذي أدى إلى المرض.

ومع ذلك، لم يتم تقديم أي تفسير أو دليل علمي بشكل صحيح لمثل هذه الادعاءات. حتى أن فرانكلين نفسه تجاهل كل هذا الجدل الدائر واستمر في العزف على الآلة حتى نهاية حياته دون أن يعاني من أي أعراض. كما ألهمت نغمات الهارمونيكا الزجاجية العديد من المؤلفين الموسيقيين المشهورين، ولحنوا مقطوعات موسيقية خاصة لهذه الآلة، مما ساهم في انتشارها وشعبيتها.

معلومات عن الهارمونيكا الزجاجية

. في عام 1761، حضر بنجامين فرانكلين حفلًا موسيقيًا في لندن، وسمع موسيقيًا يعزف بمجموعة من الكؤوس المملوءة بالماء. وألهمته التجربة بابتكار الهارمونيكا الزجاجية.

. قام فرانكلين بوضع 37 وعاءً زجاجيًا بأحجام مختلفة، بداية من حجم وعاء السلطة إلى حجم الكوب الصغير، على محور من الحديد. ثم قام بفصل الأوعية بقطع من الفلين، واستخدم دواسة القدم لتدوير هذا المحور.

. بدأت الآلة في إصدار نغماتها، ولفتت مسامع الكثيرين في أماكن مختلفة. وسرعان ما بدأت تحقق شهرة واسعة.

. بشكل مفاجئ، انتشرت شائعات حول هذه الآلة بأنها تسبب الموت، وأمراض عصبية وربما الجنون.

. في عام 1799، قال الطبيب أنتوني ويليتش إن الآلة تستحق الإدانة، واتهمها بالتسبب في مشاكل بالجهاز العصبي.

. في عام 1808، أرجع الناس وفاة عازفة الهارمونيكا الموهوبة ماريان كيرشجيسنر، إلى نغمات هذه الآلة التي وصفت بالمخيفة.

. حذر بعض الأطباء النفسيين أن نغمات هذه الآلة قد تدفع المستمعين إلى الانتحار.

. في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حظرتها مدينة ألمانية لنفس الأسباب.

مستقبل الآلة

على الرغم من جمالها وسحرها، تواجه آلة جرس الزجاج بعض التحديات التقنية. بالإضافة إلى الأساطير والخرافات المنتشرة حولها، والتي ساهمت في تقليل شعبيتها إلى حد ما، فالأوعية الزجاجية هشة قابلة للكسر بسهولة، كما أن نغماتها حساسة جدًا للتغيرات في درجة الحرارة والرطوبة.

مع ذلك، في العقود الأخيرة، شهدت الهارمونيكا الزجاجية عودة قوية على الساحة الموسيقية. وبفضل التطورات التقنية، تم تصنيع أوعية زجاجية أكثر متانة ودقة، مما سمح للموسيقيين بإنتاج نغمات أكثر ثراءً وتعقيدًا.

وتقدم الآلة الآن تجربة موسيقية فريدة من نوعها، حيث تثير مشاعر الهدوء والاسترخاء. كما تستخدم هذه الآلة في بعض العلاجات الصوتية لتعزيز الصحة النفسية والجسدية.