قصة أصحاب الجنة كاملة.. بخلوا على الفقراء فعاقبهم الله
من القصص القرآنية العظيمة التي تجسد عبرة خالدة عن نتائج الكبر والطغيان
قصة أصحاب الجنة، تعد واحدة من القصص القرآنية العظيمة التي وردت في سورة القلم، وتجسد عبرة خالدة عن نتائج الكبر والطغيان، وعن عاقبة التكبر على الفقراء والمحتاجين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فرغم ما حظي به أصحاب الجنة بنعمة عظيمة من الله تعالى، حيث حبا الله إياهم بحديقة عامرة بأشجار مثمرة وثمار يانعة، إلا أنهم لم يشكروا الله على نعمه، بل أصيبوا بالكبر والطغيان، وباتوا يظنون أن هذه النعمة هي من فضلهم وجدهم.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم ما هي قصة أصحاب الجنة في سورة القلم؟ وكذلك لماذا عاقب الله أصحاب الجنة؟ وغيرها من التفاصيل عن القصة والدروس المستفادة منها في النهاية.
قصة أصحاب الجنة مختصرة
في سورة القلم، ورد ذكر أصحاب الجنة، والمقصود بهم هنا ليس أصحاب الجنة في الآخرة، بل هي قصة عن أصحاب حديقة واسعة ومثمرة.
وتحكي الآيات قصة 3 أشقاء كان أبوهم رجلا صالحًا، يتبرع بجزء من محصول لصالح الفقراء، ويعتبر أنهم شركاء له في النعم التي أنعم الله عليه بها، فلا يبخل على أي محتاج ويعطي كل فقير نصيبا من الحصاد.
لكن الأبناء لم يعجبهم ذلك، واعتبروا أن سلوك والدهم هو مجرد سوء إدارة لثروته. لذلك، عندما توفي الأب لم يتبعوا منهجه، وقرروا أن يبخلوا على الفقراء ويحرموهم من حقهم في الحصاد كما عودهم الأب.
ورغم أن الأخوة الثلاثة كان بينهم شاب صالح يريد أن يستكمل مسيرة والده، إلا أن شقيقيه ضغطا عليه واضطر أن يتبع أهواءهم. حتى حدثت الكارثة.
استيقظ الإخوة في يوم، واكتشفوا أن حديقتهم أصابها الدمار بالكامل. ورغم أن الآية لم توضح نوع الكارثة، إلا أن بعض العلماء قالوا إنها فقد تكون حريقا، وقد تكون كوارث مختلفة، مثل الآفات التي تصيب النباتات. وهناك أيضًا من يفهمها بمعنى الغبار الأسود. والبعض الآخر يفهمها بمعنى الرمل، أي أن أرض البستان أصبحت كالرمل الذي لا يمكن زراعته.
لكن المؤكد في النهاية، أن أصحاب الجنة قد أصاب جنتهم أو أرضهم نكبات وخسائر شتى.
قصة أصحاب الجنة كاملة
الجنة في اللغة العربية يمكن أن تعني جنة الآخرة، ويمكن أن تعني أيضًا الحديقة الواسعة في الدنيا. وهذا ربما يعني أن كلمة "أصحاب الجنة" مشهورة بمعنى أهل الجنة في الآخرة. لكنها عندما جاءت في سورة القلم كان يقصد بها أصحاب البستان أو الحديقة الواسعة المثمرة، حيث نحكي خلال السطور التالية تفاصيل هذه القصة كاملة كما جاءت في سورة القلم من الآية 17 حتى الآية 33.
وفي سورة القلم يمكن أن نقرأ عن قصة أصحاب الجنة إنه في يوم من الأيام، كان هناك صاحب حديقة كريم. في كل مرة يحصد ثمار حديقته، يقول دائمًا للفقراء أن يأتوا إلى حديقته ويعطيهم حقهم من الحصاد على الفور. وبسبب كرمه هذا كانت جعل حديقته تزدهر أكثر وأكثر وأنعم الله عليه برزق وفير لا يعد ولا يحصى.
كان أولاد هذا الرجل ثلاثة، اثنان منهم لم يكونا راضيين عن ما يفعله أبوهم، ورأيا أنه يضيع حقهما وثروتهما على الفقراء والمحتاجين، بينما شقيقهما الأوسط يقف في صف والده وينصحهما دائمًا بأن يسلكا طريق الأب، بالإحسان على الفقراء لأن ذلك فيه الخير والفضل من الله.
مات صاحب الحديقة، وأورثها لأولاده. ومع ذلك، في أحد الأيام عندما كانت حديقتهم على وشك الحصاد، تجاهلوا ثقافة والدهم ومنهجه الذي اتبعه في إعطاء الفقراء حقهم من الحصاد. وبينما حاول شقيقهم الأوسط أن يحافظ على منهج والده المتمثل في تقديم الصدقات في كل موسم حصاد، رفضه إخوته ذلك تمامًا.
للأسف، اتفقوا جميعا على عدم إخبار الفقراء بموسم الحصاد، وتجاهلوا التصدق عليهم. وكانوا فخورين بمحصولهم الذي سيحصدونه قريبًا لأنه لأول مرة سيكون ملكهم بالكامل. وحتى لا يعرف الفقراء بأمر الحصاد، كان الأخوة يخططون للذهاب إلى الحديقة قبل أن يستيقظ الناس لأن نيتهم عدم ترك أي شيء للفقراء.
وفي الصباح الباكر وصلوا إلى الحديقة. ولكنهم صدموا عندما وجدوا الحديقة مدمرة بالكامل فجأة ودون سابق إنذار. وأصيبوا بخيبة أمل لم تكن في الحساب، خاصة أنهم بالأمس رأوا ثمارها وما كانت عليهم من نعم وخير، بينما اليوم أصبحت كومة من الرمال وانقطع عنها الخير تماما.
دمرت الكارثة حديقتهم بالكامل حتى لم يبق منها شيء. وفي النهاية ندموا على طمعهم وجشعهم الذي أنساهم حق الفقراء وأنساهم إيمانهم بالله.
قصة أصحاب الجنة للأطفال
القصة التي نحكيها لكم هذه المرة، هي قصة صاحب البستان التي جاءت في القرآن الكريم، حيث وردت في سورة القلم الآيات 17 إلى 33.
وتروي الآيات عن صاحب بستان كان يتقاسم ثمار حديقته مع الفقراء. لكن أولاده لم يحافظوا على عادة والدهم، وأصابهم الطمع والجشع، وقرروا أن يحرموا الفقراء من ثمار حديقتهم.
أدى ذلك إلى غضب الله سبحانه وتعالى منهم، وتدمير حديقتهم تماما. ليكونوا عبرة لكل صاحب مال وثروة طماع وبخيل، ينهيه التكبر والجشع عن فعل الخير.
لذلك، علينا أن ننصح بعضنا البعض في التعامل مع الفقراء والمحتاجين، وأن ندرك أخطاءنا سريعا ونتوب عنها. وهذا ما فعله أصحاب البستان في النهاية بالفعل، إذ شعروا بالندم الشديد وأدركوا خطأهم، ورجعوا إلى الله.
قصة أصحاب الجنة في سورة القلم
وردت قصة أصحاب الجنة في القرآن الكريم داخل سورة القلم من الآية 17 حتى الآية 33. ففيها نجد دليلاً على أن أصحاب النوايا السيئة لن ينجح مكرهم ولا عملهم أو خططهم. مثل أصحاب الجنة في هذه الآيات، الذين خططوا لمنع إعطاء الفقراء حقهم من الحصاد كما عودهم والدهم، طمعًا في المال والثروة، ونسوا فضل الله عليهم ونعمة. لذلك فشلت خطتهم، وأرسل الله عليهم العقوبة قبل أن يدركوا نواياهم.
يقول تعالى في سورة القلم من الآية 17 حتى الآية 33:
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)
في هذه الآيات، يتضح موقفهم البخيل ومكرهم السيئ الذي دفعهم لتجاهل حق الفقراء حتى نزل عليهم عقاب الله. وفيها يتضح أيضا أن من لم يشكر الله على نعمه ستزول من أمامه.
كما تعلمنا الآيات أن على الأغنياء وأصحاب الثروات عدم تجاهل مساعدة الفقراء والمحتاجين، وأن يعتبروا هذا جزءًا من شكر نعم الله عليهم.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الجنة
قصة أصحاب الجنة هي قصةٌ واقعيةٌ حدثت في الماضي، وهي عبرة لنا جميعًا، تدعونا إلى الشكر على النعم، والتواضع، والعدل، والابتعاد عن الكبر والطغيان، لكي ننال رضا الله تعالى ونفلح في الدنيا والآخرة. وغيرها من الدروس التي نستعرض بعضها في السطور التالية.
الشكر على النعم
من واجب الإنسان أن يشكر الله تعالى على نعمه، وأن يدرك أنها من فضل الله وكرمه.
التواضع
يجب على الإنسان أن يكون متواضعًا، وأن لا يصاب بالكبر والطغيان، فالكبر يبعد الإنسان عن الله تعالى ويوقعه في الهلاك.
العدل
يجب على الإنسان أن يكون عادلًا مع الآخرين، وأن لا يظلم الفقراء والمحتاجين.
العاقبة
لكل عمل عاقبة، فمن عمل الخير جزاه الله خيرًا، ومن عمل الشر جزاه الله شرًا.