قصة أقدم 10 أعلام في العالم.. حكايات غريبة وأساطير لا تصدق
لكل علم قصة وأسباب دفعت الدول لاختيار رموزه وألوانه منذ مئات السنين
تعتبر الأعلام واحدة من أكثر الشعارات أو الرموز التي تميز الدول. ولكل علم قصة وأسباب دفعت الدولة لاختيار ألوانه بالتحديد، سواء معالم بارزة داخل الدولة أو أحداث مهمة تعبر عنها تلك الألوان أو أنشطة معينة تتميز بها الشعوب وغيرها من الأسباب التي أدت في النهاية إلى خروج العلم بالشكل الذي نراه في كل دولة.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة أقدم 10 أعلام في العالم، الشاهدة على صعود وسقوط الإمبراطوريات، وتشكيل الأمم، وتشكيل تاريخ العالم. لذلك، دعونا نبدأ رحلة عبر الزمن معكم لاكتشاف أقدم عشرة أعلام في العالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة علم الدنمارك
يعد علم الدنمارك، المعروف باسم "دانبروج"، أقدم علم في العالم لا يزال قيد الاستخدام. يرفرف هذا العلم الأحمر ذو الصليب الأبيض منذ عام 1219، حاملاً معه قصة غنية بين التاريخ والأسطورة.
وحول تاريخ العلم، تتناول أكثر من قصة مختلفة حكاية هذا العلم، حيث يقال في واحدة أنه سقط من السماء خلال معركة ليندانيس عام 1219، حيث كان الملك فالديمار الثاني محاصرًا من قبل الإستونيين، وفجأة ظهرت راية بيضاء من السماء، وألهمت الدنماركيين للنصر.
بينما تشير بعض المصادر إلى أن العلم ربما استخدم قبل عام 1219، حيث تظهر رايات مشابهة في رسومات من القرن الثاني عشر. ويعتقد أن رمزية الصليب الأبيض على خلفية حمراء مستوحاة من صليب القديس جرجس، شفيع الفرسان.
يعتقد أن اللون الأحمر يرمز إلى دماء المحاربين، بينما يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والبراءة. ويرى الصليب الأبيض رمزًا للمسيحية والإيمان.
قصة علم أسكتلندا
يعد علم اسكتلندا، المعروف باسم صليب القديس أندرو، أحد أقدم وأعرق الأعلام في العالم. ويميزه خلفيته الزرقاء الزاهية وصليب أبيض عريض على شكل حرف X. ويرمز هذا العلم إلى تاريخ اسكتلندا العريق وقيمها النبيلة، مثل الشجاعة والتضحية والحرية.
يعود تاريخ علم اسكتلندا إلى القرن التاسع الميلادي، حيث ارتبط بالقديس أندرو، راعي اسكتلندا. ويعتقد أن القديس أندرو قتل على صليب على شكل حرف X، ومنذ ذلك الحين أصبح رمزًا للنصر والإيمان.
تم اعتماد العلم رسميًا في أواخر القرن الرابع عشر.
قصة علم النمسا
يعتبر علم النمسا، ذو الألوان الأحمر والأبيض والأحمر، رمزًا وطنيًا فريدًا ذا تاريخ غني يمتد لأكثر من 900 عام.
وتحكي قصة مشهورة عن نشأة العلم، تعود إلى دوق النمسا ليوبولد الخامس، خلال مشاركته في إحدى معارك الحملة الصليبية. وتقول إن دوق النمسا خاض معركة ضارية، اتسخ خلالها ثوبه الأبيض بالدماء. وعندما أزال حزامه، ظهر خط أبيض على خلفية حمراء من الدماء، مما أثار إعجابه وجعله يتبنى هذه الألوان كرمز لبلاده.
تم توثيق العلم رسميًا في عام 1230 وأصبح منذ ذلك الحين رمزًا للتراث الوطني للنمسا.
قصة علم لاتفيا
يعود تاريخ علم لاتفيا إلى القرن الثالث عشر، عندما استخدمت قبائل لاتغاليون رمزًا أحمر وأبيض على راياتهم. ويقال إنها نشأت من الملاءة البيضاء لرئيس قبيلة لاتفيا الجريح، والتي كانت ملطخة بالدماء باستثناء مكان جسده.
ويرمز اللون الأحمر إلى دماء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل لاتفيا، بينما يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والسلام.
خلال القرون التالية، استخدمت لاتفيا العديد من الأعلام المختلفة، غالبا ما كانت تتأثر بالقوى المسيطرة على المنطقة. فمثلاً، خلال فترة حكم الإمبراطورية الروسية، تم استخدام علم أحمر وأبيض مع صليب أرثوذكسي في وسطه. وفي عام 1918، نالت لاتفيا استقلالها لأول مرة، وتم اعتماد العلم القرمزي والأبيض كعلم رسمي للبلاد.
قصة علم سويسرا
يعتبر علم سويسرا من أشهر الأعلام في العالم، ويتميز بتصميمه البسيط المكون من صليب أبيض على خلفية حمراء. لكن تتعدد الأساطير حول أصل الصليب الأبيض في علم سويسرا، إليك بعض أشهرها:
تصميم العلم مستوحى من معركة لوبين عام 1339، وقد ارتبط بالاتحاد السويسري منذ القرن الرابع عشر. ويمثل الصليب الأبيض الحرية والإيمان، بينما تمثل الخلفية الحمراء الشجاعة والقوة.
وينفرد العلم السويسري بين الأعلام الوطنية بشكله المربع، وهو معروف عالميًا كرمز للقيم الإنسانية للبلاد.
قصة علم ألبانيا
يرتبط علم ألبانيا ارتباطًا وثيقًا بتاريخها العريق، حيث ظهر رمز النسر الأسود ذي الرأسين لأول مرة في القرن الرابع عشر على ختم الإمبراطورية البيزنطية، التي حكمت ألبانيا لعدة قرون.
ومع مرور الزمن، أصبح هذا الرمز يمثل القوة والشجاعة والحرية، وارتبط بالعديد من الشخصيات التاريخية الألبانية، مثل سكاندربج أو إسكندر بك، المناضل الذي قاد ثورة ضد الحكم العثماني في القرن الخامس عشر.
قصة علم إنجلترا
يعد علم إنجلترا رمزًا غنيًا بالتاريخ، حيث يعود أصله إلى القرن الرابع عشر. ويتكون العلم من صليب أحمر عريض على خلفية بيضاء، يعرف باسم "صليب القديس جورج". ويعتقد أن القديس جورج، قد استخدم هذا الصليب على درعه خلال الحروب الصليبية.
مع مرور الوقت، أصبح صليب القديس جورج رمزًا هامًا للهوية الإنجليزية. وتم استخدامه على رايات الملوك الإنجليز خلال العصور الوسطى، وظهر أيضًا على العملات المعدنية والأختام الرسمية.
وفي عام 1603، تم توحيد مملكتي إنجلترا واسكتلندا تحت حكم الملك جيمس الأول. نتج عن هذا التوحيد علم جديد يعرف باسم "علم الاتحاد" أو علم المملكة المتحدة الحالي. ويتكون هذا العلم من صليب القديس جورج ممزوجًا مع صليب القديس أندرو (صليب أبيض مائل على خلفية زرقاء) لتمثيل اسكتلندا.
قصة علم السويد
يعود تاريخ علم السويد إلى القرن الثالث عشر، عندما كان يستخدم صليب أصفر على خلفية زرقاء كرمز للمسيحية. في ذلك الوقت، كانت السويد جزءًا من اتحاد كالمار، الذي ضم أيضًا الدنمارك والنرويج.
في عام 1523، انفصلت السويد عن اتحاد كالمار وأصبحت مملكة مستقلة. واحتفظت السويد بالصليب الأصفر على خلفية زرقاء كعلمها، لكن تم إضافة بعض التعديلات على التصميم. ففي عام 1844، تم تحديد نسبة العلم بشكل رسمي إلى 5:8.
يمثل اللون الأزرق في علم السويد السماء والبحر، بينما يمثل اللون الأصفر الشمس والنار. ويرمز الصليب الأصفر إلى المسيحية، وهو أيضًا رمز قديم للملكية في السويد.
قصة علم هولندا
يرجع تاريخ علم هولندا إلى القرن السادس عشر، عندما كانت الأقاليم المنخفضة (هولندا الحالية) تحت حكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة. كان العلم المستخدم في ذلك الوقت هو علم بورغوندي، وهو عبارة عن صليب أحمر على خلفية بيضاء.
وفي عام 1568، ثارت الأقاليم المنخفضة ضد الحكم الإسباني، وبدأت حرب الثمانين عامًا. خلال هذه الحرب، اتخذ الثوار علمًا جديدًا يتكون من ثلاثة ألوان أفقية: البرتقالي والأبيض والأزرق.
مع مرور الوقت، تغيرت ألوان العلم الهولندي قليلاً. أصبح اللون البرتقالي أكثر احمرارًا، بينما أصبح اللون الأزرق أغمق. وفي عام 1937 أصبح العلم الرسمي.
قصة علم اليابان
يعرف علم اليابان باسم "هينومارو" (الدائرة الشمسية)، وهو عبارة عن راية بيضاء مستطيلة مع قرص أحمر كبير في المنتصف يمثل الشمس.
وتشير بعض الروايات إلى أن استخدام رمز الشمس في اليابان يعود إلى القرن السابع الميلادي، حيث كان يستخدم على دروع الساموراي وراياتهم. ويرتبط هذا الرمز بمعتقدات قديمة تقدس الشمس.
تم اعتماد تصميم العلم رسميًا في القرن التاسع عشر، ليكون شهادة على تقديس اليابان الدائم للطبيعة والتقاليد. وتمثيل لهوية البلاد باعتبارها أرض الشمس المشرقة بتأثيرها على العالم من خلال ثقافتها والتقدم التكنولوجي.
في النهاية، يمكننا القول إن هذه الأعلام الملونة تحمل في طياتها حكايات ملهمة عن الحضارات والثقافات. فقد عكست هذه الأعلام مراحل تاريخية مختلفة، بدءًا من الحضارات القديمة ووصولا إلى العصر الحديث.