قصة أكبر فيل في العالم.. طول أنيابه 198 سم ونهايته مأساوية
كان ساتاو عملاقًا حقيقيًا، يعتقد أنه ولد في أواخر الستينيات، وعاش حياة طويلة امتدت لأكثر من 45 عامًا
تواجه الأفيال مجموعة كبيرة من التحديات، والتي جعلتها الآن تنضم إلى قائمة الكائنات المهددة بالانقراض حول العالم، بسبب الصيد الجائر والمتوحش بهدف الحصول على أنيابها التي تعد مصدرا مهما للعاج في العالم. هكذا تدفع الأفيال ثمن الجشع والرغبة في كسب المال على حساب أي شيء.
تعد قصة الفيل ساتاو، واحدة من القصص التي تعكس حجم الكارثة التي تواجهها الأفيال حول العالم، بداية من أرقامه القياسية التي كان يتمتع بها، واعتباره ثروة نادرة، إلى نهايته المأساوية التي تمثل درسا يلخص حجم المأساة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة الفيل ساتو، الذي عرف بأنه أكبر فيل في العالم، وكذلك لقب بالفيل صاحب أكبر أنياب في العالم. كيف بدأت قصته وكيف انتهت، بالإضافة إلى معلومات وحقائق مثيرة عنه.
قصة أكبر فيل في العالم
كان ساتو فيلًا ذكرًا أفريقيًا، اشتهر بحجمه الهائل وأنيابه الطويلة والمنحنية بشكل مميز، والتي كانت أطول الأنياب المسجلة لفيل أفريقي. كان يعيش في حديقة تسيمانا الوطنية في كينيا، وكان يعتبر رمزًا للحياة البرية الأفريقية.
كان ساتاو عملاقًا حقيقيًا، يعتقد أنه ولد في أواخر الستينيات، وعاش حياة طويلة امتدت لأكثر من 45 عامًا، حيث كان خلالها فخر كينيا، وأيقونة وطنية للأفيال، وكان من أبرز رموز الحياة البرية في القارة الأفريقية.
مواصفات أكبر فيل في العالم
عرف ساتاو بأنه أكبر بكثير من الفيلة الأخرى، حيث تميز بأنيابه الطويلة والمنحنية التي تجاوزت طوله، لدرجة أنها كانت قريبة من الأرض، حيث تجاوز طولها 6.5 أقدام، أي ما يعادل 198 سم، ووزنها أكثر من 100 رطل، أي ما يعادل 45 كجم لكل منها. لذلك، كانت رمزًا لقوته وهيبته، مما جعله من أندر الفيلة في العالم، ودفع الباحثين إلى الاهتمام به ومتابعته من حين إلى آخر.
ازدادت شهرته عندما تناولته وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ليصبح هذا الفيل في حد ذاته حدثا مهما. وبفضل صوره الفوتوغرافية المذهلة التي التقطها المصورون المحترفون، والتي انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ازدادت شعبية ساتو العالمية، لصبح من وقتها رمزًا للحفاظ على البيئة والحياة البرية في أفريقيا. يجذب اهتمام وانتباه العالم إلى خطر الانقراض الذي يواجه الفيلة بسبب الصيد الجائر.
نهاية مأساوية
مع حلول عام 2013، ارتفع معدل التحديات التي تواجهها الأفيال الأفريقية، حيث شهد هذا العام وحده مقتل أكثر من 20 ألف فيل أفريقي، بسبب الصيد الجائر للحصول على العاج الخاص به، حيث كانت تترك أجساد الأفيال تتعفن بعد قتلها من أجل الأنياب. ورغم أن الفيل ساتو كان تحت المراقبة، إلا إنه لم يسلم من هذا المصير. ولكن كيف حدث ذلك؟
تبدأ القصة في مطلع عام 2014، حيث كان ساتو تحت مراقبة دائمة من هيئة الحياة البرية في كينيا، لكنه بدأ يتجول في مناطق أكبر تبلغ مساحتها 390 ميلًا مربعًا، أي ما يعادل 1000 كيلومتر مربع، مما جعل عملية مراقبة أصعب، خاصة في ظل الغطاء النباتي الكثيف في المنطقة.
وفي مارس عام 2014، عثر عليه مصابا بهمين من قبل صيادين حاولوا اصطياده. وتوجه الأطباء إليه على الفور وحاولوا علاجه، وبالفعل بدأ في التعافي. لكنه اختفى مرة أخرى بعدها بأشهر قليلة، ليعثر عليه شخص في 2 يونيو عام 2014، جثة هامدة. لسوء الحظ، تم قتل ساتاو على يد صيادين، وذلك للحصول على أنيابه الثمينة، والتي تباع بأسعار باهظة في السوق السوداء.
أثار مقتل ساتاو صدمة واسعة في العالم، وأدى إلى حملات عالمية لمكافحة الصيد الجائر وحماية الفيلة. وعلى الرغم من نهايته المأساوية، إلا أن ساتاو ترك إرثًا هائلاً في مجال الحفاظ على البيئة، وساهم في زيادة الوعي بأهمية حماية الفيلة والأنواع المهددة بالانقراض.
المأساة تتكرر مرة أخرى
لم تنته المأساة عند هذا الحد، بل بعد مقتله بـ3 سنوات فقط، أعلنت إحدى منظمات الحفاظ على البيئة عن مقتل فيل أفريقي نادر، يعد أيضًا واحدًا من أقدم وأكبر الفيلة في القارة، في حادث يشتبه بأنه صيد غير قانوني، حيث وجد فيل لقب أيضا باسم "ساتاو الثاني"، يبلغ من العمر 50 عامًا، ميتًا بالقرب من حدود متنزه تسافو الوطني.
ويعتقد خبراء الحفاظ على البيئة في المتنزه أنه ربما قتل بسهم مسموم، على الرغم من عدم تأكيد سبب الوفاة بعد.
سمي ساتاو الثاني بهذا الاسم، على اسم الفيل ساتو صاحب الأنياب العملاقة، الذي قتل على يد الصيادين عام 2014. ويعد من الذكور البالغة، كما يمتلك أنيابًا كبيرة بما يكفي لتلامس الأرض، وهي ظاهرة نادرة، حيث يبلغ وزن أحد الأنياب 51.5 كجم، والآخر 50.5 كجم.
وجدت جثة الفيل في يناير 2017، خلال مراقبة جوية روتينية لمتنزه تسافو الوطني، الذي تبلغ مساحته 25 ألف كيلومتر مربع. وقالت مؤسسة تسافو: "هذه خسارة محزنة للغاية من جميع النواحي، حيث تم العثور على جثة ساتاو بالفعل مع الأنياب العاجية سليمة، وتم استعادتها قبل أن تقع في أيدي الصيادين، وبيعها في السوق غير القانونية للعاج".
الدروس المستفادة
ترك رحيل الفيل ساتو أثرًا كبيرًا، وباتت قصته المأساوية تتصدر عناوين الأخبار، وتحولت إلى درس كبير يمكن أن نستخلص منه مجموعة عناصر، أهمها:
خطر الصيد الجائر
يؤكد مقتل ساتاو على الخطر الكبير الذي يمثله الصيد الجائر على الحياة البرية، وخاصة على الأنواع الكبيرة والنادرة.
أهمية الحفاظ على البيئة
يجب على الجميع العمل معًا للحفاظ على البيئة وحماية الحياة البرية، وذلك من خلال دعم جهود مكافحة الصيد الجائر وتجارة الأجزاء الحيوانية.
دور السياحة البيئية
يمكن للسياحة البيئية أن تلعب دورًا هامًا في حماية الحياة البرية، من خلال توفير الدخل للمجتمعات المحلية وتشجيعهم على حماية الحيوانات والنباتات.
في النهاية، تبقى قصة الفيل ساتاو، والآخر ساتو الثاني، رمزًا قويًا للمعاناة التي تواجهها الطبيعة والحياة البرية في العالم كله. وتذكرنا قصته المأساوية بأهمية حماية هذه المخلوقات الرائعة والحفاظ على بيئتها من أجل الأجيال القادمة.