قصة الدب الأسوأ حظًا في العالم بسبب لونه.. حقيقة أم خيال؟
اعتقدوا أنه دب قطبي وتم نقله إلى القطب الشمالي عدة مرات ثم اتضح إنه ليس كذلك
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة تشابه مذهلة، قلبت حياة حيوان رأسًا على عقب بطريقة لا تتوقعها. جوئي، وهو دب بني مصاب بالبقع البيضاء أو البهاق، تعرض لسلسلة من الأحداث المؤسفة والغريبة التي جعلته يحمل لقب "أكثر دب غير محظوظ في العالم"، حيث أدى مظهر جوئي الفريد، المتمثل بفرائه الأبيض الثلجي بسبب البقع البيضاء، إلى العديد من اللبس الخاطئ.
ووفقًا لموقع Timesofindia، أخطأ خبراء الحفاظ على البيئة والنشطاء البيئيين في التعرف عليه مرارًا وتكرارًا، معتقدين أنه دب قطبي، مما أدى إلى نقله إلى القطب الشمالي عدة مرات، في قصة غريبة تم تداولها على نطاق واسع منذ فترة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كيف بدأت قصة جوئي؟
بدأت قصة جوئي في الغابات بكندا، حيث رصده مجموعة من خبراء الحفاظ على البيئة لأول مرة عام 2021. لفت فروه الأبيض الباهر انتباههم على الفور، واعتقدوا خطأ أنه دب قطبي ضل طريقه عن موطنه الطبيعي. وبدافع القلق على سلامته، قرروا نقله إلى القطب الشمالي معتقدين أنه موطنه الأصلي. وبالفعل، تم تخدير جوئي ونقله جوًا إلى البرية الجليدية في القطب الشمالي.
الدببة البنية المصابة بالبقع البيضاء أو البهاق نادرة للغاية. معظم مشاهدات الدببة البيضاء المبلغ عنها في البرية ليست بقع بيضاء حقيقية، بل هي حالات أخرى مثل الوهج، الذي يقلل من التصبغ جزئيا فقط.
عند وصوله، وجد جوئي نفسه في بيئة غريبة تمامًا. شكلت تضاريس القطب الشمالي القاسية والجليدية تناقضًا صارخًا مع الغابة الوفيرة التي كان يعيش فيها واعتاد عليها. كافح جوئي للتكيف مع محيطه الجديد، حيث وجد صعوبة في الصيد والاصطياد في المياه الجليدية، وكان غالبًا ما يتعرض للتخويف والطرد من قبل الدببة القطبية الأكبر حجما. وعلى الرغم من هذه التحديات، تمكن من البقاء على قيد الحياة، وإن كان بصعوبة بالغة.
لم يمض وقت طويل حتى أدرك خبراء الحياة البرية المحليون في القطب الشمالي أن جوئي ليس دبًا قطبيًا. كانت سلوكياته وخصائصه الجسدية مختلفة تمامًا عن الدببة القطبية الأصلية، حيث كان فروه مصفرا بدلاً من الأبيض الثلجي، وكان أصغر حجما مقارنة بالعمالقة القطبية، على الرغم من كونه دبًا بالغًا.
وبعد التحقق من قواعد البيانات الخاصة بهم، اكتشفوا أن جوئي في الواقع دب بني مصاب بالبقع البيضاء من كندا. وبذلت جهود لإعادته إلى موطنه الأصلي، وتم نقله بعناية بالهليكوبتر.
لم تنته مأساة جوئي
ومع ذلك، لم تنته مشاكل جوئي بعد. ففي عام 2022، تم الخلط بينه وبين دب قطبي مرة أخرى من قبل مجموعة أخرى من خبراء الحفاظ على البيئة. هذه المرة، تم العثور عليه يتجول بالقرب من بلدة صغيرة في ألاسكا.
هنا، افترض السكان المحليون، غير المألوفين بمفهوم الدب البني المصاب بالبقع البيضاء أو البهاق، أنه دب قطبي ضائع، وأبلغوا سلطات الحياة البرية. تم تخدير جوئي وإرساله مرة أخرى إلى القطب الشمالي، ليواجه نفس التحديات في التكيف مع بيئة ليست بيئته.
وعلى الرغم من الاضطرابات المتكررة في حياته، أظهر جوئي مرونة وقابلية للتكيف ملحوظتين. وأصبحت قصته معروفة على نطاق واسع، وأطلق عليه لقب "أكثر دب غير محظوظ في العالم".
في عام 2024، لفتت محنة جوئي انتباه الجمهور العالمي. سلطت عمليات التشابه الخاطئة المتكررة الضوء على الحاجة إلى تعليم وتدريب أفضل لخبراء الحفاظ على البيئة والنشطاء البيئيين. وبذلت جهود لرفع الوعي بوجود الدببة البنية المصابة بالبقع البيضاء وأهمية التعرف الدقيق على الحياة البرية قبل اتخاذ أي إجراء.
أدت حياة جوئي، رغم أنها مليئة بالتحديات غير المتوقعة، إلى تغييرات إيجابية أيضًا. أثارت قصته الوعي بالتحديات الفريدة التي تواجه الحيوانات المصابة بالبهاق أو البقع البيضاء، وأهمية الإدارة السليمة للحياة البرية. ومن وقتها، أصبح جوئي، الدب البني المصاب بالبقع البيضاء الذي تم الخلط بينه وبين دب قطبي باستمرار، رمزًا للصمود والحاجة إلى مزيد من الفهم والرعاية في التعامل مع الحياة البرية.