قصة الرجل الأكثر سفرا في العالم.. قطع 15 مليون ميل جوي

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام
مقالات ذات صلة
قصة أغلى شوكولاتة في العالم.. 490 دولار مقابل قطعة صغيرة!
قصة أطول عقار سكني في العالم.. 15 ألف نافذة و170 بابًا
قصة أسمن بطريق في العالم.. وزنه أكثر من والديه مجتمعين

يتمنى الكثير من الناس خوض تجربة السفر، والانتقال من بلد إلى آخر، للتعرف على ثقافات مختلفة، ورؤية المعالم التاريخية عن قرب، واستكشاف العالم. لكن هناك شخصاً استطاع أن يحقق أكثر من ذلك بكثير، للدرجة التي جعلته الرجل الأكثر سفرا في العالم.

هذا الرجل هو فريد فين، الذي قضى سنوات عديدة من حياته في السفر عبر المحيط الأطلسي بسرعة فائقة على متن الطائرة الأيقونية "كونكورد"، التي كانت تقطع المسافات بسرعة تفوق 1300 ميل في الساعة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

هذا الرجل الملهم، الذي يبلغ عمره الآن 84 عاما، حقق إنجازا لا يصدق حتى أصبح الرجل الأكثر سفرا في العالم. يمتلك فريد سجلا حافلا بالرحلات الجوية، حيث بلغ إجمالي الأميال التي قطعها أكثر من 15 مليون ميل، وهو رقم مذهل يعادل أكثر من 62 رحلة إلى القمر.

من هو فريد فين؟

نشأ فريد في مقاطعة كنت في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وأمضى طفولته وهو مفتون بالطيران. وكانت رحلاته المتكررة إلى مطار عسكري قريب على الساحل قد زرعت فيه شغفا لا يقاوم بالطيران. وفي سن الثالثة عشرة، تحققت هذه الرغبة عندما تمكن من تجربة أول رحلة طيران له في طائرة تايجر موث، ذات الجناحين، وهي تجربة لا تنسى تركت أثرا عميقا في حياته.

في بداية شبابه، بدأ فريد رحلاته إلى دول مختلفة، ولم يلبث أن اشتهر برحلاته المتكررة، حيث لفت الانتباه إلى شخصيته المغامرة. وقد توج هذا الاهتمام بدعوته للانضمام إلى أول رحلة تجارية لطائرة الكونكورد الفائقة السرعة بين لندن وواشنطن في عام 1976.

تطير معظم الطائرات التجارية العادية على ارتفاعات تتراوح بين ستة إلى سبعة أميال، بسرعة إبحار تبلغ حوالي 600 ميل في الساعة. ولكن طائرة الكونكورد كانت مختلفة تماما. فقد كانت ترتفع إلى ارتفاعات هائلة تصل إلى أحد عشر ميلا، وتصل سرعتها القصوى إلى ضعف سرعة الصوت. من هنا، تعلق قلب فريد بهذه الطائرة، وقرر أن يخوض بها كل رحلاته.

عاشق الكونكورد

أحب فريد خوض رحلاته باستخدام طائرة الكونكورد، لدرجة أنه كان يتم الترحيب به في كل رحلة بطريقة خاصة. فقد كان يتم تخصيص مقعده المفضل له، المقعد 9 أ. وأصبح جزءا لا يتجزأ من عائلة الكونكورد. حضر حفلات زفاف الطيارين، وتعرف على المشاهير الآخرين الذين كانوا يسافرون بانتظام على متن هذه الطائرة الفاخرة، وحتى سمح له بالجلوس في قمرة القيادة أثناء الرحلة، مما منحته نظرة فريدة من نوعها على عالم الطيران.

وداعا للكونكورد

في نوفمبر من عام 2003، ودعت طائرة الكونكورد الأسرع من الصوت سماءنا إلى الأبد. جاء هذا بعد حادث مأساوي وقع قبل ثلاث سنوات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التشغيل التي جعلت استمرار رحلاتها غير ممكن تجاريا. وبذلك، انتهى عصر السفر الجوي الفائق السرعة الذي أذهل العالم.

في ذلك اليوم التاريخي، لم يكن فريد، على متن الرحلة الأخيرة للكونكورد. بدلا من ذلك، توجه إلى استوديو سكاي نيوز لتقديم تحليله وتأملاته حول هذا الحدث الهام.

وعلى الرغم من حزنه على نهاية عصر السفر الأسرع من الصوت، إلا أن روح المغامرة لا تزال تنبض في قلبه. يسافر جوا حول العالم بشكل متكرر، ويزور بلده المفضل، كينيا، عدة مرات سنويا. والآن، أصبح فريد قصة ملهمة عن الحياة والرحلات والاكتشافات.