قصة باباي الحقيقي.. رجل مفتول العضلات عاش فقيرًا ومات وحيدًا
شخصية "باباي" الكرتونية جاءت من وحي شخصية حقيقية عاشت بيننا في يوم من الأيام
هل باباي شخصية حقيقية؟ سؤال يطرحه العديد من هواة وعشاق هذا الكرتون الشهير والشخصية المميزة التي نالت إعجاب أجيال حول العالم، حيث عرف بشخصيته المرحة وعضلاته المفتولة والتي يتضاعف حجمها عندما يتناول السبانخ كوجبة تحوله إلى بطل خارق.
وبالبحث، تبين أن شخصية "باباي" الكرتونية تلك جاءت بالفعل من وحي شخصية حقيقية عاشت بيننا في يوم من الأيام، حيث اتسم صاحبها بنفس صفات الشخصية الكرتونية تقريبًا، سواء الشكلية والجسدية أو السمات الشخصية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة الشخصية الحقيقية التي ألهمت صناع العمل الشهير "باباي"، وكيف عثروا عليه. إلى جانب رحلاته ومغامراته في عالم البحار حتى وفاته.
من هو باباي الحقيقي؟
فرانك فيجل كان بحارًا أمريكيًا عاش بين عامي 1868 و1947. اشتهر بكونه مصدر إلهام لشخصية "باباي" الشهيرة في الرسوم المتحركة.
ولد فرانك فيجل في 27 يناير 1868 في تشيستر بولاية إلينوي الأمريكية. ونشأ في عائلة فقيرة وبدأ العمل في البحر في سن مبكرة.
وتميز فرانك فيجل بكونه رجلًا ضخمًا وقويًا. كما كان معروفًا بشخصيته القوية وروح الدعابة. وسافر حول العالم خلال حياته، وعاش العديد من المغامرات المثيرة.
علاقة فرانك فيجل بشخصية باباي
في عام 1929، التقى رسام الكاريكاتير إلزي كريسلر سغار، بفرانك فيجل في إحدى حانات مدينة تشيستر، حيث كان يبحث عن إلهام لشخصية جديدة في سلسلته "تيمبل تاون" التي تقدم قصصًا مرسومة في مجلة نيويورك جورنال.
أعجب سغار بشخصية فيجل القوية ومظهره المميز، وقرر أن يجعله مصدر إلهام لشخصية "باباي" التي ظهرت لأول مرة في 17 يناير 1929.
لم يكن فرانك فيجل مجرد مصدر إلهام لمظهر "باباي" فقط، بل ساهم أيضًا في تشكيل شخصيته. فكان "باباي" يتمتع بالقوة والشجاعة والروح الدعابة، وهي صفات تميز بها فرانك فيجل أيضًا الذي ألهم العديد من الأجيال حول العالم.
الغريب أنه كان من المفترض أن يكون بوباي مجرد شخصية مؤقتة تظهر لمرة واحدة ضمن سلسلة القصص المصورة داخل مجلة نيويورك جورنال. لكن العديد من القراء كتبوا مطالبين بعودة بوباي. وبالفعل، جعله الفنان سغار شخصية منتظمة ضمن سلسلته. وفي النهاية، أصبح بوباي الشخصية الرئيسية.
بعد ذلك، تم تحويل باباي إلى سلسلة من الرسوم المتحركة ليتم عرضها في السينما عام 1933. وفي عام 1960، انتقل بوباي إلى التلفزيون وتم إصدار سلسلة جديدة عنه.
معلومات عن فرانك فيجل
باباي هو مسلسل كرتون ممتع ومفيد للأطفال، ويقدم لهم العديد من القيم والأخلاق، ويساعدهم على تنمية خيالهم. لذلك، يسعى كثيرون للتعرف على الشخصية الحقيقية وراء هذا العمل. وفي السطور التالية نستعرض معكم أبرز المعلومات عن باباي الحقيقي.
. طوله 5 أقدام و11 بوصة ووزنه 175 رطلًا.
. كان فرانك فيجل ملاكمًا هاويًا في شبابه.
. كان يتشاجر كثيرًا في الحانات والصالونات. وأكسبته تلك المشاجرات سمعة سيئة.
. رغم عصبيته، عرف عنه أنه يحب الأطفال وكان معروفًا بتوزيع الحلوى على أطفال المدينة.
. قضى 21 عامًا في الخدمة والقتال على متن السفينة إتش إم إس رودني.
. فقد عينه في إحدى المعارك. لكنه ظل شجاعًا يدخن الغليون ولم يرفض القتال أبدًا.
. عمل فرانك فيجل كحارس أمن في إحدى الشركات بعد اعتزاله من العمل في البحر.
. عاش فيجل العجوز مع والدته. وبعد وفاتها عاش في نفس المنزل لبقية حياته.
. لم يحصل فرانك فيجل على أي تعويض مادي مقابل كونه مصدر إلهام لشخصية "باباي".
. توفي فرانك فيجل في 24 مارس 1947 عن عمر يناهز 79 عامًا.
. في عام 1977، تم افتتاح تمثال لفرانك فيجل في مدينة تشيستر تخليدًا لذكراه.
. نشرت صحيفة سانت لويس بوست ديسباتش، صورة لفيجل وهو جالس على كرسي هزاز ويدخن الغليون، وكشفت إنه كان مصدر إلهام لشخصية باباي.
. أدرجه متحف الحرب الإمبراطوري على أنه "الرائد الملقب باسم بوباي".
قصة مسلسل باباي
باباي هو مسلسل كرتون يدور حول مغامرات بحار قوي يدعى "باباي". يتميز بشخصيته المرحة وروحه الطيبة، وقوته الخارقة التي يحصل عليها من أكل السبانخ.
ويواجه باباي خلال الأحداث العديد من التحديات في رحلاته البحرية، ويخوض صراعًا دائمًا ضد عدوه اللدود "بلوتو" الذي يسعى للسيطرة على العالم.
كذلك، وعلى جانب آخر، يحب باباي "زيتونة" الجميلة، ويحاول دائمًا حمايتها من مخاطر بلوتو. كما يشارك في مغامراته صديقه المخلص "ويمبي" الذي يضفي لمسة كوميدية على المسلسل.
ويقدم المسلسل العديد من القيم والأخلاق للأطفال، مثل أهمية الصداقة والحب والشجاعة، والانتصار على الشر، وأهمية تناول الطعام الصحي.
ماذا يأكل باباي ليصبح قويًا؟
تمتع باباي بشخصية غريبة. ومن أشهر ما يميزه طوال حلقات المسلسل الشهير هو تناول السبانخ كوجبة تمنحه القوة التي تساعده على إنقاذ شخص ما أو محاربة شرير كبير، حيث يفتح بوباي بسرعة علبة سبانخ، ويلتهمها، ويتحول على الفور إلى بطل خارق.
وجاءت فكرة تناول باباي لوجبة السبانخ تحديدا إلى صناع العمل، من وحي خطأ علمي غريب. ففي عام 1870، كان الكيميائي الألماني إريك فون وولف، يدرس كمية الحديد الموجودة في الخضروات. وعندما كتب النتائج التي توصل إليها، ارتكب خطأ، حيث نسي وضع العلامة العشرية الخاصة بنسبة الحديد في السبانخ تحديدا.
بدلاً من أن يكتب "وولف" أن السبانخ تحتوي على 3.5 ملليجرام من الحديد لكل 100 جرام، قال إن السبانخ تحتوي على 35 ملليجرام من الحديد في كل 100 جرام، أي 10 أضعاف الكمية الفعلية. ولهذا السبب اختار صناع "باباي" السبانخ لتكون سلاحه السري.
وعلى الرغم من تصحيح الخطأ العلمي في النهاية بعد 70 عامًا، إلا أن أسطورة السبانخ لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. وكل ذلك بفضل العلامة العشرية التي تم وضعها في غير مكانها وقوة المسلسل الكرتوني الشهير.
أصبحت السبانخ جانبًا مهما من شخصية باباي. ولكن حدث أيضًا شيء غير متوقع، حيث قفز استهلاك السبانخ في الأسواق بنسبة 30 في المائة.
في النهاية، يعد مسلسل باباي من أشهر مسلسلات الكرتون في العالم، وقد حقق نجاحًا كبيرًا منذ ظهوره لأول مرة عام 1929.