قصة بقرة بني إسرائيل مختصرة
قصة بقرة بني إسرائيل، من أشهر القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، وردت تحديدًا في سورة البقرة، تحمل الكثير من المعاني والحكم والمعجزات، يمكنك الاطلاع عليها وقراءتها من خلال السطور التالية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة بقرة بني إسرائيل
- قصة بقرة بني إسرائيل من أبرز القصص، وخلال الأسطر التالية سنذكر أحداث القصة، حيث في يوم من الأيام تم قتل رجل كبير في السن وغني من بني إسرائيل، هذا الرجل المسكين قتل في الليل، وتركت جثته في الطريق، ولم يعرف أحد من القاتل الذي ارتكب الجريمة، وكان للقتيل أبناء أخ يريدون أن يرثوا ماله الكثير، واختصم أبناء العم، فأشار عليهم أحد الناس أن يأخذوا رأي نبي الله موسى عليه السلام.
- فأمرهم نبي الله موسى عليه السلام أن يذبحوا بقرة، فغضب أهل القتيل من موسى عليه السلام، وظنوا أنه يسخر منهم، لكن نبي الله موسى بين لهم أن هذا أمر من الله تعالى، ووحي منه عز وجل.
- ولما استقروا على أن يذبحوا البقرة طلبوا من نبي الله موسى عليه السلام أن يصف البقرة لهم، وما هو لونها، فجاء أمر لله تعالى أن يذبحوا بقرة متوسطة بكر صفراء لونها ينشرح لها الصدور.
- ثم عادوا وسألوا نبي الله موسى عليه السلام عن وصفها لأن البقر كله متشابه في نظرهم، فقال لهم موسى عليه السلام، هي بقرة لا تستخدم في حرث الأرض ولا السقاية، ولا عيب فيها، وكان هناك بقرة يملكها رجل بار بوالديه، تتطابق مع الوصف الذي وصفه نبي الله موسى عليه السلام.
- فطلبوا من صاحبها شراءها فرفض، ولكنه وافق بعد أن أخذ ما يعادل وزن البقرة ذهب عشر مرات، وأمرهم موسى عليه السلام أن يأخذوا بعض منها ويضربوا بها القتيل.
- وبعد أن أخذوا أجزاء من البقرة وضربوا بها القتيل، آفاق القتيل مرة أخرى وسأله موسى عليه السلام عن الشخص الذي قتله، فأشار على ابن أخيه، وقال لقد قتلني ابن أخي ثم مات من جديد.
- وهذه القصة إن كانت تؤكد على شيء فهي تؤكد على سلوك بني إسرائيل مع الله عز وجل وموسى عليه السلام.
قصة بقرة بني إسرائيل مختصرة
- بعد مرور فترة من الزمن في البرية، بدأ بنو إسرائيل يشتكون من قلة الطعام والشراب، فطلبوا من موسى وهارون أن يطلبوا من الله أن يرزقهم. فأمر الله موسى بأن يضرب عصاه على صخرة فخرجت منها مياه لتروي الشعب.
- ومع مرور الوقت، عاد الشكوى من قلة الطعام. فأمر الله موسى بأن يأتوا ببقرة، وأن يذبحوها ويأكلوا منها. وهكذا فعلوا بقرةً، وكان ينبغي عليهم أن يأكلوا منها بحسب احتياجهم فقط.
- لكنهم أصبحوا جشعين وطلبوا من موسى أن يذكر لهم ما هي نعمة الله التالية التي سيمنحها لهم. فأمرهم الله بأن يضربوا البقرة المذبوحة بعظم، فإذا فعلوا ذلك انبعثت منها بقرة ذات لون فردي. وكان من المفترض أن يأخذوا اللحم من هذه البقرة ويأكلوه، ولكن بعضهم رفض وأصبحوا يشككون في هذه الآية.
- ومع تسلط المزيد من الشك، تفشت الفوضى بين بني إسرائيل، واستمرت الشكوك والتمرد، مما أدى إلى عقابهم بالتجويع والمحنة.
قصة البقرة في سورة البقرة
- قصة سورة البقرة ، جاء فيها أنه لم ترد قصة بقرة بني إسرائيل إلا في سورة البقرة، قصة بقرة بني إسرائيل رُوِي أنَّ رجلًا من بني إسرائيل قُتِل، فاختلف النّاس في القاتل، وحتى يستدلّوا على القاتل أمرهم الله سبحانه عزَّ وجلّ عن طريق الإيحاء لنبّيهم موسى عليه السّلام أن يذبحوا بقرةً، ولم يَذكر لهم مواصفات البقرة تخفيفًا عليهم، ثم يضربوا ببعض تلك البقرة بأي جزء منها ذلك الميت، فإن ذلك الميت سيتكلّم بأمر الله ويُخبِر بمن قتله، فأخبر موسى عليه السّلام بني إسرائيل بذلك، قال الله عزَّ وجلّ: «وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً».
- قصة سورة البقرة ، فقد جاء ذكر البقرة هنا نكرةً، فخفّف الله عليهم وشدّدوا هم على أنفسهم: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ»، والمقصود هنا السّؤال عن سنّها، فبدأ الاشتراط من هنا لسؤالهم: «قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ» ليست مُفرطةً في السنّ ولا صغيرة، «عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ» أي: بين هذين السِنَّين، وهنا شدّدوا على أنفسهم مرّةً أخرى بسؤالهم عن لونها مع عدم اشتراطه للونٍ مُعيّن.
- قصة سورة البقرة ، في قوله تعالى: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا»، فلما أجابهم عن لونها وعمرها سألوه عن وصفها بقولهم: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمهتدين * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ»، غير مُذلّلة في الحراثة والسّقاية، تحرث أحيانًا وأحيانًا لا تحرث، نصف في كل شيء: في سنها، وفي كونها تُثير الأرض حينًا لكنّها لا تسقي الحرث، يعني: تعمل شيئًا وتترك أشياء، فليس هناك عيب فيها، وقيل: ليس هناك لون يُداخل الصّفار الذي فيها «مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ».
- قصة سورة البقرة ، واختلف العلماء في قوله: «وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ» هل هي عائدة على أنّهم تعبوا ووجدوا مشقّةً في الحصول عليها؟ أم أنهم كأنّما أُكرِهوا على هذا الأمر إكراهًا بدليل كثرة سؤالهم واعتراضهم على نبيّهم؟ وعندما فعلوا ما أمرهم الله به وذبحوا البقرة ثم أخذوا جزءًا منها ورموه على جثّة القاتل فنطق بقدرة الله وذكر لهم من القاتل، حيث كان منهم «وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا»، فكشف الله كذبهم وقتلهم لنفسٍ بغير وجه حقّ، وفوق كل ذلك سترهم على القاتل وادعائهم بالباطل عدم المعرفة وإلباس التّهمة لبريءٍ لا ذنب له.
قصة اليتيم صاحب بقرة بني إسرائيل
- قال تعالى:" ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67] فلماذا هذا الأمر؟ ورد أن رجلًا كان في بني إسرائيل كثير المال، وكان شيخًا كبيرًا، وله بنو أخ، وكانوا يتمنون موته ليرثوه، فعمَد أحدهم إليه ليلًا فقتله وطرح جثته في مجمع الطرق، وقيل: على باب رجل منهم، فلما أصبح الناس اختصموا فيه، وجاء ابن أخيه فجعل يصرخ ويتظلم، فقالوا: ما لكم تختصمون ولا تأتون نبي الله؟.
- فجاء ابن أخيه فشكا أمر عمه إلى موسى عليه السلام، فقال موسى: أنشد الله رجلًا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به، فلم يكن عند أحد منهم علم، وسألوه أن يسأل في هذه القضية ربه، فسأل اللهَ عز وجل في ذلك، فقال له: بلغهم بأن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة، فكيف وقع هذا الأمر عليهم؟
- ولما داخلتهم الغرابة وعرتهم الدهشة، أخبرهم موسى عليه السلام أنهم إن أرادوا ظهور الحقيقة فعليهم تنفيذ الأمر الرباني، فانطلقوا في السوق لشراء بقرة وذبحها، وفي السوق حاروا في شكل البقرة المطلوبة ومواصفاتها، فعادوا إلى موسى يستوضحون، ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ﴾ [البقرة: 68] ما مواصفاتها الرئيسية؟
- ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴾ [البقرة: 68]، فكانت المواصفات من حيث السن، فهي ليست كبيرة وليست صغيرة، بل هي عوان؛ أي: بينهما؛ أي: الأمر أن تكون ذات سن وسط، وهذا المطلب الرئيسي يكفي تحققه لاختيار البقرة المطلوبة.
- لكن بني إسرائيل اختلفوا في اختيار اللون، فرجعوا إلى موسى يستفسرون، ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ﴾ [البقرة: 69]، فحدَّد الله لهم اللون، وأصبح عندهم معطيات في السن واللون، واقتربت الصورة أكثر وضوحًا، ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾ [البقرة: 69]، فليس لهم إلا البحث عنها في السوق، أو تعميم هذه الأوصاف على الناس ليرشدوهم إليها، واستمر البحث، لكن بني إسرائيل طلبوا مزيدًا من الأوصاف ليأتوا بها كما يحددها المولى تعالى: ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمهتدين ﴾ [البقرة: 70]، وهنا ذكروا المشيئة معتمدين في البحث عنها على ربهم، فهُدوا إليها، ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ﴾ [البقرة: 71]، فإذا بها بقرة مرفهة مدللة، لا تعمل في حرث ولا في سقاية كالتي تشد على دواليب الماء ليس فيها عيب أو أثر خدوش أو إصابة كالتي تظهر على الأبقار العاملة في الحراثة وسقاية الماء أو الركوب وجر العربات، فهي سليمة، وبعد البحث وجدوا هذه البقرة.
- ورد في الأخبار أن مالكَ هذه البقرة يتيم الأب، وكان والده قد ترك له بقرة ترعى في أجم، وقال: ربِّ، إني أستودعك ولدي حتى يكبر، وتوفي الرجل الصالح وحفظ الله البقرة للولد، وعندما بلغ الرشد أخبرته والدته بأن له بقرة في مكان كذا، وطلبت منه أن يحضرها، فذهب وأحضرها، أراد بيعها على شرط موافقة والدته على الثمن، ونزل بها السوق، وكان بنو إسرائيل يبحثون عنها، فوجدوها مطابقة للأوصاف، فدفعوا ثمنها أولًا كما هو واقع السوق، لكن الفتى طلب المزيد، وكلما زادوا في السعر طلب أكثر، وعلم أنها مهمة، فتمسك بها إلى أن دفعوا ملء جلدها ذهبًا، فكانت معجزة، حيث ضرب بجزء منها قتيل بني إسرائيل فأحياه الله ونطق باسم القاتل، وكان ابن أخيه الذي تباكى عليه، وكانت نعمة على اليتيم، فأغناه الله، وقد ذكر أن مالك البقرة امرأة، وقيل: رجل صالح، ولب القصة كما ذكرت.