قصة تركي وعبدالرحمن مكتوبة.. غموض وإثارة داخل بيت الجد الغامض
واحدة من أكثر الحكايات المنتشرة في العالم العربي لما فيها من أحداث غريبة
قصة تركي وعبدالرحمن، واحدة من الحكايات التي حققت رواجًا كبيرًا في العالم العربي مؤخرًا، لما فيها من إثارة وغموض وتشويق، بالإضافة إلى الظواهر الغريبة التي تتناولها، حتى صارت من أكثر القصص المنتشرة على مواقع التواصل، والتي يبحث عنها المتابعون في أغلب المنصات. وفي السطور التالية نحكي لكم تفاصيلها كاملة بجميع أجزائها، سواء قصة تركي وعبدالرحمن أو قصة بيت الجد الغامض وكذلك قصة عبدالرحمن وزواجه ورحيله المفاجئ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة تركي وعبدالرحمن مكتوبة
شقيقان، أحدهما اسمه تركي والثاني عبدالرحمن، علاقتهما طيبة جدا وكلاهما يحبان بعضهما البعض، ومن المعروف عنها التفوق والذكاء الشديد.
في إحدى الليالي، وعدهما أبوهما أنهما إذا استطاعا التفوق في دراستهما سيحصر لهما هدية قيمة، وعليهما أن يختاراها بأنفسهما ولا يترددا في أي طلب. شرط أن يحقق التفوق الدراسي في الامتحانات.
بالفعل اجتهد الشقيقان وحاولا أن يكونا بين المتفوقين في المدرسة. وعندما ظهرت نتائج الامتحانات كانا من بين المتفوقين، وحققا درجات عالية.
نفذ الأب وعده، وأخذ ولديه إلى السوق وطلب منهما أن يختارا الهدية التي يريدونها. كانا ق اتفقا أن يختارا "بلاي ستيشن". وبالفعل أحضره لهما الوالد ولم يتردد في شرائه رغم سعره الغالي.
عادوا جميعا إلى المنزل. واعتقد الشقيقان أنهما سيلعبان بالجهاز الجديد ويقضيان أوقاتا ممتعة معه. لكن الوالد فاجئهما بأنه سيستغل الإجازة في السفر إلى الديرة، أو ما يعرف البلدة التي عاش وتربى فيها، وذلك لزيارة الأهل لأنهم لم يزوروهم منذ سنوات.
فوجئ الشقيقان، لكنهما نفذا كلام والدهما وبدأ المنزل كله يجهز للسفر، وبدأت الأم تعد وتجهز الطعام للرحلة الطويلة، حيث يقع المنزل على بعد أكثر من 700 كيلومتر، ومن المتوقع أن تستمر الرحلة ساعات وساعات.
بدأت الأسرة رحلتها. الأب يقود السيارة والأبناء والأم يجلسان داخلها، وبالفعل قطعوا في الطريق حوالي 300 كيلو متر. وعندها قرر الأب أن يدخل في استراحة لتقيم فيها الأسرة لمدة ساعات قليلة حتى يتمكن من مواصلة القيادة.
كان الاتفاق بين الأب وزوجته وأولاده أن يستريحا لساعات قليلة فقط، وقبل الظهيرة يستيقظون لمواصلة القيادة. ولكن ما حدث أنهم جميعا من كثرة الإرهاق والتعب تمادون في النوم، حتى قرب المغرب، ثم استيقظوا ليفاجئوا بأن الليل اقترب على الدخول.
غضب الأب من التأخير، ولام الأم لأنها لم توقظهم. فأخبرته أن ينتظر حتى الصباح ثم يقوموا باستكمال رحلتهم. لكن الأب من شدة غضبه أصر أن يكمل رحلته في الظلام.
حذرته الأم لأن الطريق وعر للغاية، ومظلم، كما أنه من المعروف عنه أن أحيانا ما يستغل ذلك قُطّاع الطريق، حيث يسطون على المارة ويأخذون ممتلكاتهم.
لم يستجب الأب وأصر على استكمال رحلته في الظلام. وبالفعل بدأوا من جديد رحلتهم، ليصادفوا في الطريق متاعبا لم يتوقعوها أبدا.
بداية، وبعد مدة قصيرة من الرحلة، طلب الابن الأصغر عبدالرحمن أن يدخل دورة المياه. توقف الأب وطلب من الابن أن ينزل ويصرف نفسه بجوار الصخور.
نزل الولد إلى الشارع، وبعد ثوان قليلة سمعوا صراخه. وقتها نزلت الأم مهرولة والجميع من خلفها، لتصرخ أيضا عندما شاهدت ابنها ملقى على الأرض. ماذا حدث؟!
لاحظ الأب وجود ثعبان كبير يهرب بجوار ابنه، وهنا عرف أن ابنه لدغة الثعبان، ولهذا يصرخ وسقط على الأرض. لكن للأسف لا يستطيع أن يأخذه إلى أي مستشفى لأن طريق الديرة مقطوع.
وفجأة، ظهرت سيارة في الخلف، وخرج منها رجل غريب الهيئة، وسألهم إذا كانوا يحتاجون إلى مساعدة، فأخبره الأب بما حدث، فطلب منهم الرجل أن يعالجه، وبالفعل بدأ يمص السم عن قدميه، وطهر جرحه، وأخبرهم أن ابنهم الآن في أمان.
شكر الأب الرجل، وتوجهوا من جديد لاستكمال رحلتهم، لكن الابن الأكبر تركي راوده خوف من الرجل الذي ظهر فجأة وبدون سابق إنذار، وبدأ يخبر والده عن شكه، فلامه الأب وقال له كيف تشك في رجل أنقذ حياة ابننا، كان عليك أن تشكره فقط.
استمرت الأسرة في رحلتها، ولكن فجأة فسدت إحدى عجلات السيارة، واضطر الأب والابن الأكبر تركي أن ينزلا ويحاولا إصلاحها، وفور إحضارهما العجلة الاحتياطية، ظهرت سيارة أخرى خلفهم، وخرج منها رجل يشبه إلى حد كبير نفس الرجل الذي رأوه من قبل وأنقذ حياة ابنهم، لكن هذه المرة يبدو في هيئة شخص غير متزن وبملابس مختلفة وشارب لم يكن موجودا من قبل.
سألهم الرجل عن حاجتهم لمساعدة، فقال له الأب لا نريد، ولاحظ الابن الأكبر أن الرجل ينظر إلى أمه نظرة غريبة، وعندها مسك فيه وأخبر والده بما حدث. فترك الأب عجلات السيارة وبدأ يضرب في الرجل بكل غل، حتى هرب الغريب وركب سيارته وتركهم.
بدأت الأسرة رحلتها من جديد، وبعد ساعة واحدة في الطريق، ظهرت سيارة ضخمة، وحاولت أن تضايقهم في الطريق. غضب الأب وقرر أن يقف بسيارته، ونزل منها منفعلا على السائق. لتقف السيارة الضخمة فجأة وينزل منها رجلان عريضا المنكبين.
حاول الأبناء تهدئة أبيهم، لكنه أصر أن يستمر في انفعاله، وتوجه إلى الرجلين، الذين مسكا الأب وقيدا يديه وهددا الأسرة بأن في حال اقتراب أي منهم سيقتله. ليخرج من السيارة الضخمة نفس الرجل الذي رأوه مرتين طوال الرحلة، ويطلب من الأب أن يخرج كل ما لديه من نقود، وعندما رفض الأب، أخرج الرجل سلاحه وضربه طلقة في ساقه طرحته أرضا، بينما تصرخ الزوجة وأولادها. وعندها أخرج الأب جميع ما لديه من أموال ليحمي نفسه وأسرته. وانصرفت السيارة الضخمة.
من هول الموقف، سحب الشقيقان أباهما إلى السيارة، وبدأ الأخ الأكبر استكمال المسيرة بحثا عن مستشفى، لكن الأم أخبرته أن يتوجه سريعا إلى بيت الخالة الموجود بالقرب من مكان الحادث، ليتوجه إليه بالفعل.
عندما وصلوا جميعا وطرقوا الباب، فوجئت أسرة الخالة بما حدث للأب، ولكن المشكلة أنه لا توجد مستشفى بالقرب، لتقترح الخالة أن يتوجهوا جميعا إلى سيدة عجوز معروفة في الديرة بأنها تعالج بالوصفات الطبيعية. وتوجهوا فورا إلى هنا.
وصلوا جميعا إلى منزل العجوز، وهناك أخرجت السيدة الرصاصة من قدم الأب وداوت جرحه بتركيبة من الأعشاب أعدتها خصيصا له. وأصرت ألا تأخذ أي نقود.
عادوا جميعا مرة أخرى إلى منزل الخالة، وهناك قرروا أن يرتاحوا ليلتهم قبل أن يتوجهوا في الليلة التالية إلى منزل الجد في الديرة، حيث كانت وجهتهم التي يقصدونها.
استيقظوا في الصباح، وتوجهوا إلى منزل الجد جميعا، وفيه خصصوا غرفة إلى والدهم ليستريح فيها. لكنهم وجودوا رجلا عجوزا يسكن إحدى غرف المنزل، وعندما سألوا والدهم عنه، أخبرهم أنه شقيق جدهم، وحذرهم أن ينتبهوا إليه أو يضايقوه، وطلب منهم أن يتركوه في غرفته يمارس عاداته وكفى.
تعجب الشقيقان من الكلام، ومن مظهر الرجل العجوز الذي علموا فيما بعد أنه في مقام جدهم، لكنهم قرروا أن يسمعوا كلام والدهم، ولا يقتربوا منه. للأسف لا يعرفون ما ينتظرهم داخل منزل الجد. هذا ما سنرويه في السطور التالية.
قصة بيت الجد الغامض
يقع منزل الجد الذي تقيم فيه الأسرة الآن في منطقة هادئة جدا داخل الديرة، لكن الأزمة أن المنزل بجواره مقبرة كبيرة، وفي الجهة الأخرى حديقة لا يدخلها أي شخص. ومن الأمام ساحة كبيرة لا يمر منها أي شخص. لذلك فإن أجواء المكان كانت بالنسبة للشقيقين مربكة جدا ومخيفة.
ازداد الأمر سوءا وقلقا بالنسبة للشقيقين تركي وعبدالرحمن عندما وجدوا العجوز الغريب في منزل جدهم، والذي علموا فيما بعد أن في مقام جدهم أيضا، وحذرهم منه الأب.
كان العجوز ينظر إلى الشقيقين نظرات غريبة منذ اللحظة الأولى لدخولهم المنزل، إلا إنهما قررا عدم التركيز معه كما أوصاهما الأب.
وقبل النوم مباشرة، اقترح عبدالرحمن على شقيقه تركي أن يحضر الكشاف من السيارة في الخارج، ليكون بجوارهم في الغرفة تحسبا لأي ظرف طارئ.
بالفعل ذهب تركي إلى السيارة الموجودة أمام المنزل، حيث كل ما حولها ظلام وبالكاد يستطيع أن يفتحها ويخرج منها الكشاف. ليسمع فجأة أصواتا غريبة في المكان، ويلاحظ أن ثمة حجارة تتناثر حوله، وكلما حاول أن ينظر خلفه تتوقف الأصوات ولا يرى الحجارة.
الأمر كان أشبه بأفلام الرعب، خاصة عندما لاحظ ظل رجل يتحرك بجوار السيارة فقرر أن يسحب الكشاف سريعا ويفتحه، ليختفي الظل فجأة. وعندها هرول تركي داخل المنزل وبدأ في قراءة المعوذتين.
دخل تركي غرفته، وبدأ يحكي لشقيقه الذي أصيب ببعض الخوف لكنه حاول إقناعه بأنها مجرد تهيؤات وعليهم الآن أن يناما ليستيقظا في الصباح ويبدأوا يوما جديدا بعيدا عن الأحداث الصعبة التي عايشوها في الليلة الماضية. وبالفعل ناما.
كان سرير تركي بعيد عن سرير عبدالرحمن، ولكن الغريب أن في الصباح وبعد استيقاظ تركي من نومه، لامه عبدالرحمن بحجة أنه كان طوال الليل يأتي ليضع رأسه بجوار سريره ويسحب منه الغطاء.
تعجب تركي جدا من كلام عبدالرحمن، وقال له إن لم يفعل ذلك أبدا، فسأله عبدالرحمن: كيف؟ لقد أخبرتك بنفسي أن تعود إلى سريرك!. وهنا شعر الشقيقان أن هناك شيء غير عادي في المنزل، لكنهما قررا أن يكتما السر بينهما حتى لا تقلق أمهما.
حاولا أن يقضيا ومهما الأول في منزل الجد بهدوء تام، وبالفعل مر بسلام وباتوا ليلتهم ليستيقظوا في اليوم التالي بدون أي أحداث مخيفة جديدة، وقتها اطمئن قلبهما قليلا وأخبرا بعضهما أنه ما حدث في الليلة الأولى ربما كانت مجرد تهيؤات بسبب التعب والإرهاق. لكن ما سمعاه من والدتهما أعاد الخوف في قلوبهما مجددا.
كانت الأم تجهز الطعام، وفجأة ندهت عليهما بعد استيقاظهما، ولامتهما أنهما طوال الليل يدخلا عليها الغرفة ويضحكا ولا يراعيا أنها نائمة. ليتعجب الشقيقاان، ويكتما الكلام داخلهما ويدخلا غرفتهما ليتساءلا عن ما يحدث!
لم تنته المغامرات داخل منزل الجد عند هذا الحد، ففي الليل وعندما ذهب الشقيقان تركي وعبدالرحمن للنوم، وبعد ساعات قليلة شعر تركي أنه يريد دخول الحمام، وحاول أن يوقظ شقيقه ليصطحبه معه إلى مكان الحمام خشية أن يحدث له شيء بمفرده داخل بيت الجد الغامض في اليل، لكن شقيقه أخبره أن يريد أن ينام، فخرج تركي بمفرده.
فور أن خرج تركي من الغرفة لاحظ وجود الرجل العجوز أمام غرفته، وظل يطالع فيه بشكل مريب، لكن تركي استكمل مسيرته حتى دخل الحمام وهناك انتظر حتى سمع الجد يدخل غرفته، وعندها خرج تركي من الحمام. ولكن أثناء عبوره بجوار غرفته العجوز سمع أصواتا في الداخل غريبة، همهمات وكلمات غريبة يرددها العجوز، فأثاره فضول أن يعرف ما يدور داخل الغرفة.
ذهب تركي إلى خارج المنزل ليراقب العجوز من شباك غرفته، لكنه لم يتمكن من الوصول لشيء سوى سماعه نفس الهمهمات. فعاد إلى غرفته وفي الصباح أخبر شقيقه بما حدث، وقررا أن يراقبا العجوز في الليل ليكتشفا أمره.
في اليوم التالي، لاحظا أن العجوز يخرج من غرفته في الليل، يحمل شوالا على كتفه ويتوجه إلى منطقة المقابر، وبعد مدة يخرج من المنطقة ليعود إلى غرفته.
وقتها قرر تركي أن يذهب إلى نفس شباك العجوز ليراقب من يحدث في الداخل بعد عودته من المقابر، ليلاحظ أنه يقوم بتصرفات غريبة، حيث يجلس عار وأمامه مبخرة، ويهمهم بكلمات غريبة. وقتها أدرك تركي أن الأمر مرتبط بتحضير الجن، لكنه لا يعرف لماذا يفعل ذلك.
حكى تركي لشقيقه عبدالرحمن ما رآه، ليقررا سويا أن يدخلا غرفة العجوز عندما يخرج منها كعادته في الليل ويتوجه إلى المقبرة. وبالفعل فعلا ذلك ودخلا الغرفة ليكتشفا داخلا أشياءً غريبة، بين عظام أموات وشعر متناثر في أماكن مختلفة، وكتاب غريب حاول تركي أن يفتحه لكن عبدالرحمن منعه. وفي هذه اللحظة فوجئا بالعجوز يفتح باب الغرفة، ليكتشف وجودهما وينظر إليهما نظرة مريبة فيهرولا سريعا إلى الخارج.
دخلا غرفتهما، وحاولا أن يناما بصعوبة، وفي اليوم التالي، حدث ما لم يخطر على بال، إذ لاحظ تركي أن شقيقه عبدالرحمن بدأت تتغير تصرفاته، لا يهتم بأي شيء ولا يريد سوى أن يقضي وقته داخل غرفته. تركه تركي على راحته، لكن في الليل لاحظ أن تصرفات شقيقه لازالت غريبة، خاصة أنه لم يصل أي فرض طوال اليوم، وعندها شك تركي في أن شيئا أصاب شقيقه وأخبر والده بما حدث.
قرر الوالد أن يأخذ عبدالرحمن إلى أحد المشايخ المعروفين في الديرة، لأنه شك أن ابنه محسود أو ملبوس من جن، بوالفعل بدأ يقرأ الشيخ آيات قرآنية على الابن ليبدأ عبدالرحمن في الارتجاف، ثم انتفض من مكانه وأخرج كل ما في بطنه. عندها أخبر الشيخ والدهما أن الابن كان ممسوسا، وكشف لهم اسم من فعل ذلك ليكتشفوا جميعا أنه الرجل العجوز.
هنا قرر الأب أن تلم الأسرة أمتعتها ليعودوا إلى منزلهم ويبتعدوا عن هذا البيت تماما. وبالفعل تركوا المنزل وعادوا إلى بيتهم وحاولوا إغلاق صفحة هذه التجربة تماما. لكن يبدو أن معاناة الأسرة لم تنته عند هذا الحد.
قصة عبدالرحمن
مرت السنين، وتناست الأسرة تفاصيل هذه الليالي الصعبة التي عايشوها في بيت الجد الغامض. تخرج عبدالرحمن من الجامعة، وحصل على وظيفة براتب مجز، وبدأ يفكر في الزواج.
وفي ليلة، اجتمعت الأسرة كلها على الغداء، وأخبرهم الابن عبدالرحمن بنيته أن يتزوج. وقتها فرحت الأم بشدة وسألته عن الفتاة التي يريد الزواج منها، ليخربهم أنها جارتهم، ويتلقى شقيقه تركي صدمة كبيرة.
كان تركي يحب هذه الفتاة ويتمنى الزواج منها، لكنه فور أن علم بنية شقيقه الزواج منها كبت مشاعره في نفسه، وبدأ يتعاون مع شقيقه بكل حب وود لإعداد منزل الزواج وشراء مستلزمات الزفاف. وبالفعل احتفلوا جميعا بالزفاف، ورغم أن قلب تركي مجروح بعض الشيء إلا إنه لم يفكر سوى في سعادة شقيقه.
مرت 3 سنوات منذ زواج عبدالرحمن، وإذ فجأة بدأت حالته تسوء من جددي، ليعود إلى ما كان عليه عندما كان في بيت الجد الغامض، فاعتقدوا جميعا أنه ممسوس مرة أخرى، وذهبوا به إلى المشايخ لكن لا جديد، وظلت حالته من أسوأ إلى أسوأ، حتى صار جسما هزيلا جدا، ومريضا.
وفي ليلة من الليالي، استيقظت الأم على صوت الهاتف في الفجر، لتسمع صوت زوجة عبدالرحمن تصرخ وتطلب منهم أن يحضروا فورا إلى منزل الابن. وبالفعل توجهوا جميعا إلى هناك ليجدوا عبدالرحمن مستلقيا على الأرض لا يتكلم، لكنه ما زال يتنفس.
حمله شقيقه تركي وذهبوا به جميعا إلى المستشفى، وهناك أدخلوه غرفة العناية المركزة، والأم تبكي بشدة على حال ابنها.
حاول تركي أن يطمئن أمه، وفي داخله حزن شديد على حال شقيقه الذي تدهور دون سابق إنذار. وظل الوضع على هذا الحال لأيام.
وفي ليلة كان تركي جالسا كمرافق مع شقيقه المريض داخل المستشفى، ومع حلول الساعة 12 بعد منتصف الليل قرر أن يتوضأ ويصلي ركعتين للدعاء لشقيقه، وإذ بعد الانتهاء من الصلاة والعودة إلى غرفة شقيقه يجد الأطباء والممرضات كلهم حول عبدالرحمن ويحاولون إنقاذ حياته بأي شكل، لكن للأسف انتهى كل شيء. مات عبدالرحمن.
عاشت الأسرة لحظات صعبة للغاية، وحاولوا بكل إيمان أن يتجاوزوا المأساة والمصاب الذي أصابهم. وبعد شهور بدأوا يتداركون الأمر ويعودون تدريجيا إلى حياتهم بهدوء رغم ما في القلب من حزن.
استكمل تركي مشاريعه التي بدأها قبل رحيل شقيقه عبدالرحمن، وبدأ يتوسع بشكل أكبر ويحقق نجاحات كبيرة، ولم يتناس أبدا زوجة شقيقه الراحل وكان يوفر لها ولابنة شقيقة الراحل التي تدعى "فرح" كل متطلباتهما.
مع الوقت، شعر تركي أن مشاعر الحب تجاه أرملة شقيقه بدأت تعود إليه من جديد، وفكر في الزواج منها. وبالفعل أخبر والداه بما يفكر فيه، وتحمسا جدا، خاصة أن حفيدتهما لن تتربى بعيدا عنهما.
تمت الزيجة، وعاش تركي وزجته في بيت جديد وكبير. وبعد فترة، اقترح الابن على والديه أن يأتيا ليعيشا معه في المنزل حتى يراعيهما في الكبر، وخصص لهما دورا كاملا ليكونا معه فيه.
عاشت الأسرة في سعادة وهدوء، حتى بدأت أمور غريبة تحدث في المنزل، حيث استيقظت الزوجة في ليلة ووجدت باب الثلاجة مفتوحا، وصوت خطوات في المنزل. واعتقدت في البداية أن خطوات أحد من سكان المنزل، لكنها تفاجأت بأن الجميع نيام.
في الصباح أخبرت زوجها تركي بما حدث، وازدادت الشكوك داخل تركي عندما سمع من والدته ووالده أيضا أنهما يشعران بأشياء غريبة تحدث في المنزل.
وقتها، طلبت الزوجة من تركي أن يبيع البيت ويبحثا عن مكان غيره للعيش فيه، لكنه رفض بشدة وأخبرها أن سيأتي بشيخ ليقرأ القرآن في المنزل ويحكي له القصة. وبالفعل جاء الشيخ، وعندما حكى له تركي ما حدث، سأله الشيخ عما إذا كان مر بموقف غريب من قبل.
عندها، تذكر تركى ما حدث في بيت الجد الغامض، وأخبر الشيخ أنه عثر على كتاب غريب، يحتوي على أسحار، وأنه فتحه وقرأ منه بعض الكلمات.
فاجأ الشيخ تركي بأن الكتاب الذي قرأه هو واحد من أخطر كتب السحر، اسمه "شمس المعارف". وطلب منه أن يقرأ بشكل يومي القرآن في المنزل، وأعطاه بخاخات مليئة بماء زمزم، مقروء عليها بعض الآيات القرآنية، وأمره أن يرش منها كل يوم في أركان المنزل.
نفذ تركي ما قاله الشيخ، وبعد أيام، شاهد في المنام الرجل العجوز الذي كان موجودًا في بيت الجد، يموت محروقا. ولما استيقظ أخبر الشيخ بكل ما رآه، وعندها قال له الشيخ حاول أن تتواصل مع أي شخص على معرفة بهذا العجوز وتسأله عنه.
وفعلا، اتصل تركي بشخص يعرفه في الديرة، وسأله عن الرجل العجوز، ليعرف منه أنه مات محروقا. وعندما أخبر الشيخ بما حدث، بشره بأن هذه نهاية هذا الرجل، ونهاية كل ما عانيت منه داخل منزلك، ويمكنك الآن أن تعيش أنت وأسرتك في سلام.
قصة تركي وعبدالرحمن يوتيوب
انتشرت قصة تركي وعبدالرحمن بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وبالأخص في موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب، حيث حققت ملايين المشاهدات هناك في العديد من القنوات التي تناقلتها وتداولتها نظرا لاهتمام الجمهور بها.
وتتكون قصة تركي وعبدالرحمن على منصة يوتيوب من 6 أجزاء، كل جزء يكشف جانبا جديدا من القصة الغريبة والغامضة التي صارت واحدة من أكثر القصص رواجا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لما فيها من إثارة ورعب وتشويق.
تأتي أجزاء القصة الستة بعدد دقائق مختلفة عن بعضها، بين 10 دقائق وأكثر 40 دقيقة كاملة، خصصت تحديدا لتروي قصة بيت الجد الغامض. وحققت جميع الأجزاء ملايين المشاهدات، أقلها 9 ملايين مشاهدة وهناك بعض الأجزاء وصل فيها عدد المشاهدات إلى حوالي 14 مليون مشاهدة.
هل قصة تركي وعبدالرحمن حقيقية؟
تختلف الروايات هو حقيقة قصة تركي وعبدالرحمن من عدمها، فالبعض يقول إن بعض أحداثها وقعت بالفعل في المملكة العربية السعودية. لكن آخرين يرون أنها من وحي خيال مؤلف، خاصة أن فيها حكايات غامضة ومرعبة تتحدث عن ظواهر غير طبيعية وخارقة. كما أنها تتحدث عن الجن وغيرها من الظواهر المخيفة.
ويبدو أن القصة اختلفت طريقة روايتها من موقع إلى آخر، لكن النسخة الأصلية منها المنتشرة عبر موقع يوتيوب هي الأكثر رواجا وانتشارا، والتي حققت ملايين المشاهدات هناك. ولذلك فمن المرجح أن القصة ليست حقيقية لأن في كل مكان يتم تداولها بطريقة مختلفة، ويتم إضافة تفاصيل جديدة إليها.
وحتى في النسخة الأصلية من القصة الموجودة على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب، يتم سرد العديد من التفاصيل الغريبة والتي تتناول ظواهر غريبة يعتقد البعض أنها ليست حقيقية بشكل كامل.
بشكل عام، لا أحد يعرف مدى حقيقة قصة تركي وعبدالرحمن، وحتى لو كان هناك شخصيتان بهذا الاسم، فما مدى صدق التفاصيل المتداولة عنهما.